Part 1

1K 34 140
                                    

كعادتي الصباحية اليومية المثالية عند السابعة صباحاً ..
حرارة ورائحة القهوة تلامس جسدي لتخترق مسامات بشرته ..
اما مسابقة رقص نغمات الموسيقى مع كلمات الاغاني فهي في حلبة أذني ..
نسيم هواء الرياح البارد الآتي من نهر السين..
يداعب خصل شعري ويجعلها تغني بلا حدود ولا مقامات ..
عيناي ترى اجمل مظهر يمكن للعين ان تتمتع برؤيته ..
برج آيفل البعيد ولكنه نفسه لن يتغير كالحياة الروتينية ..
امسك بيدي اليمنى قهوتي السوداء التي دائماً تطبع مرارتها اللذيذة على شفتاي ولساني ..
واغير بيدي اليسرى الاغاني الفرنسية والانجليزية ..
عبر هاتفي المتصل بالسماعات الخارجية..
اسمع بين حين لأخر اصوات العاشقين وهم يديرون مفاتيح قلوبهم ..
ثم صوته في النهر بعد ان قذفوه فيه تاركاً دوائر مائية ..
نعم انه جسر العشاق .. جسر الفنون الذي لا يتذمر من ثقل اقفال العشق..
وهي باريس التي طالما اعجبت بها وها هو الآن حلمي يتحقق فيها ..
حتماً الحياة ليست كما نظنها وتخفي الكثير من المفاجآت..

اكره صوت رنين هاتفي عندما يتصل بي أحد .. من يا ترى ؟؟ وهل هناك شخصاً آخر ،، انه بالتأكيد أوغي ،، لا احد غيره يسأل عني ..

- أجبت بتذمر : نعم أوغي !!
- قال بصوتاً متعب :  أين انتِ ؟
- آتيه ..
- الى أين ؟
- للعمل .. ما بك ؟
- لا شي حقاً .. اسرعي فقط !!
- حسناً ..

أمشي بأعتدال مائلاً الى السرعة قليلاً كي لا اخسر المعركة في الحي الاول بين الحشود اللذين يتوجهون لمحطة ميترو لوفر - ريفولي التي وصلت اليها خلال عشر دقائق من السير في أرصفة فرونسوا ميتيران والتأمل في متحف اللوفر الذهبي والذي بجانبه قصر التويليري وساحة فاندوم بفنادقها الفاخر مروراً بشارع دي ريفولي الذي يضم محلات لأشهر وأكبر مصممين ازياء في العالم ..

احأول الخروج منتصرة مثل كل يوم متوجهة للجلوس في احد مقاعد الميترو المزدحم بكثرة ،، استمع الى اغنية مدتها ٥ دقائق فهي المدة التي تستغرق للوصول الى مكان عملي في الدائرة الاولى بمنطقة ايل دو فرانس ..

لا شي يضاهي الشعورالذي اشعر به عندما أختار قضيتي لهذا اليوم من مجموعة قضايا مختلفة عشوائيّة وهي قضايا أما جرائم قتل اعتيادية او متسلسلة ، اعتداء وربما اغتصاب ، اشخاص مخطوفين او مفقودين ..

ولماذا لا يقدمون لي قضية لست انا من اختارها .. كلا !!
انا المحققة أليس كين ذات ٢٨ عاماً لدي منصب مهم على الرغم من انني لازلت شابة عازبة اعيش بشقة مع أوغي الذي اعمل معه بنفس الوقت وكذلك صديقي المقرب ..

اسير دقيقتان خارجة من محطة الميترو ومتخطية شارعان فقط لأصل للبناية التي توجد بها وحدتي الشرطية الخاصّة التابعة للحكومة الفرنسية ..

الموسيقى والقهوة  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن