كبير العيلة الحلقة (23) بقلمي/ منى لطفي

96.6K 2.3K 76
                                    

كبير العيلة (23 )

بقلمي/ احكي ياشهرزاد ( منى لطفي)

لا تكاد تصدق عينيها، جلست تطالعه بعد أن أمر زوجيْ الثيران بالانتظار خارجا لتتنفس براحة جزئيا وقد رُحمت من نظرات هذا الوقح المسمى بُرعي، حلّ وثاقها وهو يحاول تهدئتها لتفرك يديها بعد ذلك وهي تطالعه بنظرات حائرة.. متسائلة... قلقة...و.... مندهشة!!..

كان هو أول من خرق الصمت السائد بينهما بقوله ساخرا فيما يجلس على كرسي خشبي آخر أمامها:

- إيه بتبصيلي أوي ليه؟... عاوزة تتأكدي أنه أنا فعلا؟!!...

أجابته بحيرة ونظراتها لا تزال غير مصدقة لما تراه أمامها:

- لا بس أنا مش مصدقة عينيا!، معقولة أنت يا.. أحمد!، طيب ليه؟.. وعشان إيه؟...

زفر عميقا قبل أن يجيبها بهدوء:

- سيبك من أسئلتك دي دلوقتي وجاوبيني على الأهم.. أنتي إيه اللي وقعك في طريق حامد رشوان؟.. انتي عارفة الراجل دا يبقى مين ومين اللي وراه؟..

تغيرت نظراتها إليه لتنتقل الى السخرية وهي تجيبه باستهزاء:

- إيه هو بعتك ليّا عشان تهددني؟.. معقولة الدكتور أحمد الجراح الكبير اللي واخد الدكتوراه بتاعته من ألمانيا يشتغل صبي رئيس عصابة!..

أوشك على فقدان هدوءه وهو يهتف بها بحدة واضحة:

- سلمى.. أنا ما اسمحلكيش!..

ثم تنهد عميقا وأغمض عينيه ومسح على وجهه براحته العريضة قبل أن يعاود النظر اليها قائلا بتعب:

- سلمى وجودك هنا له معنى واحد بس.. أنك بقيتي خطر على حامد رشوان.. وأنه مش هيسيبك تفلتي منه بسهولة ومش هو لوحده لأ... اللي وراه كمان!!..

قفزت سلمى واقفة وقد تكالب عليها إرهاق الساعات السابقة ناهيك عن الانفعال وتوتر الأعصاب والقلق الذي يكاد يفتك بأحشائها لا خوفا على نفسها بل على الباقيين، صاحت بحدة:

- اللي وراه.. اللي وراه!!.. مين دول اللي وراه واللي رعبينكم بالشكل دا؟..

وقف أحمد بدوره وأجابها وهو يطالعها بإشفاق:

- صدقيني يا سلمى.. مش من مصلحتك انك تعرفي، اللي أقدر أعمله عشانك اني أحاول أخرجك من هنا وفي أسرع وقت، طبعا هو مش هيرضى ومش ممكن يوافق انك تخرجي من هنا، عشان كدا أنا لازم أعرف اللي بينك وبين الراجل الخطير دا عشان أعرف أساعدك إزاي؟..

سلمى بتنهيدة ضيق واختناق:

- حاضر يا احمد.. أنا هقولك كل حاجة، أصله خلاص ما عادش حاجة أخاف عليها لأنه زي ما وصللي أكيد هيوصلُّهم!!

كبير العيلةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن