أفكار ضائعة

349 25 7
                                    

الساعة العاشرة صباحا

كانت تلك الشقراء مستلقية على طول الفراش بثياب نومها المكونة من ذاك القميص الحريري ذو الحمالات الرفيعة و الشورت الخاص به من اللون الأزرق الداكن تفكر في أحداث أمس و صباح اليوم التي يمكن وصفها بالجنونية

لقد قبلها لوي قبلها بحرفية ، بجنون ، بعاطفة و أخيرا بحب و الأدهى من ذلك أنها كانت تتجاوب بطريقة مثالية هي نفسها تعجبت منها . عمل على مسح كل أثر لأحمر الشفاه ذاك الذي تسبب له بالجنون و نوبات من الغيرة الشديدة بعد ملحمة شفتيهما إبتعد عنها يستجمع أنفاسه المبعثرة و شتات نفسه المسلوبة من قبلها بينما هي كانت تفكر فقط في ذلك الجنون الذي حدث بينهما ، إنهما أقارب و لا يجدر بذلك أن يحدث أخرجها من حالة شرودها التي أصبحت تنتابها كثيرا تلك الأيام حديث لوي

_يبدوا أنني عشت الأربعة و عشرون سنة من عمري فقط لتلك اللحظة

لم تفهم ما كان يرمي به و إعتبرته حديث ثمالة فقررت الذهاب و تركه لإستجماع نفسها و أفكارها المبعثرة الشاردة بمجرد مرورها من جانبه أحاط كفها بكف يده المتعرقة و جذبها إليه بينما حاول إستفزازها

_إلى أين ذاهبة ،هل ستهربين الأن

لم تجب تساؤله حافظت على صمتها تتشارك معه النظرات فجأة قطع سكون الجو و تلك اللحظة سؤالها

_لما . لماذا فعلت ذلك

بعد سؤالها ضحك أجل لقد فعل ضحك بثمالة ، بحسرة قلبه الذي أنهكه إنتضار معشوقته بعد سكون ضوضاء جسده أجابها بطريقة أقرب إلى أن تكون عدائية

_مازلت تفكرين في جواب لهذا السؤال
مرر كف يده على شعره المسرح بإتقان فأفسد تسريحته و تبعثرت خصلاته ففجآها بطرح سؤاله هو الأخر

_لما في رأيك يقبل الرجل المرأة

إحتارت في الإجابة لربما يكون يحبها بمجرد تخمينها ذلك إزدادت سرعة نبضات قلبها، معجب بها،او مجرد شهوة أو نزوة طرحت عليه فرضيات جوابها فما كان منه إلا الإسراع للإستفسار عما تضنه يكنه لها من بين مزاعمها

تسائلت و إحتارت في الإجابة فهي و لوي لم يتعملان معا منذ كان أطفال يلعبون سويا و الأن رجعوا و إلتقوا إلا أنها لا تعرف طريقة تفكيره جيدا ، و اللعنة هي لا تعرفه إلا منذ أسبوع أو لنقل أسبوعين لا تنكر إعجابها به لكنها لا تعرف نواياه و لا تريد إعادة الماضي نفضت أفكارها و أظهرت حيرتها و قلة حيلتها من خلال جوابها

_لا أعرف-لا أعلم -انا لا أعلمك إلا منذ مدة قصيرة بعد تفكيره في إجابتها التي  سببت له المرارة في البداية وجدها منطقية هي حقا لا تعلمه إلا منذ مدة قصيرة فكر في مصارحتها تلك اللحظة بمشاعره و مكنون صدره و قلبه إلا أنه بعد تفكير شمل جميع لحظاتهما معا لم يجد ذلك الدليل القوي الذي يستند عليه عله يعلمه مشاعرها نحوه لذلك فضل الصمت و مغادرة المكان بسكون عله يحفظ كرامته بعد جوابها أدار وجهه إلى الناحية الأخرى و تسابقت ساقيه نحو الباب الرئيسي للمنزل بينما حمل بيده اليمنى جاكيت بذلته أما يده الأخرى فقد حفرها في جيب بنطاله الأسود الكلاسيكي لقد شعر بالإختناق ، شعر بأقسى شعور يمكن للعاشق تجربته إنه شعور الرفض نعم لقد شعر بذلك

أما تلك الأخرى فلم تفرق حالها كثيرا عنه فبعد تجاهله لها إنتباتها موجة كآبة كالتي تنتابها عادة إستندت على الطاولة الفارغة خلفها و دعمت قدميها على الأرض العشبية المقلمة بشكل جميل تفكر في مجرى الأمور و ما وصلت إليه بينهما ، تلمست شفتيها بينما عادت ذكرى تلك القبلة المحمومة إليها لا تنكر مدى إعجابها بها و كم إستمتعت خلالها بشفتي لوي تعتصر خاصتها لم تكن أول قبلة لها لكنها تكاد تقسم أنها الأفضل ، كما تذكرت جميع مواقفها خلال هذين الأسبوعين مع لوي وجدت نفسها تبتسم دون أن تدرك على الموافق و اللحظات الطريفة التي جمعتها به قطع عليها أفكارها الحلوة اللذيذة موجه أفكار أخرى ماذا لو جرحت لوي بتصرفها حسنا هي بالفعل فعلت ذلك ، ماذا لو لم يحادثها ثانية أو يتجنبها ألمتها تلك الأفكار

حملت ساقيها و مشيت بخطوات متثاقلة نحوى غرفتها فقد ضاقت ذرعا بهذه الحفلة خلال سيرها من خلال الجزئ الخلفي للحديقة شاهدت كارا و أدم يتبادلان القبل خلف الشجرة التي كانت تتوسط الجزئ الخلفي للحديقة إبتسمت و واصلت طريقها فكرت لما لا تحظ بعلاقة طبيعية كأختها باتت تحسدها على سعادتها فأدم شاب لا يعوض بعدها تفطنت بأنها ليست طبيعية لتحظى بواحدة

تسلقت السلم بأقدام واهنة من حذائها ذا الكعب العالي دخلت غرفتها التي تشاركتها مع أختها لقد حان الوقت لتحظى بغرفة منفردة سارت نحو الحمام لتغتسل و لتبعد عنها تعب ذاك اليوم الشاق

الثامنة صباحا

بينما العائلة الصغيرة إجتمعت على طاولة الإفطار دق الجرس فتحت السيدة جينفر ذاك الأخير لتعود برفقة لوي إلى غرفة الطعام ألقى التحية و شاركهم فطارهم المكون من بعض الوافل و الشاي الأخضر القوي ، عجة البيض و بعض العسل الأبيض ، فصح لوي عن سبب مجيئه و الذي تمثل في أخذ أغراضه تلاقت عينيه بخاصة سوزي فأبعدهما سريعا لقد ألمها ذلك الامبالاة الذي لقته منه إلا أنها إستجمعت نفسها و لم تذرف تلك الدموع التي تجمعت على مقلتيها و خلال الهدوء الذي أضحى على ذلك الفطور إسترسلت كارا الحديث رغم توترها و حرجها

_أبي هنالك شاب يدرس معي في الجامعة يود التقدم لخطبتي.
كان السيد ماركوس يشرب من كأس الشاي خاصته بينما ينصت لإبنته الكبرى في هدوء لم تظهر عليه الدهشة التي ظهرت على أمها . فتعجبت ذلك إستيقضت كل مخاوفها لعله لن يوافق أوقف إسترسال أفكارها صوت آباها الذي طغى على المكان

_ادم روبرتسون

علت الدهشة وجوه كل من كارا و سوزي و كذلك لوي تابعت كارا حديثها الذي لم تخفى الدهشة من فجواه

_نعم هو

مسح السيد ماركوس على شفتيه بالمنديل الموضوع على الطاولة بإتقان و رفع رأسه ليواجه إبنته

_لقد حدثني والده البارحة و طلب موعد لتقدم لخطبتك حسنا أنظري لا يخفاني أنك على علاقة مع ذلك الشاب و لقد جمعت بعض معلومات أشادت جميعها بحسن أخلاقه لذلك أعطيت موافقة مبدئية لوالده لكي أسألك العرض
أشرقت ملامح كارا و بان السرور جليا على وجهها بينما أفصحت عن رغبتها

_أجل أبي أنا موافقة
إبتسم الأب بسرور بينما مازحها قائلا

_لقد غدت إبنتي عروس
غمرت الفرحة الجميع و تعالت الصيحات و المباركات بين أفراد الأسرة


فضلا و ليس أمرا علقوا على الفقرات

949 كلمة

الحب الحقيقيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن