كبير العيلة
الحلقة (34)
بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفي)
جلست الجدة فاطمة تسبح الله على خرزات مسبحتها الخشبية التي تصل الى تسعة وتسعون خرزة تحمل كل واحدة منهن إسما من أسماء الله الحسنى، تقدمت منها ألفت تحمل كوبا من عصير الليمون ومدته اليها قائلة بحنان:
- اتفضلي يا حاجة اشربي كوباية اللمون دي، هتهديكي وتخليكي تقدري تقفي على رجليكي، من ساعة اللي حصل وما فيش حاجة دخلت بطنك ولا المايّه حتى!....
تناولت فاطمة كوب الليمون من يدها ووضعته على الطاولة الصغيرة بجوارها وهي تتنهد قائلة:ط
- ومين اللي لُه نِفس ياكل ولا يّشرب يا بتِّيّ؟.. ديه سلسبيل.. فرحة العيلة ونوارة الدار اهنه وحدا عمّها... ربنا ما يصيبني فيها بشرّ أبد....
أمّنت ألفت التي جلست على المقعد بجوار الجدة، ثم قالت:
- ان شاء الله هتقوم منها على خير، أنا لسّه مكلمة رؤوف بيقول لي في العمليات وان شاء الله خير...
سلافة بحزن:
- انا مش مصدقة!.. دي كانت بتضحك وبتتكلم وقامت عشان تجيب لها هي وسلمى كوبايتين ينسون، مرة واحدة كدا؟.. هي صحيح كانت بتشتكي من بطنها لكن مش بالصورة دي!.. نزيف!!... أنا مش مصدقة!.....
كانت سلمى تجلس في جمود تام، وما أن انتهت شقيقتها لامن تساؤلها حتى نهضت واقفة واتجهت الى خارج غرفة الجلوس حين نادتها أمها تسألها الى أين تذهب فوقفت ونظرت اليها واجابت:
- ما هو أصله ما ينفعش يا ماما احنا نفضل قاعدين هنا حاطين ايدنا على خدنا، انا هروح لهم المستشفى وأطمّن بنفسي، ما تنسوش اني دكتورة والمفروض اني كنت روحت معهم هو شهاب بس اللي رفض وبابا وافقه...
ألفت بهدوء:
- يا بنتي جوزك معاه حق انتي حامل وتعبانه، عموما لو يريحك انك تروحي.. ما فيش مشكلة.. انما هتروحي ازاي؟..
سلمى بجدية:
- هآخد راجح الغفير هو أكيد يعرف المستشفى انا مش هقدر أسوق وانا في حالتي دي، هخليه يوديني...
هتفت الجدة بلهفة:
- خوديني امعاكي يا نضري...
اتجهت اليها سلمى ومالت عليها تقبل رأسها ثم قالت بعطف:
- ما ينفعش يا ستو، صحة حضرتك ما تستحملش... انما انا أول ما اطمن عليها هطمنكم على طول ان شاء الله.. أنا هروح أجهز نفسي...
انصرفت سلمى في حين قطبت ألفت متسائلة:
- صحيح راوية فين؟؟...
![](https://img.wattpad.com/cover/86624768-288-k54954.jpg)
أنت تقرأ
كبير العيلة
Romanceالملخص: عادات وتقاليد أي مجتمع كثيرا بل غالبا ما تتحكم بالأفراد اللذين ينتمون إليه, مهما تباينت ظروف معيشتهم أو مستوى ثقافتهم وتعليمهم, فالعادات الراسخة تتوارثها الأجيال جيلا بعد آخر, فما بالنا إن كان هذا المجتمع ..... مجتمع يتمسك وبشدة بعاداته ال...