البارت الثالث

650 5 1
                                    

شاهدنا فيما سبق

وعندما وصلا إلى غرفتها مد ريان كف نيهان الذي كان ممسكاً به ليلامس اللوحة الي كتب عليها رقم الغرفة وقال "هكذا تعرفين رقم الغرفة هذه الأرقام بارزة ولن يصعب عليك معرفتها ها هي غرفتك " ثم فتح الباب وقال " تفضلي "
دخلت نيهان وقالت " شكراً لك "
ريان " لا شكر على واجب لكن أخبريني....... لم كنت تبكين؟؟ "
نيهان " و..... وكيف عرفت أنني كنت أبكي؟؟ "
ريان " لا يهم كيف عرفت أخبريني لم كنت تبكين؟؟ "
نيهان " لـ....... لقد كنت خائفة....... إنها أول مرة أخرج فيها إلى العالم وحدي وأنا...... فاقدة بصري "
ريان " لا عليك..... سوف تعتادين على الأمر كما أعتدنا عليه جميعاً " ثم قرب وجهه من وجهها كثيراً وقال " لا أريدك أن تبكي ثانيةً...... كوني قوية..... حسناً؟ "
ابتسمت نيهان بخجل مع احمرار وجنتيها وقالت " حسناً "
ريان " والآن...... إلى ألقاء "
*********

" بداية التعارف"

توجهت نيهان إلى فراشها واستلقت عليه وأخذت تفكر وتقول في نفسها ( من هو ذلك الشاب؟؟...... كيف هو شكله يا ترى؟؟...... كم عمره؟؟.......آه لم يشغل تفكيري......... كفى نيهان أنت الآن مخطوبة وعليك أن لا تفكري بأحد غير خطيبك......... آه بوراك.... كم اشتقت إليك.......... يا ترى....... لم لَم تأتي لتزورني ........ أشعر بالوحدة )
ثم دمعت عيناها وأخذت تفكر وتفكر ولم تشعر بالوقت إلى أن........ طرق باب غرفتها ومن ثم فتح وجاء صوت فتاة يقول " نيهان ..... حان وقت الغداء....... هيا معي "
نيهان " لا أشعر برغبة بالأكل ياسمين "
ياسمين " عليك أن تأكلي نيهان فأنت لم تأكلي شيئاً منذ الصباح "
نيهان " لكنني لا أشعر بالجوع "
ياسمين " هيا تعالي وسأعرفك بالأقسام والمرافق وبعض الأشخاص هنا "
أنتبهت نيهان إلى جملة ( بعض الأشخاص ) فقالت في نفسها ( بعض الأشخاص ها ) ثم قالت " حسناً لنذهب "
ياسمين " هيا تعالي "
وقفت نيهان وتوجهت إلى مكان صوت ياسمين وقامت هذه الأخيرة بالإمساك بيد نيهان وقيادتها إلى الخارج 
وبينما هما تسيران...............
قالت نيهان بنبرة خافتة " نيهان "
ياسمين " ما الأمر "
ردت عليها نيهان بنبرة خافتة ومرتبكة بعض الشيء " نيهان..... هل..... هل تعرفين.... ريان "
قالت ياسمين بنبرة استغراب " ريان ..... كيف تعرفينه "
نيهان  " التقيت به هذا الصباح "
ياسمين " وهل كلمك؟؟ "
نيهان " نعم.... "
ياسمين " هذا غريب "
نيهان " وما الغريب بالأمر؟؟ "
ياسمين  " ريان هو أكثر الأشخاص هدوءاً وغموضاً في هذا المكان إنه لا يتكلم مع أحد....... أنا الممرضة المسئولة عنه وهو بالكاد يكلمني....... لكني أستطيع القول أنه لا يحتاج إلى مساعدتي نهائياً "
نيهان  " ولماذا؟؟! "
ياسمين " أنا لا أخفي عليك أنني عندما رأيته للوهلة الأولى ظننت أنه مبصر "
نيهان  " لكن كيف ذلك؟؟ "
ياسمين  " أنه يتصرف بشكل طبيعي جداً....... وهو يوجه عينيه مباشرة إليك وكأنه يراك...... وهو دائماً يقرأ الكتب الخاصة بالمكفوفين طبعاً......و دائماً أجده صامتاً يقرأ كتابه "
ياسمين " لكني عندما التقيت به كان يتكلم معي بشكل طبيعي وساعدني أيضاً...... كيف له أن يكون كما صورتيه "
ياسمين  " لا أدري نيهان " ثم ابتسمت ابتسامة خبث وقالت بنبرة مكر وهي تهز كتف نيهان بذراعها " ربما أعجب بك "
ارتبكت نيهان واحمرت وجنتاها وقالت " و....... وكيف يعجب بي و هو لا يراني "
ياسمين " هذا الشاب لديه حاسة سادسة...... إنه يعرف شخصية الإنسان من صوته لكن........ هههههههه أزيلي عنك فكرة أنه معجب بك فالفتيات والحب آخر اهتماماته...... هذا مع أنه معشوق الفتيات هنا... لكنه لا يعطيهم أي اهتمام ودائماً ما يظهر أمامهم بصورة شابٍ قاسيٍ وبلا قلب لكي يبعدهن عنه "
نيهان باستغراب " معشوق الفتيات؟؟ "
ياسمين " نعم إنه معشوق الفتيات سواءً كن من الممرضات أو من المقيمين عنا فهو وسيم جداً وأنيق دائماً مع أنه أعمى وهو محترم أيضاً وشخصيته في غاية القوة إلى درجة أنه إذا تكلم يصمت الكل "
نيهان " لقد فهمت الآن "
ياسمين " ها قد وصلنا إنها قاعة الطعام " ثم دخلتا من ذلك الباب الضخم
ششعرت نيهان بالخوف الشديد فالمكان كان مزعجاً ومكتظاً بالناس فما من قدميها إلا أن توقفتا وقالت بصوت خافت ممزوج بنبرة خوف " ياسمين...... أعيديني إلى غرفتي "
ياسمين " ما هذا الكلام هيا لقد وصلنا إلى هنا..... ليس عليك إلا الجلوس والأكل كما أنك ستتعرفين على الأشخاص الذين هنا ....... هيا تشجعي "
نيهان " أرجوك ياسمين أنا خائفة "
ياسمين " عليك تحدي مخاوفك ومواجهة الناس "
أفلتت نيهان كفها من كف أنيتا ووضعته على رأسها وأخذت تقول بنبرة صراخ " قلت لك أعيديني إلى غرفتي لا أريد الجلوس هنا أشعر بالخوف "
ياسمين " لا لن أعيدك..... إلى متى ستظلين وحيدة خائفة....... عليك مخالطة الناس فهم بنفس حالك ولا ينقصك شيء عنهم "
صرخت نيهان بنبرة بكاء قائلة " لاكني لا أريد ألا تفهمين لا أريد " وبدأت نوبتها العصبية فجاءت الممرضات بالحقنة المهدئة وأمسكن بها بشدة مما جعلها تقاومهن وتضربهن لكنهن أمسكنها بشدة وجاءت إحداهن تريد حقنها بالإبرة لكن...........
صرخة ياسمين القوة تقاطعهن " كفى " فصمت كل من في القاعة
بات المكان أشبه بصمت القبر...... وبدأت همسات الحيرة تتبادل....... ونظرات الممرضات التي تنتظر مبرراً موجهةً لياسمين فقالت ياسمين كاسرة لهذا الصمت " أنتن هكذا تؤذينها..... ألا تعلمن أن هذه المهدئات سوف تنعكس بشكل سلبي عليها فيما بعد..... إلى متى وأنتن تسكتنها بهذه الطريقة.......... عليكن استخدام طريقة التفاهم والتهدئة بالكلام "
بعدها عادت نيهان تصرخ وتقاومهن فجاءت لها ياسمين وبنبرة حانية قالت " كفى أرجوك....... لا تصرخي.....سنفعل لك ماتريدين لكن اهدئي "
نيهان وهي تصرخ " ابتعدن عني.... اتركنني.... أريد أن أبقى وحدي...... أريد أن أسترجع نظري "فحاولت ياسمين الإمساك بها وتهدئتها لكن فجأة............... صفعة قوية توجه إلى وجه ياسمين مما جعلها تصمت وتنظر إلى الأرض بصدمة
نيهان " قلت لك ابتعدي عني "
ومازالت ياسمين على حالها
ثم جاء شخص من بعيد وأمسك بكتفي نيهان بكلتا يديه وبسهولة استطاع إيقافها فقال بنبرة عالية بعض الشيء وجادة وهو يهز كتفيها " كفى.... إلى متى وأنت تصرخين إلى متى....... اهدئي..... هل تريدين الذهاب إلى مستشفى الأمراض النفسية....... كل منا لا يود الذهاب إلى هناك...... أنت الآن عمياء وعليك تقبل هذا الأمر هل تفهمين..... كلنا كذلك وقد تقبلنا حقيقتنا وتعايشنا معها...... فقط عليك أن تشكري الله على نعمه عليك ولا تحزني وتصرخي على ما فات لأن هذا لن يرجعه "
صمتت نيهان لفترة وأخذت تفكر في صاحب هذا الصوت الذي لم يغب عن ذهنها ثم قالت بنبرة خافتة لكن كل من في القاعة سمعها وذلك لشدة هدوئهم وصدمتهم " ر...... ريان  "
تعجب كل من في القاعة وبدؤوا بالتهامس قائلين "ماذا.... ريان..... كيف...... ولماذا كلمها هي بالذات؟؟..... إنه آخر شخص توقعته..... ومن هذه الفتاة ليكلمها....... وكيف تعرف اسمه وهي جديدة هنا "
أبعد ريان كفاه عن كتف نيهان بهدوء فقالت هذه الأخيرة بنبرة خافتة " أ..... أريد فقط العودة إلى غرفتي "
ريان " حسناً سآخذك إلى هناك " ثم أمسك كفها الأيسر وبيده الأخرى وضع يده على خصرها ومشى معها لكن قاطعت سيرهما ممرضتان وقالتا " نحن سنأخذها عنك سيد ريان "
ريان " لا داعي..... أنتما تعلمان أنها تكره الممرضات لذا سآخذها أنا " بعدها ابتعدت الممرضات وتنحين عن طريقهما فمشيا.... وخلال مسيرهما.......
كان ريان يمسك بكف نيهان برقة وكانت ععينا نيهان تدمعان لتسيل تلك الدموع الرقيقة على وجنتيها الناعمتين ففقال ريان " لم تبكين؟؟ "
لم تجبه نيهان بل ضلت على حالها فقال هو " لا تريدين أن تبقي على هذه الحالة.... أليس كذلك "
نيهان بنبرة باكية " أنا.... أنا أكره الظلام..... كيف لي أن أعيش فيه طوال حياتي "
ريان " لديك الكثير من الناس ليساندوك..... لا يعقل أن تكوني مجردةً من الأصدقاء...... ها قد وصلنا "
ثم فتح باب غرفتها...... وكاد أن يذهب لولا أن أمسكت نيهان بكفه الأيسر وقالت بنبرة رفيقة باكية "لا تتركني أرجوك...... أبقى معي "
ابتسم ريان ودخل ثم أغلق الباب خلفه وجلس معها على الكرسيين اللذان بجوار النافذة الذان تفصل بينهما طاولة صغيرة وقال " هل تودين أن تتكلمي بشيء "
صمتت نيهان وأطرقت برأسها فقال ريان " دعيني أخمن..... تشعرين بالوحدة..... لم يزرك أحد.... تريدين أصدقائك أليس كذلك "
نيهان " كيف عرفت؟؟ "
ابتسم ريان وقال " لقد درست علم النفس "
نيهان " وكيف تدرسه وأنت في هذا المكان..... أعني هل يسمح بدخول التخصصات "
ريان " لا.... بل يسمح بدخول المدرسين الخصوصيين ...... لم أكن أريد هذا التخصص لكن والدي أجبرني عليه وقال أن هذا لكي أعرف من حولي وأعرف ماذا يريدون وما نياتهم وقد قام بإحضار المدرسين الخصوصيين لي مذ كنت في العاشرة من عمري "
نيهان " وكم عمرك الآن؟؟ "
ريان " 29 عاماً....... لكن أخبريني لم لا تتصلين بصديقاتك لكي يأتوا لزيارتك "
نيهان " لا أدري بدأت أظن بأنهن تخلين عني "
ريان " لا تقولي هذا فالأصدقاء الحقيقيين لا يفعلون هذا "
بعدها... طرق باب غغرفة نيهان وأطلت منه أحد الممرضات قائلة بابتسامة عريضة " آنسة نيهان.... لقد وصل إليك زائر "
قالت نيهان بلهفة " ماذا؟؟.... من؟؟ "
ثم دخل شخص ن الباب قائلاً " كيف حال حبيبتي "
ففقالت نيهان في نفسها ( هذا الصوت..... ) فصرخت بفرح "بوراك " وركضت إليه وضمته بقوة وقالت " لقد اشتقت إليك كثيراً "
بوراك " آسف لأنني تأخرت عليك فقد كنت متعباً جداً "
قالت نيهان وهي تحضن بوراك بحنان " لا يهم....... المهم أنك جئت "
بوراك " آه لم تعرفيني بالذي يجلس معك "
نيهان " آه صحيح " ثم أشارت إلى ريان وهي تقول " بوراك هذا ريان " وأشارت إلى بوراك قائلة " ريان..... هذا خطيبي بوراك لوكاس "
صدم ريان وقال في نفسه ( ماذا..... بوراك لوكاس..... خطيبها...... مر وقت طويل جداً...... لا أصدق..... وهو يتصرف وكأنه لا يعرفني ) ثم وقف وقال " تشرفت بمعرفتك..... الآن.... عن إذنكما سوف أنصرف "
ثم وضع كفيه في جيبيه وهم بالرحيل لولا أن صوت الممرضة استوقفه قائلاً "هل أساعدك سيد ريان " 
فقال ريان بنبرة حادة دون حتى ان يلتفت إليها " أستطيع تدبر شؤوني بنفسي ولا أحتاج مساعدتك " وانصرف فقالت الممرضة " سوف أترككما وحدكما " وانصرفت هي الأخرى 
جلس بوراك مع نيهان على الكرسي فوضع بوراك يده على وجنه نيهان وقال بنبرة حانية " كيف حال عزيزتي "
نيهان " لست بخير..... أريد الخروج من هذا المكان "
بوراك " ليتني أستطيع حبيبتي لكن بما انك....... تعلمين فقدت نظرك فالعالم الخارجي بات خطراً جداً عليك "
نيهان " أرجوك بوراك "
بوراك " بل أنا أرجوك افهميني انأ مشغول دائماً بعملي مع والدي وأخشى أنه ليس لدي الوقت للاعتناء بك...... ابقي هنا فالمكان أأمن لك وأفضل وستلقين فيه العناية اللازمة التي تستحقها أميرة مثلك "
أطرقت نيهان برأسها للأسفل وقالت بحزن " حسناً "
ثم أردفت قائلة " بالمناسبة...... كيف حال ذراعك "
بوراك " إنها بأفضل حال وبعد أسبوع من اليوم سوف يزيلون الضمادات وسوف ترجع كالسابق "
نيهان " هذا جيد "
بوراك " وبالمناسبة......... لا أريدك أن تتحتكي ريان كثيراً "
استغربت نيهان من كلام بوراك وقالت " لماذا؟؟ "
بوراك" هههههه إن قلت لك السبب ستصرخين "
نيهان " لن أصرخ..... أخبرني فقط "
قرب بوراك وجهه من وجه نيهان كثيراً وقال " أغار عليك منه "
احمرت وجنتا نيهان كثيراً وصرخت قائلةً "بوراك "
ضحك بوراك وقال " أترين.... أخبرتك بأنك سوف تصرخين.... ثم.... ما العيب أن أغار عليك منه فهو وسيم جداً"
أطرقت نيهان برأسها وقالت " يقولون إنه وسيم جداً لكنني لا أراه لكي أعجب به "
بوراك " لا تتضايقي من كلامي عزيزتي "
نيهان " لا بأس "
بوراك " والآن....... أستأذنك فعلي الرحيل " ثم وقف لكن بعدها تشبثت نيهان بكفه وقالت " لا تتركني أرجوك "
بوراك " آسف حبيبتي لكن علي الرحيل " ثم أفلت كفه وقبل جبينها وخرج من الغرفة ، وخارج الغرفة كانت هناك فتاة جميله جداً نظرت إلى بوراك وقالت " هل انتهيت؟؟ "
بوراك " نعم "
الفتاة " هل أخبرتها أن تبتعد عن ذلك المغفل ريان "
بوراك " نعم أخبرتها "
الفتاة " أخشى أن يخبرها شيئاً "
بوراك " لا تقلقي.... أنا أعرف ريان جيداً إنه كتوم جداً وغامض ولا يخبر أحداً بأسراره "
الفتاة " حسناً إذن... لننصرف " ثم انصرفا

وبينما هذا يحدث..............
كانت ياسمين في حالة صدمة شديدة.... فكيف لها أن تتحمل تلك الصفعة القوة........ وكيف لها أن تتوقع هذا التصرف الفظيع من فتاة لا تملك سوى البراءة........ بعدها جاءت لها إحدى الممرضات وقالت " ياسمين عزيزتي عليك الذهاب لترتاحي "
أفاقت ياسمين من صدمتها وقالت بهدوء " نعم " ثم ذهبت
وبينما هي تتمشى بالممرات متجهة إلى استراحة الممرضات رأت ريان يتمشى أيضاً في الممرات فسألته قائلةً " كيف حالها "
أجاب ريان بهدوء " إنها بخير فقد أتى إليها زائر "
ياسمين" ومن هو؟؟ "
قال ريان بضيق " هه خطيبها المحترم " ثم مشى مبتعداً عنها فقالت ياسمين في نفسها ( أخشى أن يكون ما أظنه صحيحاً ) ثم مشت ودخلت إلى استراحة الممرضات وذهب ريان إلى المكتبة فهي دائماً ما تكون ملجأه الدائم من آلامه. 

*ياترى مالذي حدث وجعل ريان يتضايق هكذا؟؟
*وهل لريان علاقة بوبوراك؟؟
*ماذا ستفعل بطلتنا نيهان ؟؟
*وهل ستظل ياسمين  غاضبة منها أم أنها سترضى؟؟

إن كنتن تبحثن عن الإجابة..... فتابعن الأحداث القادمة

حب اعمىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن