الفصل صِفر

339 33 9
                                    


|المُقدمة|

رفع حدقتيه نحوها، كان طفلًا صغيرًا لم يتجاوز العاشرة من عمره، بملامح عادية وتعابيرَ بريئة، وبرائته قد حملت ثقةً جعلته يستلقي بلا حراكٍ يراقبها تمسح السكين مع تمتمةٍ عجز عن تفسير مغزاها. ابتسامةٌ رسمت على ثغرها حملت معانٍ عديدة من المكر والدنائة، ابتسامةً لم يعهد مثلها على محياها يومًا.

ازدادت ابتسامتها اتساعًا عندما وجدته يبكي مضطجعًا على فراشٍ بات يحمل اسم الموت.

دنت منه وقبلته قبلةً على جبينه ثم مسدت شعرهُ بأناملها. تراقب روحه كيف تتحشرج بصدره، مانعةً إياه من التنفس حتى.

ارتَعَد كيانهُ إثرَ قبلتها البارِدة، وتسارعت أنفاسهُ ينده باسمها مستنجدًا ومع ذلك لم يحرك قيد أنملة. جثت على السرير بجانبه وحملت سكينها توجهها مباشرةً نحو صدره.. وتحديدًا الجهة اليسرى حيثُ يقبع قلبه الذي نبض نبضاتهُ الأخيرة.

لم يعد يفصل بين السكين وبينه سِوى انشٍ واحد، أجبر لسانه على سؤالها عمّا تنوي فعلَه وعلى الرغم من الحشرجةِ التي ملأت صوته فهمت ما يرغب بإيصاله، فقالت مجيبةً.. ويا ليتها لم تفعل.

"أُرسلُكَ إِلى نومٍ لا يقظَةَ مِنه، شقيقي الصغير. "

---

بِداية جديدة.

Ayham_asha

انشِقاقُ روح.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن