الفصل الثامن

493 7 2
                                    

بعد تردد لا يذكر قال ستيف: "حسنا من الافضل ان تنضمي الينا ماري."
"اه لا, لم اقصد..."
قاطعها وهو يبتسم: "لا تكوني حمقاء, انا متاكد ان دافينا ترغب في لقائك ايضا."
وافقت دافينا وهي تبتسم, لان ليس لديها اي خيار اخر, فالمطعم صغير ولا تستطيع الا ان تشعر بالاسى على ماري, فهي تظهر مدى اهتمامها بستيف حتى من دون ارادة منها.
وهكذا راقبوا عودة الطيور وعملت دافينا على التقاط بعض الصور, ثم بعد ذلك عملوا على تناول الطعام. اثناء ذلك اكتشفت دافينا ان ماري تعمل في هيئة انماء الجزيرة, وانها فتاة مرحة مثقفة وذكية جدا, وربما في اواخر العشرين من عمرها, كما وانها جذابة ايضا.
لكن بدا وكانها تبذل جهدا لتمضي هذه الامسية معهما من دون ان تبدد غضبها, حتى ان دافينا لاحظت كيف كان ستيف ينظر اليها باستغراب. اخيرا مع ان ماري لم تبد اي ملاحظة لوضع دافينا في عائلة وارويك, قالت وهي تقطب جبينها:
"هل تعلمين دافينا انا متاكدة انني رايتك من قبل."
"هذا بسبب..." توقفت دافينا عن الكلام.
فتابع ستيف: "لا بد انك رايت لها صورا عندما كانت متزوجة من دارين سميث هاستنغز."
اتسعت عينا ماري من الصدمة, لكن ستيف تابع: "هل ترغبين في العودة معنا الى البيت لتمضية الليل؟"
قالت ماري بحذر: "البيت الصغير؟"
"اجل, قررنا ان نبتعد عن جدتي ولوريتا لعدة ايام."
"اه, لا شكرا ستيف لكنني سأغادر." عمدت على اخفاء ما تعانيه وابتسمت قبل ان تتابع: "اعتقد انني اخذت ما يكفي من وقتكما, وشكرا على هذا العشاء الرائع, وساطلب من النادل لادفع ثمن ما طلبته."
وقف ستيف ما ان وقفت ماري وقال: "لا ماري, هذا العشاء على حسابي."
قال ستيف بعد ان عاد الى البيت: "تبدين منزعجة؟"
وقفت دافينا في وسط الغرفة وهي تعقد يديها, قالت: "اجل."
"لماذا؟"
اغمضت عينيها وقالت: "لا يمكنني الا ان اشعر بالاسف لاجلها. اعتقدت انه عمل قاس جدا ان تقتل احلامها هكذا علنا."

قال بهدوء: "عزيزتي كنت اتمنى لو انني شعرت بشيء نحوها ومنذ سنوات عدة, لكن كما قلت لك انا لم اعدها مرة بشيء ما او توددت اليها."
"لا اعلم, لكن لم تعمدت ان تقول لها اننا معا."
"لاننا فعلا نعيش معا, أليس كذلك؟"
"نعم ولكن..."
"ولان كل شخص هنا سيعرف ذلك بطريقة ما, وانت لا تستطيعين تغيير ما حدث معك؟"
"لكنني امضيت سنوات..."
"اعلم, لكن طالما انت معي فلست بحاجة للاختباء."
شعرت بغصة في حلقها وهي تقول: "والى متى سابقى معك؟"
حدق في عينيها قبل ان يقول: "هذا امر يعود لك دافينا, هل تريدين ان تصبح علاقتنا في العلن الان؟ انا سعيد جدا للقيام بذلك, هل تردين ان اقول انني مغرم بك؟ حسنا انا..."
شهقت قائلة: "ستيف."
ابتسم قائلا: "واين المشكلة في ذلك؟"
همست: "انا... حسنا كيف يمكن ان تكون متاكدا هكذا؟"

"هناك اشياء لا تحتاج للبحث, واعتقد انك تدركين كم نحن متفقان."
قالت بضيق: "ستيف لم انت غاضب؟"
"هل انا غاضب؟ هل يعود السبب لانني اشعر بانك لا ترغبين في التحدث عن هذا الامر؟"
احابت على الفور: "انت على حق, لا اريد ان يعلم احد بامرنا."
"تقصدين بكلمات اخرى, انت تفضلين التظاهر بعدم حدوث اي شيء بيننا؟"
اجابت بصراحة: "بالطبع لا ولكن افضل ان يكون ما بيننا يعنينا وحدنا."
"دافينا لسوء الحظ, لا يمكن ان يحدث ذلك هنا."
عضت شفتها ونظرت نحوه بعينين قلقتين.
قال بعد مرور لحظات: "ماذا؟ هل ردة فعلك هذه لانني اغرمت بك؟"
"كان علي ان اخبرك بعد ظهر هذا اليوم انني احبك ايضا."
"اذاً يا للهول على ماذا نختلف؟" تمتم بذلك وضمها اليه.
قالت: "والى اين سيقودنا هذا؟"
"ان كنت ترغبين بسماع موسيقى الزفاف..."
"لا!"

المستبدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن