وما الذي حصل بعدها ؟
لماذا انتي فضوليه لتلك الدرجه ؟
لقد ورثت فضولي من امي .....
من كان سيصدق انك ستكبرين بهذه السرعه لتجلسي امامي منصته لسماع قصه حب والداك التي انتهت بأثمن شي في الوجود وهو انتي "ابنتي ".
تلك الليله المتشائمه التي لا يمكنني الخلاص منها مهما حييت لا زالت تلاحقني بعد عشره سنوات , لطالما تسائلت هل كان بأمكاني ان اتجنب هذا القدر لربما في تلك الليله , تلك الليله اللعينه التي تتكرر امامي كل صباح .
كان فقدان جان اكبر فاجعه بأمكانها ان تحصل لي , لم أتخيل يوما انه ورغم مرضه سيغادر بهذه السرعه ربما لانني اعتدت على وجوده او لانني كنت اؤمن بنجاته , في تلك الليله اظلمت الحياه في عيني لم اعد اشعر ولا اؤمن بأي من المعجزات كانت مشاعر الفقد مؤلمه بدرجه لا توصف .
لكن ان اعدت التفكير والتمعن في حياتي أرى انه كان مقدر حدوث ذلك لقد كان مريضا متعبا ويناضل من اجل حياه نهايتها واضحه لكننا لم نتقبلها وتمردنا على اقدارنا .
واليوم بعد عشره سنوات من الاشتياق ومشاعر الفقد والسواد الداخلي الذي اصبح جزء مني , عندما أرى ابنتي تختفي الامي ومعاناتي لا اعلم كيف ولكنني على يقين بأن الله يأخذ ويعطي ولا يجعلنا سجناء للتعاسه . عند رؤيتي لها تشع الحياه نورا لم تعد مشاعر الفقد مؤلمه كليله وفاه جان اعتدت على جرحي مع الأيام , تعايشت مع قدري لم اظن يوما انه تعيس بل لطالما رأيت فيه نورا يحثني للبقاء .
في تلك الليله كانت الثلوج تتساقط بغزاره جلست انا وجان على السرير لكي ننام وقال لي حينها
- اتعلمين انها المره الاولى التي نشاهد تساقط الثلوج معا
- اجل هذا صحيح الم تكن احدى امنياتك مشاهده الثلوج سويا
- امازلتي تذكرين هذا
- بالتأكيد وكيف بأمكاني ان لا اذكر
- تالا ...
- ماذا
- عندما تلدين طفلنا قولي له انني احبه كثيرا وانني اسف على المغادره قبل رؤيته .
- جان! ما الذي تتكلم عنه كفاك تشائما ستبقى على قيد الحياه وبجانبنا دائما .
- منذ لقائي بك اصبحت حياتي اكثر متعه وجمالا لم اكن اتخيل يوما انني سوف اقع بالحب ولقد كنتي اجمل شيء في هذه الحياه انتي تستحقين كل ما هو جميل بهذا العالم انني احبك كثيرا .
- وانا ايضا احبك وسأبقى احبك دائما
- عديني انك ستخبرين طفلنا انني احبه
- اعدك بذلك
- سامحيني ....
- على ماذا ؟
لماذا لا تجب ؟
جان ! جان ! .......
حسنا سأسامحك , انني اسامحك لكن ارجوك اجبني .... انني احبك كثيرا
جانن ارجوك استيقظ ... جان ارجوك ابقى بجانبي ...
في تلك اللحظه عانقته بقوه وقمت بتقبيله للمره الاخيره لم اطلب المساعده ولم اتصل بالمشفى لانني كنت اعلم انه لا يوجد امل بعد اليوم وانه قد توفي .
والان بعد عشره اعوام عندما اذكر ذلك اليوم اشعر انني احترق من الداخل لم اقع بالحب بعد وفاه جان وقطعت وعد على نفسي بأن لا احب مجددا ......
اليوم ها انا اقوم بتحقيق اخر امنيه لزوجي وهي كتابه روايه تحكي قصتنا قمت بكتابتها انا وابنتي بعدما قمت بأخبارها عن قصتنا وعن الامنا ومعاناتنا وحبنا .........
غادر جان هذه الحياه لكنه ترك لي اثمن شي بالوجود
وانني اؤمن انه سيأتي اليوم الذي سنتقابل به مجددا لأحكي لك عن ابنتنا وعن مقدار حبها لك ......
النهايه
أنت تقرأ
وبكت السماء
Romantikاحببته رغم معرفتي ان نهايتنا قريبه وان الحياه ستأخذه بعيدا عني لا محاله .