لا أعلم ما سبب ذلك ولكني خفت كثيراً ،، قلقت من إنني ابقى هكذا .. كيف يمكنني ان استمر بالعيش والحياة لا رحمة لها ان كنا مبصرين فما بال ان كنت ارى لوني المفضل فقط ..
صرخت بلا وعي وأقول :
- ساعدني أوغي ،، ارجوك !!!
اتى أوغي وأخذ يداي واتكأت بهما عليه وانا ابكي .. ثم ذهبنا لغرفة الجلوس لنجلس على الأريكة ،، اخذ يدي بلطف وقال بخوف :
- ما بكِ ،، تكلمي ؟؟
قلت وصوتي يكاد ان يكون مسموع :
- لا اعرف ، لا يمكنني رؤية شيء ..
- ماذا !! كيف ؟؟
- أوغي لا أعلم !! لا اعلم!!
- حسناً ، دقيقة ونذهب للمشفى ،، سوف اذهب لألبس القميص ولإحضار المفاتيح
- حسناً ..اغلقت عيني هروباً من عتمة الحياة ،، شعرت لأول مرة بنعمة الأبصار ومعجزة العين الإلهية .. الاحساس بأني عاجزة لا يمكنني التحرك أو عمل أي شيء سوى التنفس ، ربما لانه ردة فعل لاارادية تقوم بها رئتاي وقلبي النابض ..
فتحت عيناي ببطئاً شديد لأرى النور يدخل اليها ،، شعرت كأنني مولدة من جديد ،، قمت بالضحك دون وعياً ، انها فقط فطرة انسانية ..
- لماذا تضحكين ؟؟
- لأني لأول مره اراك فيها وسيماً ،، عيناك الزرقاوتانضحكت مسترسلة ؛
- أقسم ان أطلت النظر فيها فأنت ستكون مختلفاً !!
- احقاً هذا ؟؟
- أجلعاد للخلف بجسده واضعاً يداه وراء رأسه .. تأفف قائلاً :
- ان علمت بهذا مسبقاً لكنت عملت لعيناكِ شيئاً ، ليس بالامر السيء
ابتسمت ولكنها كانت ابتسامة كفيلة بأن تُغريه بلا مقاومة .. تلمس وجنتي الحمراء من الخجل ، اغمضت عيناي احاول حفظ هذا الشعور الرائع بداخلي فلا اريده ان يتكرر مبادراً منه ..
انا اعرفه وتفكيره قليل الأدب أغلب الوقت ، ظننه سيفعل شيئاً مُحرج ولكنه لم يفعل وكان هذا أكثر حرجا من ان يفعله ،، فتحت عيناي ناظرة اليه وهو ينظر إليّ ،، اصبح يداعب وجنتي بنعومة اطفال ..
قال بعدها بصوتاً شبه معدوما :
- هل تعلمين كم انتظرت وتمنيت حدوث هذا ؟
أشحن نظري ورأسي للأسفل :
- آسفه ولكنه امراً ليس بيدي .. انه خارج عن سيطرتي أوغي!!
- اعلم هذا ..رفع رأسي قليلاً بيده ليجعل نظراتنا تتلاقى :
- أليس لا اريد ولا اتوقع أي شيء منكِ ، فقط رؤيتكِ تكفي ..
- لا اعلم ماذا اقول ، سأكون دائماً بجانبك
- وانا ايضاً ..مسح دموعي وأخرجني من حالتي اليائسة تلك..
- سنذهب للطبيب في الصباح ولا يوجد هناك رفض أو اعتراض ، مفهوم ؟
أنت تقرأ
الموسيقى والقهوة
General Fictionالموسيقى .. من منا لا يحب الموسيقى وسماعها عندما تتضراب نوتاتها بأنغام شعوري ولكن لا احد يريد ان ينهي حياته بسببها ويصبح سيكوباتي لا يتمنى شيئاً سوى الموت ولكن القدر لا يأبى تحقيق امنيته .. ولكن الدواء هو فقط " الموسيقى والقهوة " لان القهوة .. يرقص...