كبير العيلة
الحلقة العشرون
بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفي)
دخل ليث الى غرفتهما ليبدل ثيابه, أغلق الباب خلفه وتوجه الى الأريكة المقابلة للفراش حيث ينام منذ أن استيقظ صباح تلك الليلة البعيدة ليرى عينيها تلمعان ببريق حقد أسود مكيلة له الاتهامات من أنه قد أجبرها على ما لا تريده, لتحتل البرودة والصقيع سائر أطرافه ولم يجابه انفجارها الصارخ الا بكل برودة ثلجية مخبرا إياها أن تنعم بفراشها وحدها فهو لن يكرر خطأ الليلة السابقة!, مر على تلك الليلة أكثر من اسبوعين يهلك نفسه في العمل نهارا وما أن يأتي المساء حتى يذهب للسهر خارجا في ذلك المقهى الذي تديره تلك السيدة المتصابية " هانم" وابنتها الغازية... وداد!!..
جلس فيوق الأريكة خالعا نعليه ثم أسند ظهره الى الخلف مغمضا عينيه لترتسم ابتسامة ساخرة على فمه الشهواني, فهو يعلم أنه لا يزال أمامه ليلا طويلا مؤرقا الى أن تشرق الشمس, ولولا احترامه لوالده ولا يريد إثارة الأقاويل عن علاقته بسلسبيل لم يكن ليرجع الى هذا المكان العابق بأنفاسها والذي يحرمه لذة الراحة!....
تنفس عميقا وهو يهمس باسمها بينه وبين نفسه:آآآآه يا سلسبيل, لقد سرقت القلب والعقل معا!, لا يعلم كيف تغلغلت أسفل جلده وداخل مسامه ليستنشق حبها الذي أصبح هوائه بتلك الطريقة, قبل زواجه بها كان قادرا على الصمود أمامها واخفاء ما يعتمل من عشق مجنون مُحال بالنسبة له, ولكن ما إن ذاق حلاوة قربها واختلطت أنفاسه بأنفاسها حتى أصبح البعد عنها أشبه بالموت حيًّا!, لقد تضاءلت أمامها سائر النساء الأخريات, لم تعد تثيره أية قامة نسائية مهما كانت صاحبتها هيفاء بل تملك كل مقاومات الجمال, واليوم أقرب مثال على هذا!, هو يعلم بإعجاب وداد الغازية به, هو ليس بأعمى.. هو يعلم جيدا كيف تنظر اليه بشهوة حارقة وعلى يقين أنه ما إن يشير إليها بإصبعه الصغير حتى تأتي مهرولة إليه لتلقي بنفسها أسفل قدميه وعن طيب خاطر منها, ولكنه لا يريد سوى واحدة فقط.. أنثى بكل ما في الكلمة من معنى.. واحدة عرف معها معنى أن يكون حيًّا.. وليس مجرد أن يحيا!, أنثى رفعته في ليلة واحدة وحيدة الى أعلى السماء ولكن.. لتتركه يهبط وبسرعة الصاروخ في الصباح الى أسفل الأرض وبقوة مدوية كادت تكسره!, ولكنه لم يكن ليُكسر حتى لو كانت روحه معلقة بروحها!, فهو الليث... ليث الخولي, وسيكون ملعونا لو ترك أيّما إمرأة تسيطر عليه.. ولكن المضحك المبكي انها ليست أية إمرأة انها.. سلسبيل.. سلسبيله هو.. نبعه الراقي العذب الصافي.. تلك التي انتظرها سنوات عمره كله, التي خطفت قلبه منذ أن فتحت عينيها وكانت لا تزال رضيعه وهو يراها محمولة على يدي جدته تقربها منه باسمة وهي تقول انظر اليها ليث.. انظر الى عروس عائلة الخولي... ليعلن بداخله بسنوات عمره العشر أنها ليست بعروس عائلة الخولي.. بل عروسه هو!!..
![](https://img.wattpad.com/cover/86624768-288-k54954.jpg)
أنت تقرأ
كبير العيلة
Romanceالملخص: عادات وتقاليد أي مجتمع كثيرا بل غالبا ما تتحكم بالأفراد اللذين ينتمون إليه, مهما تباينت ظروف معيشتهم أو مستوى ثقافتهم وتعليمهم, فالعادات الراسخة تتوارثها الأجيال جيلا بعد آخر, فما بالنا إن كان هذا المجتمع ..... مجتمع يتمسك وبشدة بعاداته ال...