لم استطع الكلام فقط اردت معانقته بشده

146 11 2
                                    

ما الذي يقوله من اين له ان يعرف جان ؟

عندها قاطعته مسرعه اتعرفان بعضكما ؟

اجابني جان : لا . ونظر الى الطبيب نظره حاده شعرت ان هنالك شيء غريب يجري عندها قال الطبيب لي أرى ان فحوصاتك وتحاليل الدم ممتازه لكنه قد اغمي عليكي لأنك كنت متعبه بشده ولم تأكلي البارحه ,لكن وضعك الان جيد يمكنك الخروج ان اردتي . وغادر الغرفه وكان يعلو وجهه شيء من الغرابه والقلق .

لم اسأل جان أي شيء وهو عن غير عادته بقي صامتا اخذ باقه الزهور وساعدني على مغادره المشفى لم تكن سيارتي معي لذلك عرض عليي ايصالي ووافقت . في الطريق قال لي جان : تالا ..

- اجل ؟

- هل تعلمين ما هي اكثر الأشياء التي تجعل من الانسان متعبا من هذه الحياه ؟

- اهو الحب ؟

ابتسم جان وقال لي : لا انه الكذب .

- وكيف لك ان تعلم ذلك ؟

- لا اعلم لكنني اردت اخبارك بهذا الامر فقط .

- لطالما قلت لك انك شخص غريب , لكنني لم اسألك كيف كان بأمكان الطبيب ان يعلم بأسمك ؟

- لا اعلم اظنه اشتبه بي لشخص اخر , هذا يحصل غالبا صحيح ؟

- الن تتوقف عن الكذب !

- ماذا ؟

- اتظن انني لم اشعر او لم أرى توترك وقلقك عند تعرفه عليك علمت وقتها انك تخفي شيء ما .

- ما الذي تتكلمين عنه !هذا ليس صحيحا .

- بلا , كفاك كذب وقل لي ....

- لقد وصلنا للمنزل غادري الان ولنتحدث غدا سأتي في تمام الساعه العاشره الى عيادتك .

- لا لا داعي لقدومك للعياده سأراك غدا في الساعه الثالثه في المطعم بجانب العياده كما اتفقنا سابقا .

- حسنا اراك حينها .

غادرت السياره وكنت متأكده من اخفائه لشيء ما لكنه ما زال لا يريد اخباري , حتما سأعلم غدا ما هو ......

وعد صباح اليوم التالي ذهبت لعيادتي ورأيت المرضى وعند الساعه الثالثه ذهبت الى المطعم وجلست على احدى الطاولات التي كانت بجانب النافذه التي تطل على الطريق رأيت جان يخرج من السياره لكنه كان مضطرب قليلا ومشوش الذهن . جلس بجانبي وقال لي : هل انتظرتي كثيرا ؟

- لا لقد وصلت للتو .

اتى النادل واخذ طلبي للطعام لكن جان اكتفى بكوب من القهوه . لم اعر للامر اهميه وسألته اذا كان قد تناول الطعام مسبقا لكنه قد اجابني بأنه لم يأكل ولكنه غير جائع .

تكلمت انا وجان عن عده أمور كانت أمور ليست بتلك الاهميه لكنه استمر بتجنب النظر لعيناي . رأيت توتره وقلقه فقمت بسؤاله :

- هل هنالك شيء يزعجك ؟

- لا , كل شيء بخير .

- انت لست على طبيعتك اليوم هل انت متعب ؟

- لا , لست كذلك .

- اذا ما الامر ؟

- لا شيء , عذرا لكنني سوف اذهب للحمام وسأعود بسرعه .

اجبته بأستغراب : حسنا .

ما الذي يحصل معه كم هو غريب ؟ بعد دقيقه رن هاتفه لكنني لم اعر أي اهتمام وتركته,  لكنه استمر بالرنين  فقررت تجاهل الامر لانه لا يجب عليي التطفل على مكالماته الشخصيه . بعدها ظهرت رساله على شاشه هاتفه وبعدها رساله أخرى ورساله شعرت ان الامر ضروري ومستعجل لذلك امسكت هاتفه واذا بي اقرأ احدى الرسائل ومكتوب بها : لقد وصل تحليل الدم وأريد منك ان تأتي بأقرب وقت الى المشفى لان وضعك يزداد سوءا .

ماذا ما الذي يتكلم عنه ؟ هل جان مريض ؟ ما الذي يحصل لا استطيع فهم أي شيء ؟

بعدها بدقائق اتى جان ورأى الهاتف بيدي عندها اقل لي : ما الخطب ؟ اهنالك شيء يحصل ؟ ولماذا هاتفي بين يديكي ؟

- هل انت مريض ؟

- ماذا ؟ لا

- اذا ما هذه الرساله

عند رؤيه جان للرساله لم يستطع الحديث واكتفى بالنظر الي .

- جان اخبرني ما هذه الرساله ؟

الن تخبرني ؟ لماذا لا تتكلم ؟ ما الخطب ؟ هل انت مريض حقا ؟

- لنذهب من هنا .

- انتظر لحظه اخبرني ما الخطب ؟

- سوف اخبرك خارجا , لنذهب للمشي قليلا ونتكلم .

- حسنا اذا....

عند خروجنا من المطعم كان جان متوتر كثيرا ولم يقوى على النظر الي . مشينا قليلا وجلسنا في منتزه صغير بجانب العياده .

- الان لن تخبرني ما الذي يحصل ؟

- احقا تريدين معرفه ذلك .

- اجل بالطبع هيا اخبرني ...

- انني مريض

- حسنا هل مرضك سيء لتلك الدرجه لأخفائه .

- اجل ... انه ...

- انه ماذا تكلمم ؟

- انه ... السرطان ..

اظن انني وقتها قد اصبت بالذهول كيف ؟ كيف قام بأخفاء ذلك عني ؟ انني غبيه لماذا لم اكتشف ذلك مسبقا .... يا الهي . نظر الي عندها واخبرني : هل انتي مصدومه لتلك الدرجه لماذا لا تتكلمين ؟ اذا انتي تشعرين بالشفقه ..

لا اعلم ما الذي حصل وقتها لكنني فقط عانقت جان بقوه من دون أي كلمه لقد كان مذهول من رده فعلي وكيف لي ان أقوم بمعانقته هكذا . لكن من داخلي اردت حقا معانقته بقوه شعرت انه بالفعل قد يحتاج للعناق لم افكر بشيء وقتها لكن لسبب ما كنت اسمع نبضات قلبي بصوت عالي كنت اشعر بشعور جميل وغريب في ذات الوقت لكن جان لم يبعدني عنه بل اكتفى بمعانقتي هو الاخر ........

وبكت السماءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن