Part 13

88 6 54
                                    

تركته وذهبت الى المطبخ لأرى لاريس ، جلبنا الفوشار وبدأنا نشاهد الفلم معاً ، كان فلماً رومانسي وكوميدياً ايضاً ، لا أعتقد بأن أوغي شاهد الفلم فأنا قد اصبحت الفلم بنظره ..

انتهى الفلم وذهب كلاً منا للنوم ، ذهب هو لغرفته وانا ولاريس لغرفتي ، نهظت صباحاً ولاريس قد ذهبت مبكراً ..

خرجت من غرفتي ورأيت أوغي يعد القهوة ، أتيت بالأكواب ووضعتها على الطاولة في انتظار إكمال القهوة ، شربنها بهدوء ثم غادرنا متفرقين عند احدى الطرقات ..

بدأت عادتي الصباحية عند نهر السين ولكن كان الطقس بارداً قليلاً فنحن على وشك دخولنا في فصل الشتاء ، فصل الامطار والثلوج ..

ذهبت الى العمل لأتفاجئ بباقة التوليب المفضلة لديّ ، من يعلم بهذا ؟ انه فقظ أوغي ، كنت على الوشك الذهاب إليه لأشكره ولكني وجدت بطاقة مكتوباً فيهاً " اتمنى ان نخرج في موعد أخر .. ربما الليلة ؟!!!"

يالهي ، كنت اريد الذهاب الى أوغي وهذه باقة مايكل ،، لكان سوف يقتلني ، خبأت الباقة والبطاقة ثم خرجت لأبدأ بالعمل ، فكرت كثيراً .. هل يجب ان اذهب ام لا ؟ وما المشكلة في ذلك ؟ أوغي يجب ان يعيش حياته ويستمر بها ، وتلك المراة الحامل منه ربما يجب ان يكون معها ..

أكملت نصف عملي ثم غادرت بحجة مسألة شخصية ، أما أوغي كان عصبياً للغاية أعتقد انه قد رأى باقة التوليب ، لا يهم .. عدت للمنزل لأجهز نفسي ، اتصلت به عند التاسعة مساءاً ، انا بحاجة الى اهتمام ليس كأهتمام أوغي، يجب ان اجرب هذا المرة مع مايكل فلربما أقع في حبه ..

- مرحباً مايكل
- مرحباً يا جوهرتي
- اين انت ؟ قد انتهيت انا !!
- سوف آتي حالاً !!
- انا في انتظارك ..

كان الموعد مختلفاً هذهِ المرة ، رائعاً ، الى اللحظة في مثل كل مرة ،، كنا قد انتهينا من العشاء ، متجهين الى حفلة أقامها صديقاً له ، أستمتعت بوقتي ، ذهبنا الى شرفة تطل على الشارع الرئيسي ، كان الهواء منعشاً وبارداً ، اصبحت ادفئ جسدي بيدي ، شعرت بشيئاً يُوضع عليّ ..

ألتفت لأرى مايكل يرمقني بنظرة غريبة لا أعلم ما هي ولكني عشقتها ، اعتقد وقعت في حبه بهذهِ اللحظة بعد ان كنت اكرهه وأبغضه كثيراً ، هل حقاً يمكن ان تتحول الكراهية الى عشق ؟!!

تقرب إليّ واضعاً يده على خصري وبدأ يقول كلمات أفهمها جيداً فقد شعرت بها انا ايضاً في يوماً سابق ..

- أتعلمين !! قد عشقت فتاة لدرجة لا يمكنني ان أصفها ، ان أراد ان اقتل جميع الاشخاص على وجه الارض لفعلتها ..
- أحببت انا شخصاً مماثلاً لهذهِ الدرجة
- ولكني لا زلت أحبها ويمكنني ان افعل أي شي في أملاً منها ان نكون معاً
- حقاً !! انها محظوظة لوجود احداً يحبها مثلك
- ولكنها لا تدرك ذلك !!

كنت احاول ان أرسم علاقة على حائط قد تدمّر الآن ..

- لماذا ؟
- لأنها ... لا أعلم
- من هي ؟
- انها فتاة تدعى ..

التفت ليقول لي :

- تدعى أليس كين !!

ابتسمت وشيئاً بداخلي قد اتقلبت موازينه رأساً على عقب ..

- انا محظوظة جداً يا مايكل ، لا أعلم لماذا لم التقي بك مسبقاً !!
- انا هنا منذ زمن طويل ولكنكِ كنت لا تريني لسبب مجهول ، ربما حبكِ لذلك الشخص بنفس الطريقة التي أعشقكِ بها
- ربما ، ولكنه شخصاً أخرق واكرهه الآن كثيراً
- حقاً ؟؟ هذا مذهل
- أجل ..

أمسك بيدي وقال لي :

- احبكِ أليس ، احبكِ كثيراً ومجنوناً بكِ !!

شعرت بيداً تمسك يده وتدفعه على الارض وبعدها اصبح يضربه ، صرخت انا في مكاني لم اتحرك ..

- كفى توقف !!

نظر إليّ لأرى أوغي ، تباً كيف علم اني هنا ؟ ما هذا الذي تفعله .. لماذا تريد تدمير حياتي وانت صديقي المقرب ..

صرخت قائلة وهي لا ينتهي من الضرب به :

- هذا يكفي ،، هل جننت ؟
- قلت لكِ انني مجنوناً بحبكِ ، الا تفهمين ذلك ؟
- وانا لا يمكنني ان احب المجانين ، هذا يكفي أوغي ،، طفح الكيل !!

نهظ كالبركان ، عينيه الخضراء الممزوجة باللون الاصفر قد تحولت الى اللون الاحمر كالجمر المحترق .. نظرت الى مايكل وهو لا قوةً له ، جلست بجانبه ، ممداً على الارض لا يتكلم شيئاً والدماء تخرج من انفه وفمه ، اما وجهه لا يكاد ان يظهر منه شيء ..

اقتربت منه لأقبله اعتذاراً مني على كل ما حصل ، أمسكني أوغي وجرني بيده بقوة ، احاول إفلاتها وانظر الى خلفي ، مايكل المسكين وهو على الارض ،، خرجنا وذهب الاخرون المتواجدين في الحفل إليه ، توقفت عن المقاومة مستسلمة إليه ولقوته التي اصبحت أكرها ..

جلسنا في السيارة وقام بقيادتها كالمجنون الأخرس ، اما انا مذهولة من فعلته هذهِ ، كيف يمكن لأوغي الذي كنت اسميه بالملاك ان يظهر على شكل شيطان بالافعال ، وصلنا الى المنزل ، نزلت بسرعة صافعة الباب بقوة وركضت الى غرفتي وقفلتها ..

انه مجنون ، يمكن ان يفعل أي شيء بي ، لأول مره شعرت بخوفاً منه بعد ان كان هو الشخص الوحيد الذي بمكانني ان استند عليه واثقة لا اخاف من شيء بقربه وهو معي ..

لا يمكن ان هذا الجانب هو الجانب الحقيقي له ، أوغي اعرفه من سنتين ، لايمكن ان يكون هكذا ، لا يمكن ابداً ، سمعت طرقات سريعة خاطفة على الباب وهول يقول :

- افتحي الباب ،، افتحيه أليس والا سوف تندمي !!

يا الهي مايجب ان افعل ،، اخرجت هاتفي لأتصل بلان فهو القادر على ارغامه الذهاب من هنا وتركي بمفردي ، اخرجت رقمه لأتصل به ولكنه قد سحبه مني بقوة ..

لا توجد قطرة دم في جسدي ، كل دمي قد تبخره عندما رأيت شكله المخيف كأنه احدى تجارب فنانة تجميل سينمائية تضع لأول مره مكياجها على شخصاً وهي لا تعلم ماذا تفعل ...

الموسيقى والقهوة  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن