أجري وأجري كأنني في ماراثون عالمي وهدفي هو الفوز بالمرتبة الأولى ،، كلا انه انا أجري كي امسك بأحد المجرمين ، لا أعلم لماذا المجرمون يقومون بهذه الجرائم البشعة واللاأخلاقية احياناً ،، كانت هذه اول قضية اتولاها بعد عودتي الى فرنسا وباريس ..
- انا بريئ ، صدقيني ماذا تفعلين ؟؟ توقفي هيي اسمعيني فقط للحظة !!
- لا احتاج الى سماعك ، انا اؤدي واجبي كمحققة وكل شيء تقوله سوف يستخدم ضدك في المحكمة ..
- أعلم هذا ولكني لست المجرم فهو قد هرب وانا محامي ..آمرت احد الشرطيين بتولي امره واخذه الى مكتبي ، قد سئمت من هذا الامر ، يقتلون ويفعلون كل شيء وعندما يتم القبض عليهم يقولون نحن بريئون !! بريئون من ماذا ؟؟
كالعادة عدت الى عملي ولكني ذات منصب رفيع والجميع يحترمي اكثر من ذي قبل ويرجو ان يعمل معي او حتى ان يحظى بفرصة للتكلم معي ،، انا لست متكبرة ولكن أكره كثرة الكلام الممل الذي لا معنى له وهذهِ هي عادة الناس الشائعة ..
بعد ساعة ..
دخلت الى غرفة الاستجواب بمفردي وأغلقت الباب بقوة ، رأيت لان ، احد محققي وحدتي ،، أما أوغي فكان يتحرى عنه وعن ماضيه ..
قلت له :
- حسناً ، لنبدأ ..
جلس لان على الطاولة مقابلاً له وانا اقف استند على الحائط :
قال لان ناظراً إليّ :
- كنت اتكلم معه منذ حوالي ساعة ولكنه يظن بأنه قوي يأبى التكلم عن الامر وسوف يتحمل الالم ..
ضحكت ومن ثم سرت بأتجاه الطاولة واضعة يدي فوقها .. قلت :
- ولماذا لا تتكلم ايها المجرم ، الى أين تريد ان تصل ؟؟
أشاح بنظره الى المرآة وهو يبتسم .. قلت بعصبية مكلمة نفسي :
- تباً لك تريد ان تجعلني ارتكب جريمة اليوم ، اليس كذلك ؟؟ حسناً فلنرى من هو لديه الصبر ، انت أم انا !!
دخل أوغي بسرعة بدون استئذان مناديني .. خرجت وقلت له :
- ما الامر ؟؟
- اعتقد بأنه محق
- ماذا تعني ؟
- اسمه مايكل وهو محامي !!
- حقاً !! سحقاً ، ماذا سأفعل الآن ؟
- لا تقلقي سوف اتولى أمره
- حسناًدخل أوغي متعذراً منه وانا توجهت الى مكتبي ، سمعت بضع دقات على الباب ..
- تفضل !!
- جلبت لكِ القهوة ، رأيتكِ منزعجة بعض الشيء
- شكراً لكِ لاريس
- لا شكر على واجب آنسة كين ..
- هل تريدين شيئاً ؟؟
- أجل ولكني لا اعرف كيف سأقول هذا !!
- لا بأس ، تكلمي ..
- حسناً ، انا احتاج الى اذناً منكِ للغياب يوم غد !!تباً لي ، هل هذهِ انا ؟ كيف أصبحت هكذاً ؟ ظننت بأنهم يكنون لي الاحترام ولكنهم يخشونني ايضاً ، هل انا اشبه الوحش أو لا يمكنني ان اعطي لأحد يوم إجازة ، شيئاً من هذا القبيل .. كم تغيرت أنا ياللهول !!
ابتسمت قائلة لها ؛
- عزيزتي لاريس يمكنكِ ان تطلبي هذا أي وقت فهذا حقكِ ، لا اريد ان يخاف مني احداً ، فقط اريد الاحترام لا أكثر ولا أقل ..
- شكراً لكِ آنسة كين
- حسناً ، يمكنكِ الذهاب
- حسناً
- ابلغي أوغي بأن يأتي
- سأفعلذهبت وغلقت الباب ورائها ،، هل حقاً هكذا يرانني الآخرون ، متمردة ، عصبية ، مزاجية ، حادة الشخصية ، نعم ربما قليلاً منهم ولكني لطيفة طيبة القلب لدي حسن ظن بالجميع ، لماذا يرون عكس ما أنا عليه ؟ كيف لا يلاحظون ذلك سوى أوغي متأكدة من هذا الامر..
طرق أوغي الباب بخفة ودخل قائلاً :
- اللعنة أليس !!
- ماذا حصل ؟ هل غادر ؟
- كلا ، يريد ان يراكِ ويتحدث معكِ وإلا ...
- وإلا ماذا ؟؟
- يرفع قضية ضدنا !!
- حقاً ؟؟ هكذا اذا ..شربت القهوة بأكملها ، أعدت رأسي الى الخلف أفكر ، كم حقير هذا مايكل .. سوف اجعله يندم على هذا التهديد ...
تنهدت ثم قلت بعد القليل من التفكير :
- أين هو ؟
- مايكل .. ترك بطاقته الشخصية وقال بأن تتصلي بهقلت ويكاد الغضب يخرج من أنفي على شكل دم :
- ماذا !! الا يكفي التهديد ؟ ما هذا ؟ هل هو بشر ؟
- لا اعلم ماذا أقول ولكن يجب ان تتصلي وتتحدثي معه
- هل جننت ؟؟ لا يمكن ان افعل هذا
- يجب ان تفكري جيداً ، فلا أحد منا يريد ان تتشوه سمعة هذهِ الوحدة، بالاضافة انتِ تعلمين بأن لكِ اعداء سوف يجعلون من هذا الامر ضجاً كبيراً..
- لا اعلم سوف افكر بالامر ، لا تقلق !!
- حسناً ، اذهبي للمنزل واخذي بعض الراحة
- حسناًبعض الاشخاص لا يملكون عضواً اسمه قلب ولا كلمة الرأفة في قاموسهم ، لا يفكرون بشيء سوى مصالحهم الشخصية ويصلون اليها بأي طريقة مهما كانت صعبة أم سهلة ،، اصبحت ميزة العصر الحالي هي عدامة الضمير ، نيل غاياتهم الشخصية تحت مسمى الصداقة والحب ..
أنت تقرأ
الموسيقى والقهوة
General Fictionالموسيقى .. من منا لا يحب الموسيقى وسماعها عندما تتضراب نوتاتها بأنغام شعوري ولكن لا احد يريد ان ينهي حياته بسببها ويصبح سيكوباتي لا يتمنى شيئاً سوى الموت ولكن القدر لا يأبى تحقيق امنيته .. ولكن الدواء هو فقط " الموسيقى والقهوة " لان القهوة .. يرقص...