ان المرض لا يؤلم المريض فحسب بل يحرق قلوب احبائه

135 10 1
                                    

لقد قمت بمعانقته بشده لم اعلم ما الذي دهاني في تلك اللحظه لكنني لم اكن افعل ذلك بدافع الشفقه بل مشاعري هي من انجرفت مع الموقف بعدها بدقائق أبعدته عني بسرعه كنت متفأجاه كثيرا وقلت له : يا الهي اعتذر منك لا اعلم ما الذي حصل اسفه .

ضحك جان وقال لي : يا لك من طبيبه مجنونه .

- جان ..

- نعم ؟

- لماذا اخفيت عني هذا الامر؟

- لانني لا اريد شفقه احد .

- حسنا , لكن لماذا اتيت الى عيادتي ؟

- لانني اردت لأحد ان يسمعني ويقوم بفهمي ومساعدتي.

- منذ متى تعلم انك مريض ؟

- في السنه الثانيه من الجامعه علمت بذلك حينها أوقفت تعليمي وقمت بالتركيز على المرض.

- ولماذا قررت ان تتعالج هنا ببيروت بدل المانيا ؟

- لانه اذا حصل ولم ينجح علاجي اريد الموت هنا .

- ما الذي تقوله بالتأكيد ستشفى , سوف ابقى معك دائما.

- اتعلمين ماذا ؟

- ماذا؟

- اعتقد انك قمتي بمساعدتي كثيرا

- احقا ما تقول لكنني لم افعل أي شيء يذكر حتى انني لم ابدأ بالاستشارات بشكل رسمي .

- بل لقد فعلتي ادركت الان انني لم اكن بحاجه الى طبيبه بل كنت بحاجه الى صديق يسمعني ويقضي معظم وقته معي .

لم اعلم ماذا أقول له اكتفيت بالصمت والنظر اليه .كانت عيناه فائقه الجمال لم اراها هكذا من قبل ربما لانني لم استطيع فهمه من قبل .

- الن تعودي الى العياده ؟

- ماذا ؟ اااه اجل اجل العياده بلا سوف اذهب .

- لكن قبل ان تغادري اريد ان اطلب منك شيئا .

- اجل بالطبع ما هو ؟

- هل تذهبين معي لمقابله الطبيب ؟

- بالتأكيد سأذهب .

- انني حقا اشكرك .

- لا داعي لذلك لقد اخبرتك انني سوف أكون الى جانبك متى اردت . والان علي الذهاب .

- حسنا اراكي غدا ...

بطريق عودتي للعياده اردت ان افهم ما هو هذا الشعور الغريب الذي اشعر به , لكنني لم استطيع وصفه لقد شعرت كما لو ان هنالك فراشات في معدتي , لم اعر اهتمام لمرض جان لانني كنت على يقين من شفائه .

لقد أصبحت الساعه الرابعه ظهرا اتى جان ليصطحبني الى المشفى صعدت الى السياره ولم ينطق جان بأي حرف .

- لماذا انت صامت ؟

- اشعر بالقلق .

- وما الذي يدعو لذلك ؟

- هل تمزحين معي , انه السرطان ....

- اعتقد ان الايمان والثقه والقوه دائما يغلب أي شي ان حتى ان كان السرطان.

- اجل ابقى هكذا بارده وعديمه الإحساس .

- اتريدي حقا ان أكون هكذا ؟

- اجل لا تهمني مشاعرك ولا احاسيسك .

- عفوا ! ما الذي جرى لك الان , لا اعتقد انني قلت شيء خاطئ.

- انني مصاب بالسرطان منذ اكثر من 3 سنوات الا تفهمين ذلك , لقد حاولت كثير ان افكر بالطريقه التي قلتي انها تغلب أي مرض ولم يحصل ذلك لذا كفاكي خيال واشعري بي ولو للحظه .

- انني حقا اشعر بك واحاول التخفيف عنك واعطائك طاقه ايجابيه لتمدك بالقوه لكنك تصدني ولا تستمع لي .

- اظن انك لا تفهمين ما الذي أقوله ولن تفهميني ابدا .

- هل انت متاكد بأنيي لن افهمك ابدا ؟ الن تجيب ؟ حسنا اذا أوقف السياره جانبا .....

- لا اريد .

- بلا تريد.

- اقول لك لن اوقفها .

عندها وفجأه حاولت فتح باب السياره . تفاجئ جان كثيرا وقام بأيقاف السياره على جانب الطريق كلينا كنا غاضبين بشده ظانين ان لا احد منا يفهم شعور الاخر خرجت مسرعه من السياره لحقني جان وامسكني من يدي.

- ما الذي دهاكي الان الن تتوقفي عن تصرفاتك الطفوليه هذه !

- اتظن حقا انني طفوليه ! جانن لماذا لا تفهمني انني حقا اريد المساعده اريد ان أكون بجانبك وان اساعدك دائما.

- افهم ذلك لكنك لا تفهمين شعور المرض بالسرطان او الخوف من الموت او حتى رؤيتي اتناول الوجبات الكيماويه لن تفهمي تعبي ابدا , انك لم تمري بتجربه مؤلمه كهذه .

- الشيء الوحيد الذي افهمه انني لا اريد فقدانك خاصه بهذا المرض اللعين لقد فقدت ابي بسببه كنت بجانبه بكل لحظه وكل تجربه خاضها في صراعه مع المرض لقد غادر الحياه وارتاح من تعبه ووجعه لكن احقا تظن انه انتهى كل شيء بعد موته لا انك مخطئ ..... السرطان لا يؤلم المصاب فحسب بل بوجع احبائه اكثر من ما تتخيل ذلك اياك وان تخبرني انني لا اشعر بك ..

- ماذا ؟! انني .... اعتذر حقا لم اكن اعلم . فقط كنت غاضب وخائف من نتائج الفحص ولم اكن أتصور مرورك بمثل هذه التجربه ! انني حقا اسف....

- لا عليك من ذلك انني فقط اريد رؤيه الرغبه في العيش بعينيك اريد رؤيه القوه لا الضعف والخوف انني اثق بشفائك .....

وبكت السماءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن