الجزء التاسع
-بابا نويل منتي عارفه انو انا بتتخوثي ؟
-اها و شو بتعمل برا كاعد ؟؟
-بسمعك و انتي مجنونة بتحكي مع البسة !!
ضحكت وطن لسماعها هذا الكلام , فابتسمت و لمعت الدموع في عينيها , فكانتا كلمعة البحر في مساء يوم صيفي جميل , أنار القمر سطحه , و هذا تماما ما أغرق عمر و جعله غير قادر على التنفس في تلك اللحظة و بقي صامت يريد الغوص في بحر عينيها المميت القاتل , اقترب منها مسح دمعاتها بيديه : ما بدي اشوفك بتعيطي مرة ثانية ؟
-معناها لا تعمل بحالك اشي يخليني اعيط !!
-اشي مثل شو ؟
-لا تروح عند هظلاك بالمرة ولا تكربهم !!
- بس اذا استشهدت لازم تكوني مبسوطة !!
- مبسوطة ؟؟؟؟؟ مبسوطة انو اكثر حد بحبو مات ؟ أنا اخسرت ابوي كبل قلبي تعب لا تروح و تيتم قلبي من بعدك !!
-وطن !!
- عيونها !!
- انا بحبك !؟
- و انا كمان والله !! واللي بحب حدا بتمنالو الخير صح ؟
- صح و هاظ اللي رح اعملك اياه !!
لم تصدق وطن كلمة مما قالها عمر و احست بشيء على وشك الحدوث لكنها أغمضت عيناها و حبست دموعها لكي لا تبكي و ابتسمت لم تفعل شيئا سوى الإبتسام !
-يلا أنا دروح عند محمودلنروح نصلي بدك اشي ؟
-لا يقلبي مبدي شي ! بس دير بالك عحالك !!
- دخيل قلبي محلاها !! من عيوني يعيوني
- وعد ؟
- عمري كذبت عليكي ؟؟
- بكلك وعد ؟
- آآه وعد
- الله معك و يحميك !
خرج عمر من المنزل متجها إلى بيت محمود ليذهبا إلى الصلاة , كان محمود متوترا قليلا , خوفا من أن يرى زينب من جديد , حتى أنه بقي صامتا طيلة الطريق لم يفتح فمه بكلمة لاحظ عمر ذلك فأراد إزعاجه كالعادة :ولك هيها زينب هيها !!
-بشرفك وينها ؟؟
- بعكلك يدابة بعدك بتفكر فيها ؟؟
- ولاااي مزنخك وك انت ....
لم يكمل محمود كلامه حتى رأها أمام عينيه : هيهم يما !!
= يسلمو يخالتي كثير لولاكو ما كنا بنعرف شو نسوي الله يرضى عليكو يما !
-شو عملنا احنا يا خالتي ؟
- مبارح لما رجعتو لزينب الشنتة !!
-اااه الشنتة لا ولو يخالتي مصارش اشي
و كان عمر في وقتها غارقا في الضحك , يشاهد ردة فعل صديقه و كلامه مع المرأة و نظرات عيونه التي كادت أن تقتل زينب لشدتها , و هي تبادله نفس النظرات فعلم عمر أنها تحبه أيضا فقال : خالتي أن خطبتي إن شالله بعد كم يوم شو رايك تشرفينا ؟
-ليش لا يخالتي ؟
- خلص ان شالله بكرا بكللهم يجو عندك علبيت
- ان شالله و عكبال ما نفرح بمحمود يا رب
- ااه والله يخالتي كريبا رح اخطبو ع زوكي
بدأ المؤذن بالتكبير و التهيليل حتى يصطف المصلون و ذهبت زينب إلى مصلى النساء و هي تبتسم لمحمود , صدف أن زينب جلست بجانب والدة محمود طيلة صلاة التراويح , و بعد الصلاة جلست والدته تحادثها : انتي خاطبة يبنتي ؟
-لا يخالتي !!
-محكي فيكي ؟ حدا بدو اياكي ؟
- ههههه لا والله يخالتي بعدني بدرس !!
- شو اسمك انتي ؟
-اسمي زينب !!
- حلو اسمك يبنتي مثلك بالزبط حلوة !!
- الله يسعدك يخالتي !!
لم تكن زينب على دراية بأن هذه هي نفسها والدة محمود , فأرادت الهروب منها بأي طريقة و خرجت بسرعه من المصلى , و عند انتظارها لوالدتها رأتها تقبل وجه محمود فحاولت الإقتراب لمعرفة ماذا تكون له فسمعتها تقول : يلا يما وصل خواتك ع البيت أنا بدي اطول هون اليوم !!
ابتسمت و امتلأ قلبها سعادة لاتوصف و جلست تنظر إلى حماتها المستقبليه !!
جاء اليوم الذي يسبق حفلة الخطوبة , كانت وطن مشغولة جدا بتوزيع كروت الحفلة و ماري منشغلة بترتيب و تنظيف المنزل , بدأت وطن بالذهاب الى بيت الضيوف بيتا بيتا و كانت مبتسمة و فرحة رغم تعبها و عطشها الشديد , و أخيرا وصلت بيت زينب : كيفك زينب ؟
-الحمد لله بخير و انتي ؟
-الحمد لله بخير , بتمنى تشرفينا عحفلة خطبتي بكرا بعد الافطار .
- ااه ان شالله الف مبروك يا رب تتهني اكيد حاجي , بس بدي اسالك محمود رح يجي ؟
-اكيد اول واحد ,, وك هاظ من عظام الركبة
- خلص ان شالله رح اكون موجودة
- بتنورينا
-تسلميلي ...و عادت وطن الى المنزل كانت الشمس على وشك الغروب , خيوطها الذهبية كانت تتشابك مع قبة الصخرة , و الحمائم المهاجرة لم تزد جمالها الا جمالا , الاطفال يلعبون , و الصائمون ينتظرون الأذان ليتناولوا طعامهم , و في المنازل ينتظرون عطوفة المفتي ليخبرهم بموعد عيد الفطر السعيد , هدوء تام يجوب ساحات المسجد الأقصى , البشر و الطير و حتى الحجر بانتظار صوت المؤذن , حتى لبى رجائهم و بدء : " الله أكبر الله أكبر " جلس الأطفال يأكلون , بدء الصائمون يدعون بأن يحفظ لهم الله فلسطينا , حتى أجنحة الطيور توقفت عن الحراك و وقفت أرجل الطيور عند مآذن الجوامع ساكنة دون حركة و رؤسهم منخفضة و كأنهم خاشعون لأداء صلاتهم الخاصة ,كانت وطن في هذه اللحظات تدعو ربها أن يديم السعادة عليها و على عمر و أن يحفظه من كل شر .
كان الجميع ينتظر المفتي حتى يخرج و يعلن لهم موعد عيد الفطر , و ما هي إلا دقائق قليلة بعد الإفطار حتى خرج على شاشة التلفاز تلك الشاشة الصغيرة مربعة الشكل , ذات الألوان الباهتة , تأتي الإشارة تارة و تختفي تارة أخرى , وقف عطوفته بزيه الأسود و عمامته البيضاء , أمسك بمكبر الصوت و بدأ بالقول : " بسم الله الرحمن الرحيم , غدا الأحد الموافق التاسع و العشرين من شهر رمضان هو المتمم له و أن بعد غد الإثنين هو أول أيام عيد الفطر المبارك , أعاده الله علينا و عليكم باليمن و البركة " .
اعتلت أصوات المسلمين فرحة بقدوم العيد , و كان هذا أول عيد يمر على مدينة القدس دون دماء منذ فترة طويلة , ذهبوا جميعا ليصلوا صلاة التراويح فهذه الصلاة ستكون الأخيرة في هذا العام , و غدا خطبة عمر و وطن , لم تكن سعادتهما توصف في ذلك اليوم .
و عندما عادوا وجدوا ميري قد غلبها النعاس فجلسا سويا ليتحدثا : ولك بكرا خطبتنا !! بكرا رح تكوني الي !!
-مش مصدكة !! و اخيرا ؟؟
- الحمد لله !! شو بدك تلبسي وليه ؟
- ما رح احكيلك !!
-ليش ؟؟ ان شالله ؟؟
- خليها مفاجأة أحسن !!
- هههه والله يخوفي تطلعي شبه ستي الله يرحمها !!
- لا يحذك اشي حلو رح البس بس بكرا بتشوفو !
- ان شالله عخير يلا روحي نامي بديش اشوفك تعبانه بكرا !!
- حاضر تصبح على خير
- تلاقي الخير؟؟
أنت تقرأ
أذان الكنائس
Romance" قصة فلسطينيه " تختلف الاديان لكن قلبهم واحد ، وورثوها لابنائهم الذي عشق تلك الفتاة من النظره الاولى ،❤