كبير العيلة
بقلمي/احكي ياشهرزاد(منى لطفي)
الحلقة (31)
دلفت الى غرفة النوم، رأته يقف يرتدي عمامته البيضاء، فابتسمت واقتربت منه، طالع صورتها المنعكسة في المرآة خلفه، ولكنه لم يهتم بمبادلتها الابتسامة وأكمل لف عمامته، اقتربت منه ومسحت ذرات غبار وهمي من على كتف جلبابه الكتاني الأبيض، ثم قالت محاولة إسباغ الرقة على صوتها:
- عتتأخر انهَااردِه؟...، أجابها وهو يستدير نافضا يدها من فوق كتفه وببرود:
- ما عارفشي... انما غريبة يعني... من ميته وانتي عتسأليني عتأخر ولا لاه؟..، هزت كتفيها واجابته بخفوت:
- لاه .. بس بطمّن.. أني عارفة انك متكدر منّي وأني ما عاوزاكشي تغضب عليّا يا ولد عمي أني....
لتبتر عبارتها فجأة وقد توسعت عينيها ذهولا ورعبا وهي تراه يرتدي وشاحه لافاًّ اياه حول رقبته وهو يستمع اليها بغير اهتمام، فهتفت وهي تشير الى وشاحه:
- ديه... ديه شاملة غيث مش إكده؟....، أجابها عثمان وقد أنهى استعداده للخروج:
- غيث عطاها لي .. عندك مانع؟..، ولم ينتظر اجابتها واستدار منصرفا ليوقفه هتافها العالي باسمه فالتفت اليها ناهرا لها بتقطيبة حادة فوق جبينه:- باه.. جرالك إيه يا وَلِيِّه؟.. اتجنيت إياك؟.. عم بتزعِّجي ليه إكده؟....
هرولت اليه وهي تجيب وقد شارفت على البكاء:
- ماعالهشي يا ولد عمي، ما تواخزنيشي، لكن الشاملة ديْ غيث كان لابسها جبل ما يتزوج ولسّه ما غسلنهاشي, غيِّرْها وهاتها لمّن أغسلها...
عثمان بحدة:
- باه.. اتخبطتي في نافوخك يا راوية؟؟.. غيث ما اتلفعشي بيها واصل، من وجت ما عطيتهاله هَديّة وهو عطاهالي لمّن شافها عاجبتني، وديه يدوبك تاني مرة أتلفع بيها.. وخّري من جودامي خليني أروح ِأشوف مصالحي...
كادت راوية تنوح وهي ترجوه:
- يعني انت اللي لابستها من الاول يا عتمان؟...، أجابها ساخرا مقلدا صوتها الباكي:
- إيوة أني اللي لابستها من الاول يا عتمان!!.. بعدي عني يا إماتَنْ الله في سماه لا أخلِّص منِّيكي الجديد والجديم يا راوية... بعِّدي!!...
ليزيحها عن طريقه ويخرج صافقا الباب خلفه بعنف فتطلع الى الباب حيث اختفى وراؤه وهي تهمس في شبه هستيرية:
- هو اللي لابسها من الاول!!!!.. على إكده لمن جبتها من المجعد اللي كان في الجنينة ما كانشي غيث اللي ناسيها كيف ما كنت فاهمه.. كان هو!!!!.. يعني عمل أم ستيت معيصيبشي بنت ألفت....
لتقطع عبارتها وتصمت فجأة وهي تشهق برعب هاتفة وحدقتاها قد توسعتا فزعا:
- عيصيبني أني!!!!!!!!!، وفتحت الباب تهرع مسرعة خلف عثمان وهي تناديه عاليا قبل أن يعرق في الوشاح أو تغمض عينيه وهو يرتديه فيسري مفعول السحر الأسود فيصيبها هي!!!!!!!!...وقف عثمان فجأة حتى كادت تضرب به وهو يزفر بضيق ونظر اليها من فوق كتفه وهو يصيح بها عاليا:
أنت تقرأ
كبير العيلة
Lãng mạnالملخص: عادات وتقاليد أي مجتمع كثيرا بل غالبا ما تتحكم بالأفراد اللذين ينتمون إليه, مهما تباينت ظروف معيشتهم أو مستوى ثقافتهم وتعليمهم, فالعادات الراسخة تتوارثها الأجيال جيلا بعد آخر, فما بالنا إن كان هذا المجتمع ..... مجتمع يتمسك وبشدة بعاداته ال...