البارت الرابع

642 5 2
                                    


وبينما هذا يحدث..............
كانت ياسمين  في حالة صدمة شديدة.... فكيف لها أن تتحمل تلك الصفعة القوة........ وكيف لها أن تتوقع هذا التصرف الفظيع من فتاة لا تملك سوى البراءة........ بعدها جاءت لها إحدى الممرضات وقالت " ياسمين عزيزتي عليك الذهاب لترتاحي "
أفاقت ياسمين من صدمتها وقالت بهدوء " نعم " ثم ذهبت
وبينما هي تتمشى بالممرات متجهة إلى استراحة الممرضات رأت دانيال يتمشى أيضاً في الممرات فسألته قائلةً " كيف حالها "
أجاب ريان بهدوء " إنها بخير فقد أتى إليها زائر "
ياسمين " ومن هو؟؟ "
قال ريان بضيق " هه خطيبها المحترم "ثم مشى مبتعداً عنها فقالت ياسمين في نفسها ( أخشى أن يكون ما أظنه صحيحاً) ثم مشت ودخلت إلى استراحة الممرضات وذهب ريان إلى المكتبة فهي دائماً ما تكون ملجأه الدائم من آلامه. 

*************

" لماذا يحدث كل هذا لي؟؟ "

خرجت نيهان من غرفتها وبدأت تمشي على غير هدىً في الممرات الكثيرة وهي تتحسس ما حولها علها تدرك أين هي فرأتها أحد الممرضات وأتت مسرعة لمساعدتها وقالت " هل تحتاجين أية مساعدة يا آنسة "
نيهان " نعم....... أريد أن أعرف بمكان ياسمين  "
الممرضة " إنها في غرفة استراحة الممرضات "
نيهان  " هل يمكن أن تأخذيني إليها "
الممرضة " بالطبع...... هيا بنا " وأمسكت بيد نيهان  وقادتها إلى أن وصلتا ففتحت الممرضة الباب وقالت " تفضلي "دخلت نيهان  إلى الغرفة وقالت بنبرة هادئة " ياسمين ..... هل أنت هنا "
أجابتها نيهان قائلة " ماذا تريدين....... صفعة أخرى "
نيهان " أ....... أنا آسفة أنيتا...... آسفة حقاً.... لم أقصد...... أعلم أنك تحملتيني منذ مجيئي إلى هنا.... أنا..... لا أعلم ما أقوله لك لكن..... أنا آسفة...... وأنا أشكرك على كل ما فعلته لي " ثم اقتربت من ياسمين التي كانت جالسة على الكرسي ونزلت إلى مستواها ثم وضعت كفها على وجنة ياسمين التي تلقت الصفعة وقالت لها " أنت صديقتي....... وأعلم أنك ستغفرين لي........ وإن كانت هذه الوجنة الرقيقة تلقت صفعة غادرة " ثم أمسكت بكف ياسمين ووضعته على وجنتها وقالت " رديها إن كنت تريدين..... أنا لن أمانع..... أطفئي ما في قلبك "
عندها قامت ياسمين بضم نيهان بقوة وقالت لها " أسامحك....... أسامحك يا عزيزتي "
فضمتها نيهان  بدورها وقالت " شكراً لك "
ثم جلستا تتكلمان وتتشاطران الأحاديث وعند إذن قالت نيهان  " ياسمين.... أريدك أن تعلميني كيف أقرأ كتب المكفوفين "
ياسمين " بالطبع سأعلمك لكن ما الذي جعلك تريدين التعلم "
احمرت وجنتا نيهان كثيراً وقالت " لا أدري "
فقالت ياسمين  " لا يهم..... لنذهب إلى المكتبة " ثم أمسكت بكف نيهان وخرجتا من الغرفة متوجهتين إلى المكتبة وهناك...............
كان المكان كبيراً وهادئاً جداً وكان مليئاً بالكتب بشتى أنواعها وكان تقريباً خالياً فقالت ياسمين  بصوت خافت " هذا غريب..... المكان خاليٍ على غير عادته "
فهمست نيهان  قائلة " ومن هنا بالضبط يا ياسمين  "
ياسمين " فقط ريان...... ولا أنصحك بإزعاجه فردات فعله ستكون قاسية عليك "
نيهان " إذن.... لنبحث عن كتاب ولتعلميني القراءة "
ياسمين  " بالطبع " ثم توجهتا إلى أحد أرفف الكتب الكثيرة واختارتا قصة من القصص التي تحكى للأطفال وذلك لسهولة كلماتها وقراءتها ثم بدأت ياسمين  بتعليم نيهان  شيئاً فشيئاً فقضيتا وقتاً طويلاً جداً إلى أن حل المساء عندها قالت ياسمين وهي تمسك برقبتها " لنتوقف الآن نيهان  ولنكمل غداً فأنا بدأت أشعر بالجوع وبالنعاس أيضاً....... كما أنك لم تأكلي شيئاً......... وهذه المرة لن تخافي أليس كذلك "
نيهان  " نعم...... حسناً لكن...... هل ذهب ريان  "
ياسمين " نعم منذ قليل فقط......... هيا قفي لنذهب إلى قاعة الطعام فالآن وقت العشاء "
وقفت نيهان وقالت " هيا لنذهب " ثم أمسكت ياسمين نيهان وتوجهتا إلى قاعة الطعام وعندما وصلتا.......
شعرت نيهان بالخوف قليلاً فترددت بعض الشيء ووقفت لكنها بعد لحظات تشجعت اندفعت وعاودت السير فقالت لها ياسمين  " أحسنت نيهان ...... أريدك دائماً هكذا " ثم قادتها إلى حيث يجلس ريان  وأجلستها بجواره وقالت "نيهان هاهو ريان"
فقالت نيهان  " مرحباً ريان  "
فرد عليها ريان  بنبرة باردة وهادئة " أهلاً " ثم عاد ليكمل طعامه وبدأت نيهان  بادعاء الأكل فهي فاقدة شهيتها منذ أن فقدت نظرها عندها قالت " ريان  " لكنها لم تسمع أي رد منه فعادت لتقول " ريان " لكنها أيضاً لم تسمع شيئاً وقالت للمرة الثالثة بصوت أقوى " ريان  هل أنت هنا "
عندها أجابها ريان  بكل برود " ألم يأمرك خطيبك بالابتعاد عني؟؟ "
فصمتت نيهان  ولم تنطق بأي حرف فقال ريان  بنبرة جمود " هذا ما توقعته...... عن إذنك " ثم وقف وقال " لا أريد لخطيبك أن يغضب منك " وبعدها ذهب
فقالت نيهان  في نفسها ( يا ترى كيف عرف؟؟........ وما علاقته ببوراك ؟؟ ) ثم وقفت وأخذت تتحسس ما حولها لتذهب فرأتها ياسمين من بعيد وأتت إليها مسرعة وقالت " مابك..... لم لم تكملي عشاءك؟؟"
فردت عليها نيهان بنبرة بكاء " لقد فقدت شهيتي أرجوك خذيني إلى غرفتي "
ياسمين " كما تريدين " ثم أمسكت بكفها وأخذتها إلى غرفتها وعندما وصلتا.........
قالت ياسمين  " هل تريدين شيئاً آخراً "
نيهان  " أنا متعبة وسأخلد إلى النوم...... أرجوك أخرجي لي ملابسي الخاصة بالنوم "
توجهت ياسمين إلى الخزانة وأخرجت لها بيجاما باللون البنفسجي الفاتح ووضعتها على السرير ثم قالت " سوف أنصرف الآن هل تريدين شيئاً آخراً "
نيهان " شكراً لك "
ياسمين " حسناً تصبحين على خير "
نيهان  " وأنت من أهله " ثم خرجت ياسمين  من الغرفة وأغلقت الباب فتوجهت نيهان  إلى السرير والتقطت ملابسها وارتدتهم ثم مشت ببطء وهي تتحسس الجدار إلى أن وصلت إلى مفتاح النور فأغلقته ثم ابتسمت باستخفاف وقالت "وكأن هناك فرق " وعند إذن توجهت إلى سريرها واستلقت عليه وتغطت بالغطاء وأخذت تفكر وتقول في نفسها ( ما به ريان  يعاملني هكذا؟؟........ ما الذي فعلته له؟؟........ إنه أول شخص عرفته من بعد ياسمين  وهاهو بدأ يعاملني بقسوة!!........... كيف عرف بأن بوراك قال لي أن أبتعد عنه؟؟........ ياترى هل سيظل يعاملني هكذا؟؟......... وماذا عن صديقاتي لم لم يأتوا لزيارتي؟؟........... آه لماذا يحدث لي كل هذا؟؟ ) ثم غلب عليها النعاس ونامت بهدوء كالأطفال.
وفي صباح اليوم التالي.................
استيقظت نيهان  من نومها وتوجهت إلى الحمام ببطء شديد استحمت وهي كانت خائفة كثيراً من السقوط لكنها استجمعت قواها وتابعت وهي تضع في ذهنها عبارة ( لا للاستسلام ) وعندما انتهت خرجت من الحمام وتحسست ما حولها إلى أن وصلت لخزانة ملابسها عندها فتحتها وبدأت بلمس الفساتين إلى أن وجدت مبتغاها فقد كان فستاناً بلون السماء الصافية وكان طويلاً يصل إلى نهاية قدمها وقد زين من طرفه بنقوش على هيئة بورود بيضاء اللون جميلة وقد ربطت شعرها ربطة خفيفة جداً بشريطة بيضاء اللون ناصعة كان شعرها طويلاً جداًَ وفي غاية النعومة.
ومن ثم طرق باب غرفتها فقالت " تفضل "
فدخلت ياسمين وقالت " صباح الخير نيهان  "
نيهان " صباح الخير أنيتا "
ياسمين " لديك زوار اليوم "
قالت نيهان  بلهفة " من؟؟ "
عندها دخلت ثلاث فتيات وقلن " كيف حالك نيهان "
عرفت نيهان  من هؤلاء بسرعة وقالت " اليكس  كات وديانا " وركضت وضمتهم بقوة فقمن هن بضمها إلى صدورهم وأخذت يبكين بكاءً صامتاً فقالت نيهان وهي تمسح دموعها " لقد اشتقت إليكن "
فقالت أليكس " ونحن أيضاً اشتقنا إليك لكننا كنا نبحث عنك طوال الوقت وكلما ذهبنا إلى مستشفى يقولون أنهم لم يسمعوا باسمك "
ثم قالت كات " نعم وفي الأمس فقط رأينا بوراك فسألناه وأخبرنا عن مكانك "
ديانا  " كيف حالك الآن "
نيهان " بخير "
كات  " كيف هي حياتك بعد أن......... فقدت نظرك "
أنزلت نيهان  رأسها وقالت " إنها أصعب مما تتوقعين........... لكن علي حمد الله على كل حال "
اليكس" المهم حمداً لله على سلامتك "
كات  " هل تعرفت على بعض الأشخاص هنا " 
نيهان  " أعرف فقط ياسمين وهي التي أوصلتكم إلى هنا و............ وأعرف ريان  "
ديانا" ومن هو ريان ؟؟ "
نيهان " إنه شاب لطيف جداً تعرفت عليه منذ وقت قصير لكن....... "
اليكس " لكن ماذا؟؟ "
نيهان  " لا أدري...... منذ أن عرف أن  لوكاس خطيبي وهو لا يعاملني كما كان "
كات " ماذا تقصدين؟؟ "
نيهان " في الأمس زارني بوراك بينما كنت أتكلم مع ريان بعدها عرفتهما على بعضهما وعندها رحل ريان وهو متضايق وكأنه يعرف بوراك ويكرهه وبوراك قال لي أن أبتعد عن ريان وعندما سألته لماذا قال لي أغار عليك وبطريقة ما أجهلها عرف ريان بما قاله لي بوراك وأصبح يتحاشاني "
ديانا " مابه بوراك هل جن ليتحكم بحياتك "
كات  " بالمناسبة.... من تلك الفتاة التي كانت مع بوراك عندما رأيناه؟؟ "
أليكس " نعم نيهان  هل تعرفينها "
نيهان  " لا أدري ..... لم أعلم أن مع جوش فتاة عندما زارني "
ديانا  " لقد كانت جميلة وأنيقة "
شعرت نيهان بالضيق وقالت محاولة تغيير دفة الحديث " إذن كيف حال عملكن يا فتيات "
كات  " إنه مقزز "
ضحكت الفتيات ثم أخذن يثرثرن بأمورهن الخاصة ومر وقت طويل عندها.........
قالت ديانا " يبدوا أننا تأخرنا هيا علينا الذهاب يا بنات "
أليكس " نعم.... هيا نيهان  إلى اللقاء "
نيهان  " إلى اللقاء عزيزاتي " ثم عانقن بعضهن وبعدها دخلت ياسمين الغرفة وقالت" هل ستذهبن الآن؟؟ "
كات " نعم "
ياسمين  " حسناً إذن..... إلى اللقاء.... وسوف أقول لكم أن بعد غد هو يوم مفتوح تستطعن أخذ نيهان  إلى أي مكان لكن بشرط أن ترجعنها قبل الساعة التاسعة مساءً "
أليكس" هذا رائع إذن..... لنذهب للتسوق "
ديانا " نعم ولنشتري لك ملابس جديدة نيهان "
نيهان " شكراً لكن "
كات " إذن.... موعدنا بعد غد "
نيهان  " حسناً...... إلى اللقاء "
ثم قالت الفتيات بصوت واحد " إلى اللقاء " بعدها رحلن
*******
لنوقف الرواية الآن ولنتعرف على هذه الشخصيات الجديدة

الاسم : أليكس
العمر: 25 أي بنفس عمر نيهان
الصفات: فتاة مسئولة دائماً تفكر في صديقاتها ولم شملهن لا تفكر في الحب

والإعجاب أبداً صديقاتهاهن أحب الناس إلى قلبها

الاسم: كات
العمر: 24 
الصفات: لطيفة..... خجولة جداً..... طيبة القلب...... تفكر في صديقاتها دائماً.... وهي في غاية الجمال

الاسم: ديانا
العمر: 26 عاماً
الصفات: جميلة جداً....... جريئة...... غيورة قليلاً......... تحب أن تعمل بجد دائما

*************

قالت ياسمين " نيهان.... هل تريدين أن تأكلي شيئاً نيهان " لا شكراً لك..... الآن أريد أن أتابع تدريبات القراءة "
ياسمين  " حسناً " ثم أمسكت بيد نيهان  وخرجتا من الغرفة وتوجهتا إلى المكتبة بعدها قالت ياسمين " لم لا نذهب إلى الحديقة "
قالت نيهان باستغراب " أي حديقة؟؟ "
ياسمين " حديقة المسكن...... إنها جميلة جداً يجب أن تذهبي إليها "
نيهان  " إذن لنستعر الكتاب ولنذهب إلى الحديقة" ياسمين " حسناً " ثم توجهتا واستعارتا كتاباً من أمينة المكتبة وتوجهتا إلى الحديقة والتي كانت مكسوة بفستانٍ أخضر اللون ومزينة بالزهور تملأ أرجاء المكان ونسمات الهواء المتمردة أخذت تداعب خصلات شعر نيهان  الذهبية وكان الجو نقياً ينعش ويصفي نفس كل إنسان فتمنت نيهان  رؤية هذا المكان الجميل فأخذت تفكر وذهبت في ذهنها بعيداً إلى أن قاطعها صوت ياسمين وهي تقول " نيهان ...... هيا لنذهب ونجلس على أحد الطاولات "
استيقظت نيهان  من شرودها وقالت " آه...... حسناً " ثم أمسكت ياسمين بيد نيهان  وقادتها إلى أحدا الطاولات البيضاء المستديرة والمحاطة بالكثير من الكراسي فجلستا وبدأتا بالتدرب....... إلا أن ياسمين قد لاحظت شرود نيهان المستمر فقالت لها " نيهان  عزيزتي.... لم كل هذا الشرود؟؟ "
أفاقت نيهان من شرودها وقالت " آه شرود..... أي شرود؟؟ "
ياسمين" أخبريني بما تفكرين؟؟ "





*************

*ياترى ما هو الأمر الذي يؤرق نيهان ويجعلها في شرود مستمر؟؟
*وهل ستصارح ياسمين  به؟؟
*هل ستقدر ياسمين  على حله لها؟؟
*ماذا عن ريان ؟؟
*ما الذي يجعله يتحاشى نيهان  ويعاملها بقسوة؟؟
*وما علاقة ريان  ببوراك ؟؟

تابعوا معاي البارت القادم من الحب الأعمى ةتعرفون الإجابة على كل هذيالتساؤلات

حب اعمىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن