"ارسلتا كل هذا؟"
"اجل هذا ما فعلتاه."
عملت دافينا على ترتيب الحاجات والطعام الموجود في علبة كبيرة في المطبخ, متعمدة الا تجيب عما قاله منذ لحظات قليلة بشان كم ترغب في البقاء هنا, وهو ايضا لم يحاول الضغط عليها, ببساطة امسك بيدها وسار معها نحو المطبخ, ثم احضر حقائبهما وهذه العلبة التي لم تلاحظها في الشاحنة.
حاولت ان تشغل نفسها وان تبدا بالعمل, اخذت البيض واللحم والخضار والخبز والفواكه والجبن, كذلك بعض اللفائف من اللحم المجفف والبسكويت والطحين والملح والبهار, زبدة وقشطة و خل وخردل, بعض الأعشاب والتوابل وصندوق من العصير.قالت باستغراب: "هناك ما يكفي للبقاء لمدة شهر هنا." توقفت عن الكلام للحظة ثم اضافت: "حسنا لا في الواقع, لكن كيف تمكنتا من تدبير كل هذا في ذلك الوقت القليل."
"كلتاهما لوريتا وجدتي شديدتا العزيمة, كل على طريقتها, لوريتا اعدت حقيبتك وجدتي اهتمت بامر الطعام, اما كانديس فذكرتني ان احضر لك الكاميرا."
سالت دافينا: "مسكينة كانديس, هل شعرت بالانزعاج؟"
"حسنا لم تكن سعيدة بتركها بمفردها معهما, لكن وعدتها ان ناخذها معنا للسباحة والى بولز بيرامد في اليوم التالي او بعده, فهي تحب كثيرا القدوم الى هنا."
اعتقد انها مولعة بك." انحنت دافينا لتضع بعض اللاشياء في الخزانة وعندما وقفت وجدته وراءها.
قال: "ما رايك ببعض الجبن واللحم المجفف؟
انا لست بجائعة ماذا عنك؟"
"ولا انا ايضا."
"لكنك لم تاكلي شيئا في الحفلة."
"كيف عرفت؟"
قال وهو يبتسم ويقدم لها كوبا من العصير: "كنت اراقبك, والان اذهبي واستريحي على الاريكة, وساحضر الطعام. الا اذا كنت تفكرين في تبديل ثيابك بثياب مريحة اكثر."
نظرت دافينا الى ثوبها الجميل وقالت: "ربما فيما بعد."
لم يقل شيئا لكن لمعت عيناه بمكر, اخذت كوبها وسارت نحو نهاية الغرفة وأخذت تراقب اللوحات المعروضة على الجدران
"هل تعلمين ما احب؟" قال بعد عشر دقائق وهو يحمل صينية عليها لحم مجفف وخبز وجبن وخضار وفاكهة, ثم وضعها على الطاولة امام المدفاة.
اجابت دافينا وهي تنظر الى لوحة مائية لجبل غوار:"لا."
"احب ان افكر انك تثقين بي بما فيه الكفاية لتخبريني المزيد عن زواجك."
جلست وهي تتنهد ثم قالت: "تقصد كيف كانت حياتي مع دارين؟ انا لا ارغب حتى في التفكير بذلك."
جلس قربها وقال: "حسنا كما تشائين."
ارتاحت دافينا قليلا وتناولت قضمة من الخبز المحمص, قالت بحزن: "لم ادرك انني جائعة... ستيف هل تؤمن بالحب؟"
فكر قليلا قبل ان يجيب: "الحب الذي لا يتغير حتى الموت؟"
همست: "اجل."
"اجل, لكن لا اعلم ان كان يصيب المرء فجأة , ان اردت الحقيقة." ثم نظر اليها متسائلا وتابع: "وانت؟"
"حقا لا اعلم."
"لا تؤمنين بالحب او لا تعلمين ان كان هكذا الحب."
رفعت كتفيها واجابت: "الاثنان معا, لكن ربما هذا ما اشتاق اليه, على رغم الانطباع المغاير الذي اعطيه للناس."
"اعتقد جميعنا هكذا."
"وانت ايضا؟" نظرت اليه من تحت رموشها الطويلة.
اراح راسه على الاريكة قائلا: "ان اردت الصدق هذا امر حقيقي, لكنه لم يكن امرا مهما في حياتي, اعتقد انني كنت بانتظار الفتاة المناسبة وان هذا ما حدث معي في السابق. لكنها لم توافقني الراي."
سالت دافينا: "كيف حدث ذلك؟"
"قالت لي بوضوح انها لا تستطيع ان تمضي حياتها هنا تماما كما لا تستطيع الطيران."
سالته: "وحطمت فؤادك بذلك؟"
نظر اليها باستياء واجاب: "اعتقد انه امر مزعج بما فيه الكفاية, الا تعتقدين ذلك؟"
"اجل, لكن..."
"هل تظنين ان على الزوجة ان تطيع زوجها بشكل مطلق؟ لا اعتقد ان هذا ما تفكر به الزوجات هذه الايام, واعتقد هذا امر جيد, فانه يوفر الكثير من الالم والحزن في وقت لاحق."
سالته فجاة: "وماذا عن الفتاة ذات الثوب الاحمر؟"
قررت ان تكون صادقة معه فتابعت: "قالت لي لوريتا انها تقيم في الجزيرة وهي تلاحقك باستمرار."
قال بنبرة مليئة بالمرح: "اذا كنت تراقبينني؟"
تنهدت واجابت: "بدون قصد مني."
"عرفت ماري هارغريفر كل حياتي, فقد ولدت هنا, مع انها غادرت الجزيرة لعدة سنوات ولم تعد الا مؤخرا." رفع حاجبيه وتابع: "مع انها تبدلت كثيرا."
"كيف تبدلت؟"
"انها اكثر اناقة واكثر دهاء, لكن شيئا واحدا لم يتغير, فهي تحب هذا المكان كثيرا."
"هل فكرت يوما بالزواج منها؟"
"لا."
"مسكينة, فهي تحبك."
"حتى انني لم احاول التودد اليها, ان اردت الحقيقة."
فكرت دافينا, انه ليس بحاجة ليفعل ذلك, لكنها لم تقل بل قالت: "وليس هناك فتاة اخرى؟"
راته ينظر اليها باستياء قبل ان يقول: "لدي علاقات قليلة."
"ستيف, لماذا كنت تحاول الابتعاد عني وتركي وحيدة طوال الفترة الماضية, هل تعمدت ذلك؟"
"اجل." قال موافقا, ثم تابع: "لا بد انك لاحظت انني لست بشخص يتحلى بصفة الصبر, فكرت انني لست الشخص الذي انت بحاجة اليه, لكن في الحقيقة, وجدت من الصعب ان اعيش معك في نفس المنزل وانت لست لي. اسف ان كنت ابدو فظا, او حتى انني ادرك وكانني ابدو هنا مثل دارين, لكن هناك فرق واحد. اعتقد ان الشعور متبادل بيننا."
قالت بصوت هامس: "هذا امر لا استطيع ان انكره."
لم يقل اي شيء اخر بل امسك بيدها وضغط على اصابعها برقة.
شعرت دافينا بالدموع تملا عينيها, لكنها اجبرت نفسها على البقاء هادئة, قالت: "شكرا لك على صراحتك, ويمكنني ان افعل مثلك, فكرت بالحصول على شخص مثلك للاعتناء بي في الوقت الراهن بعد كل السنوات الماضية. لكن ما يخيفني انني على الرغم من حاجتي الى الحب والعطف لكنني اعاني من الاحساس بعدم الامان وهذا ما يجعلني اشعر بالقلق من الارتباط باحد."
"لم لا تتركين هذه المسالة لي دافينا؟ ودعيني اخبرك شيئا ما, في تلك المناسبة التي لا تنسى عندما رايتك للمرة الاولى, وتصرفت معك بطرقة فظة, السبب الرئيسي لتصرفي هذا احساسي كم انت فاتنة الجمال."
"لكن كان واضحا في عينيك انك تراني فتاة سهلة."
"اعلم, اعتقد ان السبب هو الحاسة السادسة لدى المرء. لكن في الواقع لا اهتم مطلقا من الاعجاب من النظرة الاولى. فمن الافضل ان يكون المرء اكثر حكمة. كما وان من الصدمة لاي رجل ان ينظر الى امراة ويشعر بالضعف امامها, حتى وان كانت معجبة به."
ابتسمت دافينا وعلقت: "اراهن ان معظمهن كن يظهرن لك ذات الاعجاب."
"حسنا, لكن هذا امر اخر, بالاضافة الى الرغبة في ايجاد الفتاة المناسبة والا تكون سريعة الارضاء."
"هذا امر الرجل وحده يفكر به من هذه الناحية."
"اعلم فنحن نوع صعب جدا."
"بدون ذكر انكم من النوع الخطر ايضا."
"اه بالطبع."
ضحكت, ومن دون ان تفكر وضعت راسها على كتفه واغمضت عينيها, فضمها اليه, فكرت وبسعادة كم هي محظوظة لتلتقي به خصوصا مع مرور الايام حين اكتشفت انه يعمل على جعلها تنسى الايام القاسية التي عاشتها في الماضي.
أنت تقرأ
المستبد
Romansaالمقدمة "لم اقابل امراة لا استطيع العيش من دونها." لكن هذا لا يعني ان ستيف وارويك لا يهتم بالنساء على العكس تماما, لقد اوضح لدافينا ومنذ اللقاء الاول انه معجب جدا بها. اما دافيناا فقد كاننت منشغلة بامور اخرى, واخر ما تحتاج اليه هو التعرف على رجل قاس...