كبير العيلة الحلقة (37) بقلمي/ منى لطفي

132K 2.5K 150
                                    

كبير العيلة

الحلقة(37)

بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفي)

وقفت تتناول بضعة لقيمات من طعام الإفطار على عجل فنهرتها أمها قائلة:

- يا بنتي اقعدي وافطري بالراحة مش كدا، حد بيجري وراكي؟..

سلافة وهي تبتلع لقمتها بصعوبة:

- يا ماما يا حبيبتي هتأخر على الشغل كدا.. انتي ناسية اننا في التجمع وشغلي في الدقي؟.. ياللا الحمد لله انا شبعت، أنا ماشية..

واتجهت الى أمها تقبلها ثم الى أبيها وانطلقت تتبعها دعوة والديها لها بأن يكفيها الله شر طريقها ويوفقها...

تنهدت ألفت بعمق وهي تراقب أثر ابنتها الغارب لتتمتم في حزن:

- صعبانة عليّا أوي...

وضع رؤوف قدح الشاي على المائدة وقال باعتراض:

- مالها يا ألفت؟.. ما هي الحمد لله زي الفل قودامك أهي، سلافة قوية يا ألفت.. وأحسن قرار أخدته انها رجعت الشغل تاني، هو دا اللي هيملا وقتها وهيخليها ما تفكرش في حاجات تضايقها، بنتك لازم تعيش حياتها من تاني، جوازها كان تجربة ومرّت بحلوها ومرّها.. مش هنقف عليه وندفنها بالحيا!!...

ألفت بيأس:

- بس انت عارف كلام الناس، متطلقة بعد جواز كم شهر ورجعت شغلها على طول، دلوقتي تشوف كلام زمايلها هيكون عامل أزاي، واللي هتكون متعاطفة بجد واللي شمتانه دا طبعا غير الكلام اللي هيطلع و...

قاطعها رؤوف باستنكار غاضب:

- ايه دا يا ألفت؟.. معقول اللي بتقوليه دا؟.. من امتى احنا بنربي عيالنا على كلام الناس؟.. احنا دايما بنقولهم طالما انتو صح وما بتعملوش شيء يغضب ربنا يبقى ما يهمكوش من حد.. يا ألفت رضا الناس غاية لا تدرك... وما لا يدرك كله يترك كله!!...

ألفت بزفرة عميقة:

- الحمد لله رب العالمين، أنا عارفة ومقتنعة بكل اللي بتقوله دا يا رؤوف، لكن مهما كان دي بنتي واتعرضت لتجربة قاسية جدا وأنا مشفقة عليها من اللي هتشوفه وتسمعه..

رؤوف بجدية:

- الضربة اللي ما تكسرش تقوي يا ألفت.. التجربة لما بنمر بيها بنتعلم منها درس وعلى أد قسوة التجربة بيكون عمق الدرس دا.. الشاطر اللي يستوعب التجربة كويس أوي ويفهم الدرس صح..

سكتا قليلا قبل أن يتحدث رؤوف مقطبا:

- صحيح أومال سلمى ما جاتش تفطر معانا ليه؟...

ألفت بابتسامة صغيرة:

- مالهاش نفس، هي شهور الحمل في الاول بتكون شهور وحم متعبة.. عموما أنا شوية كدا وهحاول معها تاكل حاجة حتى ولو بسيطة...

كبير العيلةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن