مرت الدقائق وانا كما لو كنت مفصولة عن الواقع . ( كيف يمكن لذلك ان يكون حقيقياً؟ كل ما آمنت به . ان عالم الجن مستقل عنا ، الان لم يعد بذلك الاستقلال أصبحت زوجة لجني ! يوسف ... كنت اعلم ان احلامي مؤخراً غريبة اكثر من المفترض وحقيقية اكثر من اللازم ، لكن كيف يعقل انني اذهب الى عالم الجن ؟!.. ) توقفت عن التفكير لألمس بحذر إصابتي التي بدت حديثة وأسنان اغرب من ان تكون لكلب منحوتة في جسدي . ثم أصبت بالخوف مجدداً وانا افكر ان كان ذلك حقيقياً فتلك الوحوش كانت تريد التهامي !
تقطع تنفسي بشكل ملحوظ كنت خائفة جداً عندما سمعت ذلك الصوت مجدداً " اخبرتكِ انه لم يكن حلماً ، أنتِ عنيدة جداً اماني لتصدقي بسهولة !"
انا بحذر " يوسف ؟!.."
"ومن غيري ؟ انا الى جانبكِ " أجابني وكان الصوت قريباً من أذني ورائي تماماً . ألتفت بسرعة ولَم اجد أحداً . كان ذلك محبطاً حيث عاد الشك إليَّ
" وكيف اعلم ان هذا الصوت لست أتخيّله في رأسي ؟!"الصوت " ماذا عن اخباركِ عما يحدث في الخارج الان؟"
انا " من السهل توقعه ، خالتي الان ولابد تكلم امي بأسلوبها الدرامي وامي تبكي وتندب حظها "
سمعت ضحكاته ثم قال انتظري قبل ان يعم السكون والصمت المكان لدقيقة تقريباً .
تكلم الصوت بعدها " سأخبركِ الدليل وانتِ تأكدي بنفسكِ .. خالتكِ- التي لست احبها بالمناسبة - ترتدي بنطالاً زهريا وبلوزة بزهور متعددة الالوان ويغلب عليها اللون الأصفر ، أيضاً انها ترتدي حذاءً غريباً مدبباً وطويل من المقدمة انه سخيف للغاية ولونة اخضر مقزز، كيف يمكنها ان تحب الالوان لهذه الدرجة ؟!"انا " لحظة اريد ان اكتب ما قلته كي اتأكد من انني لا استخدم الإيحاء على نفسي !"
سمعته يضحك معلقاً على شكوكي التي لا مبرر لها .قفزت أتسلل نحو الباب وفتحته قليلاً . فقط بما يكفي لرؤية ما يدور داخل غرفة المعيشة . كان قلبي ينبض بسرعة وانا افكر ماذا لو كان كلامه صحيحاً .
ورغم انشغال خالتي بالكلام لاحظت اولاً البلوزة الصفراء ذات الأزهار الملونة ثم البنطلون الزهري وأخيراً ويديّ متصلبة حول الباب تأكدت من وجود الحذاء الذي بدى وكأنه شيء لا يلبسه سوى جحا .اخضر اللون بالفعل !
تحققت من ماكتبته كان ماتلبسه تماماً خالتي .
لم أكن اتخيل ان كل ذلك كان حقيقياً ! لم أكن اعرف ما تلبسه خالتي فلم أكن قد رأيتها بعد .
حدقت الى غرفة المعيشة لا ادري ماذا افعل او كيف يجب ان اتصرف .
لاحظت وفاء ماكنت افعله وصرخت " امي ، اماني فتحت الباب ! "
نهضت ثلاثتهن يسرعن نحوي وشعرت بالخوف كما لو كنت مصابة بداء خطير وخشيت ان يأخذنني الى المستشفى كما لو كنت طفلة !
أقفلت الباب بسرعة وأغلقته بالمفتاح قبل ان اسمع ضرباً على الباب
وفاء " افتحي يا اماني أنتِ تجعلين الجميع اكثر .."
خالتي نسرين قاطعت وفاء وأخبرتها ان تصمت ثم وجهت خطابها إليَّ " حبيبتي خذي وقتكِ ثم تعالي للجلوس معنا لإيجاد حل ، انا هنا ولن أغادر "وترتني كلماتها عكس ما ارادته وهو تطميني، تذمرت بصمت ( رائع لم يكن ينقصني سوى الخالة نسرين !)
همس الصوت من ورائي مرة اخرى " هل استطيع الان التحدث معكِ اماني ؟"
جفلت ومجدداً ألتفت لأجد لا احد ! " رجاءً توقف عن فعل هذا !" سمعت ضحكة خفيفة له وهو يخبرني بأنه لن يكررها مرة اخرى .
اتجهت نحو سريري واستلقيت متجاهلة ان يوسف موجود وعلى الأرجح ينظر إليَّ . بدأت اتحدث :" اذن انت جني فعلاً وانا حقاً اذهب لعالم الجن كل ليلة بطريقة ما لأنني زوجتك! اخبرني الان لماذا تزوجتني وجعلت حياتي صعبة بعد ان كنت على خير مايرام؟؟!"
سمعته يشهق سخرية " على خير ما يرام؟!! حقاً؟؟ .. عموماً لولم تختلقي قصة كونكِ زوجة أمير الجن ما كان سينتهي بكِ الامر بالزواج بي !"
نهضت جالسة " ما الذي تقصده بقولك هذا ؟"
أجابني بهدوء " أنتِ لا تعلمين حتى ابسط القواعد عن الجن ومنها ان لا تتهمي الجن بشيء لم يفعلوه ، اي جاهل يعيش في القرية يستطيع اخباركِ بهذا ! لكنكِ كنتِ غبية وهذا منحني الفرصة بالزواج منكِ .كما ترين ، كذبتكِ انتشرت في ارض الجن كاملة واثارت استياء الكثير وتوجب تنفيذ العقاب . الذي يقتضي بتزويجكِ ابن زعيم من زعماء الجن .تماماً كمزاعمكِ.
كما ترين ليس سهلاً ابداً ان يتزوج جني إنسية ، انه شيء يجلب الالم لنا ويدفعنا قهراً لاتخاذ قرارات صعبة . لذلك لم يفضل احد من أبناء زعمائنا التضحية بنفسه بالطبع عداي ، وتكلم جميعهم متفقين في الاجتماع متحججين انهم بالفعل متزوجون وبما انني كنت أمير الجن الوحيد في الممالك الأربع الذي لم يكن متزوجاً فقد جعل هذا الجميع ينظر الي ثم بعد ممارسة العديد من الضغوطات وافق والدي على مضض بزواجنا عندما صمم عليه شيوخ وحكماء الجن . "
حاولت ان اهضم ما قاله " هل لاني ادعيت زواجي بجني اصبح لزاماً عليكم تحقيق ذلك؟ اتمنى لو انني ادعيت بعض الذهب !!"
ضحك يوسف وقال " فقط في مسائل الزواج لا يمكن ان ندع مثل هذه التهمة دون عقاب ، وأي عقاب افضل من تحقيق كذبتكِ ... لست ِ أنتِ الوحيدة من فعل ذلك ، فقانون العقاب موجود منذ الازل . لقد كان من حسن حظي انكِ حددتي كونه ابن زعيم الجن والا كان اي جني سمع كلامك بإمكانه الزواج بكِ ! كان ذلك سيجعلني في مواجهة عنيفة مع كل من يحلو له الاقتراب منكِ !"شعرت بالقشعريرة تزحف على جلدي ! ثم قلت " لمٓ أردت الزواج مني على أية حال ؟"
يوسف " لقد اخبرتكِ انها أنتِ الفتاة البشرية التي اخبرتكِ عنها في قصتي وأنها من احب ..."
شعرت بالخجل كنت قد نسيت ذلك الجزء من كلامه !
انا بعناد " لكنني لست تلك الفتاة ، انا لا أعرفك من قبل ! انا لم احلم بك مطلقاً قبل اقتحامكِ نومي الهنيء وأخذي الى عالمك ، انا متأكدة !"يوسف " انا آسف لانني قمت بمسحي من ذكرياتكِ " قال تلك الكلمات بنبرة حزينة جعلتني اشعر بألم غريب في قلبي . ما الذي كان يتحدث عنه ؟ مسح ذكرياتي ؟
شعرت بالألم يزداد داخلي ، هل هذا هو الجزء الناقص الذي كنت ابحث عنه ،والذي كان يأخذني الى نومي بدموع واسى لا اعلم مصدره؟ هل كان الألم الذي يئن في قلبي مصدره ذكرياتي المفقودة؟
شعرت بدمعة حارة تتدحرج على خدي لم أكن قد سمحت لها بالفرار لكنها تسللت .
عّم الصمت للحظات ، لم أشكك تلك المرة بما قاله يوسف . لقد شعرت بكلماته انها الحقيقة ولا شيء آخر ولا اعلم لماذا .
استجمعت شجاعتي لأسأل رغم ان جزءاً مني لم يرد حقاً ان يعرف الاجابة " يوسف ..لماذا فعلت ذلك بي ؟ "© ManarMohammed
أنت تقرأ
حبيبي الجني (مكتملة)
Romanceكل شيء بدأ بكذبة ! ... ان تقول شيئاً عن الجن لم يقوموا به هو اكبر خطأ ارتكبته اماني .. وعقابها حلو ومر ... صعب التصديق . يقودها الى عالم اقرب للخيال من ان يصدق ، وابعد ما يكون عن الحقيقة ومع ذلك يبقى حقيقة . اماني في عالم الجن وقصتها مع الجني يوسف...