أذان الكنائس

part 5

الجزء الخامس

و أخيرا انتهت درجات الموت و وصل إلى الباب نظر خلسة إليها , ما زالت جميلة بل و بدت أجمل قليلا , لون وجهها الذي يشبه لون القمح , بحر عيناها المميت , و الحجاب الذي غطى غابات شعرها , سمعها تغني أثناء نشر الملابس : " ستكون لي لو تعشق الأوطان مثلي , سأكون لك لو عاد للأوطان أهلي !! عرسي هنالك حيث يحملني فؤادي , و أموت فيك أموت فيك متى تموت على بلادي !! "

لم يكن صوتها بذلك الجمال , و لكنه سحره كالعادة , لم يرد أن تتوقف عن الغناء لكن لسوء حظه فقد أحست بأن أحدهم قد صعد ..
-ولك عمر نكزتني يخرب شرك ..
- طلع صوتك مش بطال يا معفنة !!
- ها باكي سامعني و انا بغني ؟؟ ليش ما كلت ؟؟ تصدك انك حيوان ؟؟
-هههههه ولك حلو حلو صوتك يدبة والله حلو !
- انت بتكلي اشي منيح ؟؟؟ عليك سخونة شكلو ؟؟ عمر يحكي كلمة منيحة مين انت ولا ؟؟
- حرام الواحد يحكي كلمة منيحة بهلبيت شو الكرف هاظ ؟
- ههههه خلص تعصبش !! يحلي ايامك كلك زوك !!
- وطن ؟؟!
- ها يخوي ؟؟
- بدي أكلك اشي !!
- ااه و شو هو ؟
- بس بدك توعديني ما تعصبي و لا تزعلي مني ؟
- ولك شو في خوفتني ...

بدء هرمون الأدرينالين يرتفع من جديد في عروق عمر ,أحس بنار تخرج من قلبه , و شعر بثقل بلسانه , تشنجت عضلات عينيه فلم يستطع إبعاد نظره عن عيني وطن , و شلت يداه و رجلاه فلم يستطع الحراك , لكنه رغم ذلك استجمع كل ذرة قوة بقيت في جسمه , نظر بقوة إلى عينيها السوداوتان و قاوم ثقل لسانه , و أطفأ نيران قلبه أغمض عيناه حتى لا يرى ردة فعلها و قال لها : بحبك !! , لكنه فقد متعة رؤية لمعة عيناها في تلك اللحظة !!

-شو بتكول ولا ؟
- الجو حلو اليوم !!
- لا كبلها كبلها شو حكيت ؟؟
- آآه قصدك اني بحبك لا خلص انسيها !!
- و انا كمان بحبك يحيوان !!
- آآه مش بكلك الجو حلو اليوم .... دكيكة شو كلتي وليه ؟
- آه بكلك جو رحلات حلو كثير ...
- بتحبيني ؟؟
- آه
- احلفي !!
- والله بحبك !!

أمسك يديها و نظر إلى عينيها , احمرت وجنتيها خجلا , و أنزلت رأسها إلى الأسفل , رفع وجهها لترى عينيه و قال لها : لا تنزلي راسك !! المثلك احنا بننزللهم راسنا
-عمر !!
- يا روحو لعمر !!
كانت تريد إخباره بأنها تحبه منذ أعوام حين كانت تراه يرمي الحجارة على الصهاينة  ، إلا أن قطة صغيرة وقفت بجانب عمر و بدأت بالمواء , كان عمر لا يحب القطط كثيرا بعكس وطن التي كانت دائما تتمنى أن تربي قطا بالمنزل ..

-انكلعي من هون بسة حمارة ...
تركت وطن يدي عمر و جلست على الأرض تداعب القطة و تقول : بتخاف من البسس من زمان نفسي يكون عندي بسة شوف محلاها ..

كانت قطة بيضاء لديها عين خضراء و الأخرى زرقاء اللون ... كانت تبدو أليفة لأنها بمجرد ان وضعت وطن يدها على ظهرها بدأت باللعب معها ...

-لا بخافش بس بكرف منهم و اتركيهن و غسلي اديكي و تعالي احكيلي شو كنتي بدك ؟
- أنا ما كنت دكول اشي يخوي ... و بدي اربيها ول !!
- اخوكي ؟؟ و فش تربيها عشان اخوي !!
- خلص مش اخوي و بدي اياها !!
- احكيلي بحبك بخليكي تربيها !!
- خلص خذها كبها بديش اياها !!
- ولاااااو شو طالب باكي ؟؟؟؟... خلص نزليها و انزلي يلا !!