لقد مرت صبيحة ذلك اليوم مضطربة، متوترة و أخيرا غريبة فبعد عودتهم إلى الشركة حصلت على كأس عصير برتقال طازج عمل على تهدئتها قليلا بينما لوي إنتظرها بصبر إلى أن تنهي ذلك الأخير لقد كانت لحظات حقا مفعمة بالتوتر و بالصمت لعبت أصابعها على حافة الكأس بينما تتأمل تلك اللوحات الفنية الغريبة التي جمعت بين مختلف الألوان زينت جدران قاعة الإستراحة المخصصة لموضفي الشركة و التي كانت فارغة بوجود مالك الشركة و قريبته
إستقام لوي من كرسيه و توجه نحو ألة إبتياع القهوة أخذ منبهه فيبدوا أن كلامهم سيكون طويل أو هذا ما ظنه و يحتاج حقا للقهوة علها تساعده على تخفيف صداع رأسه من كل تلك الأحداث السابقة و التي لم تكن بالهينة ، إقترب من مكان جلوسها في أخر القاعة إلا أنه سار إلى النافذة ليقابله منظر حديقة تكونت من أشجار الصنوبر الطويلة تأملها و هو يشرب من الكوب خاصته لعله يحصل على بعض الدفئ خلال ذلك الجو البارد فاشتاء على الأبواب على الرغم من أنه ليس من الأشخاص الذين يعانون من البرد في فصل الشتاء فجسمه يحافظ على دفئه طوال السنة إذن لربما يريد تدفئته مشاعره فهو قد قسى عليها قليلا دائما ما يكون القلب عطوف و متسامح على من نحب أخرجه من شروده صوت كعب حذائها و هي تخطوا نحو باب الخروج من القاعة_إلى أين
توقفت قديمها أليا بعد سؤاله و كأنه يملك ألة للتحكم بها عن بعد مرت دقيقتين قبل أن تجيبه ببرود فهي قد إكتفت حقا من ذلك اليوم
_إلى المنزل
_إجلسي
أمرها بثبات فجائت إجابتها سريعة بينما تلوح بيديها في الهواء تعبيرا عن سخطها
_ألا ترى أن اليوم قد كان متعب و بشع بشكل كبير لا داعي إلى أن نزيده على بعض بتجريحنا لبعضنا البعض
_إجلسي
تنهدت و عادت إلى مكانها تضع قدم فوق الأخرى تركز بنظرها على وجهه و كأنها تتحداه بنظراتها
_قل،ماذا تريد ، تكلم كم أنا لعينة ، حقيرة ،حطمت قلبك ، كم أنا متلبدة المشاعر
أغمض عينيه بعد قولها و كأنه أدرك أنه قد أفسد كل شئ و كأنه الأن إستفاق و وعى على ماذا إرتكب و فعل ، حسنا لقد كان غاضب و يجب أن تعذره ماذا لقد جرح بشدة بعد رفضها لربما هي لم ترفضه مباشرة و لكنها شككت في مشاعره و ذلك قد ألمه أكثر و كأنها إستخفت بمشاعر تنمو و تكبر أكثر منذ الطفولة
_أنا من يود سؤالك ، لما أنت منزعجة ، فعلا لما أنت لا تبادليني مشاعري ، تشككين بها و ها أنا هنا أحاول نسيانك ، نحن أقارب و سنبقى لذا أنا سأنساك سأحاول لذا لا تقلقي من هذه الناحية
_أنت لم تصرح بها
عدل ربطة عنقه الحمراء و أجابها بتثاقل فقد مل بالفعل من تلك المحادثة
_حسنا. أظن أنها واضحة للجميع .....
رجعت و قاطعت هرائه الفارغ بالنسبة لها بجمود
_لا تفعل . إياك
_لا أفعل ماذا
تفحصت ملامح وجهه الوسيم لم تترك شبر و لم تمر بتحديقها عليه ثم وقفت تتجه إليه فأصبحت مقابلة له أو يجدر القول وجهه يقابل بطنها حيث أنه كان لا يزال جالس على الكرسي حركت أصابعها على فروة رأسه و خصلاته الناعمة الريشية ذات اللون البني
_لا تتخلى عنها - لا تتخلى عن مشاعرك إتجاهي حافظ عليها لأنها تمتلك من تحميها و تدفئها
لم يحاول إخفاء علامات إستغرابه فظهر ذلك جليا على قسماته حيث صرخ كل وجهه بإستفهام أو بالأحرى الدهشة ، رفعت وجهه ليقابل خاصتها
_أجل أنا معجبة بك
فجأة هب كهبوب العاصفة حتى أن الكرسي الذي كان جالس عليه قد سقط للوراء بينما إنعقد ما بين حاجبيه و حمرت عينيه دلالة واضحة على غضبه الذي سيحرق الأخضر و اليابس صرخ عليها يأنبها و كأنها طفل صغير أخطئ أشك أن الشركة كلها قد سمعته
_إياك و اللعب في هذا الموضوع ، هذا الموضوع خط احمر حذاري
_لا أمزح ما بك كيف تظن أنه يمكنني المزاح في أمر بتلك الأهمية
لقد إستنكرت ظنه بها وتألمت لشكه بمشاعرها و بتلك اللحظة أدركت ما مرى به بسببها فأخفضت رأسها تركز بنظرها في نقطة معينة في الأرضية إلى أن رفعت رأسها من جديد تحدق به أما هو فلم يجب تساؤلها بل بقى يتأمل ملامحها طويلا و كأنه يحاول إلتماس الصدق من خلالها و بلحظات تحول تأمله إلى نظرات يملئها الشغف لا يصدق أن حلمه الذي لطالما داعبه من الصغر تحقق تقدم منها و تقدم إلى أن بقي بينهما مقدار صغير جدا أحاط خصرها بكفه يقربها إليه أكثر إلى أن لم يبقى بينها مسافة وضع جبهته على خاصتها و يده الأخرى تلمست شفتيها
_أنت معجبة بي ، حقا ، منذ متى
وبتخدر تام أجابته
_منذ بقائك معنا في فترة غياب والدي
همهم و حرك شفتيه على خاصتها دون أن يقبلها يتحسس نعومتها و طروتها ثم لم يلبث إلا أن ألتهمها بغجرية و هي لم تخب ظنه فقد بادلته بتلقائية لم يتركها إلى أن إنقطع نفسها و بعد أن إستعادت نفسها راحت تجاهد لإيجاد كلمات مناسبة لتعبر عما تود أن تخبره به دون أن تجرحه أو تزعجه
_أنظر لا تفهمني خطأ و إنما أنا لا أحبك لكنني أيضا لا يمكنني إخفاء مشاعر الإعجاب التي أكنها لك بعد الأن ، أنا حقا معجبة بك لكنك تعلم أن الحب و الإعجاب لن ينظمان يوما إلى نفس الخانة
إحتضنها إلى صدره قرب قلبه و تحدث بينما يقبل فروة رأسها
_وأنا أقبل بهذا للأن و أعدك أن أجعلك تهيمي بي
و دون سابق إنذار فجأة إنفجرت ضاحكة مما أدى إلى إستغرابه حتى لم يلاحظ الإبتسامة التي غطت وجهه بمجرد رأيت ضحكتها
_اه يالا هذا اليوم الغريب العجيب ، إنه حقا يوم طويل ملئ بالأحداث لقد إستنزف كامل قواي
_آها بالفعل حسنا إذن لأوصلك للمنزل فلدي إجتماع بعد ساعة و نصف
أدلى بذلك بعد أن تأكد من ساعته على معصمهترا را را اه يا عالم الدراسة تشرف من جديد و أنا هذه السنة لدي بكالوريا إذن سيكون التحديث اوقات فراغي إعذروني ربما كل نهاية أسبوع سلام
أنت تقرأ
الحب الحقيقي
Romanceعندما ظنت أن السعادة بدأت بطرق بابها كان للقدر رأي مخالف كوابيس الماضي تعود