كبير العيلة
الحلقة (32)
بقلمي/احكي ياشهرزاد(منى لطفي)
جلست سلافة أمام سلمى فاغرة فاها مما سردته الأخيره على مسامعها، لتقفز واقفة وهي تهتف بحنق شديد:
- وانتي ازاي تسكتي على اللي عملته؟.. انتي عارفة حجم الكارثة اللي اتسببت لك فيها؟.. دي شككت فيكي، خليت جوزك يشك فيكي، يا ريتها حطي تلك ملح في الاكل اللي انتي طبختيه مثلا.. لا!!!... دا عرض وشرف خاضت فيه، الست دي لازم يتوضع لها حد!..
نهضت سلمى وهي تحاول أن تهدأ سلافة قائلة بهدوء حزين:
- هدِّي نفسك يا سلافة، أنا طبعا عارفة ومتأكد هان اللي عملته مش شوية ، لكن لو كان الانسان اللي قودامها عاقل ومتزن ما كانش فيه حاجة حصلت، الغلط شهاب يتحمل له وأكتر منها كمان، طيب هي ومن أول لحظة لينا في البلد وهي بتكرهنا هو بقه عذره ايه انه يصدقها؟.. وخلي بالك يا سلافة دي مش أول مرة شهاب يعملها، فاكرة أيام الحادثة والمستشفى؟.. مش سبق وشك فيا ووقتها كلكم قلتوا لي انه معذور الفيديو اللي راح له وحالتي النفسية السيئة أيامها، وللأسف اقتنعت بعذره وبكلامكم لكن اللي عمله دلوقتي مالوش لا عذر ولا مبرر عندي...
نظرت اليها سلافة بتساؤل مقطبة:
- يعني ايه يا سلمى؟..
هزت سلمى برأسها وأجابت بغموض:
- أنا ما اتعودتش آخد قرار من غير تفكير، لازم أوزن النتايج كلها، وفي وسط دا كله أنا بردو مش قادرة أشوفه قودامي، احنا من يومها مش بنكلم بعض كلمتين على بعض، اكتر من خمس ايام وكل اللي بيننا كلمات بسيطة لما بيصادف ونكون معهم تحت، وحتى دي بقيت بتهرب منها، مش قادرة أشوف أمه يا سلافة، أد كدا كرهها لينا مالي قلبها؟.. ازاي قدرت تخطط وترسم وتقول كدا عليّا؟.. دا قذف محصنات، وهي عندها بنت، ما خافتش اللي بتعمله معانا ربنا يترد في بنتها؟.. سلسبيل طيبة وربنا يعلم أنا بحبها أد إيه وما اتمنى لهاش حاجة وحشة لكن داين تدان... شيطانها شاطر أوي كدا لدرجة انها عامية عن كل حاجة إلا أذيتنا وخراب بيوتنا اللي هو في الاساس بيت ولادها؟..
زفرت سلافة بحنق وهي ترى عيني أختها تمتلآن بالدموع وقالت بغيظ من بين أسنانها وهي تحتضن كتفيها مربتة عليها:
- أقولك إيه بس، أصل فيه ناس كدا بينسوا ربهم والكره والحقد اللي جواهم بيخلوهم مش شايفين ولا سامعين غير شيطانهم وبس، لكن على أد ما انا زعلانه من اللي عمله شهاب فبردو عاوزاكي تحطي في دماغك حاجة واحده بس، حماتك استغلت اندفاع شهاب الاعمى وحبه ليكي وغيرته المجنونة عليكي، لكن ما أعتقدش انه شهاب شك فيكي لسبب بسيط جدا لو فعلا كان شك ما كان أي كلام هيخلي الشك اللي جواه دا يروح، شهاب اتصرف وكالعادة من غير ما يدي فرصه لنفسه انه يفكر الاول، وخصوصا انه الكلام وصل له من أمه، يعني عمره ما هييجي في باله مهما كانت أمه مش بتحبك انها توصل انها تتبلى عليكي بالشكل دا، وخصوصا أنه الحرباية على كلامك بعد اللي حصل بكت بدموع التماسيح وقالت لشهاب انها مش قصدها لدرجة انها اعتذرت لك قودامه، شوفتي أكتر من كجا خبث؟... عشان تبقي تصدقيني لما أقولك انها عقربة وحيّة مع بعض، بس على مين أنا بقه اللي هكسر سمّها!!.. المهم دلوقتي اوعي تفكري تسيبي بيتك وجوزك، حتى لو انتي لسه متضايقة منه خليكي قاعده في بيتك، كفاية انها طول ما هي شايفاكي رايحة وجاية قودامها وجوزك شكله على آخره من خصامك ليه دمها هيتحرق بزيادة، بيني وبينك ومن قبل ما تحكي لي انا حاسيت انه فيه حاجة، شهاب مش طبيعي، مش دا شهاب اللي قعدته كلها ضحك وفرفشة دايما ساكت، حتى واحنا مع بعض تحت ع السفرة انا اخدت بالي انه عينيه ما اتشالت من عليكي حاسيت اني قودام واحد مراهق بيحب على روحه!!!..
أنت تقرأ
كبير العيلة
Romanceالملخص: عادات وتقاليد أي مجتمع كثيرا بل غالبا ما تتحكم بالأفراد اللذين ينتمون إليه, مهما تباينت ظروف معيشتهم أو مستوى ثقافتهم وتعليمهم, فالعادات الراسخة تتوارثها الأجيال جيلا بعد آخر, فما بالنا إن كان هذا المجتمع ..... مجتمع يتمسك وبشدة بعاداته ال...