احتاجت لكل ما لديها من ارادة لتظهر بصورة طبيعية امام والدتها عندما وصلت الى الشقة في سدني ذلك المساء.
"دافينا عزيزتي, لم اتوقع ان تعودي, هل حدث امر ما؟ ليس السبب رسالتي؟"
قبلت والدتها ونظرت حولها براحة: "لا إنه عمل مرهق جدا, لذلك استقلت منه وعدت."
ابتسمت والدتها وعلقت: "لا بد انك شعرت السوء من جراء ذلك, فأنت كفوءة جدا, ليس فقط في عملك بل في التعامل مع الناس, لكن كما تعلمين, اتمنى لو تفكرين في القيام بعمل اخر. فهذا ليس عملا جيدا لحياتك كلها, وبالمناسبة,ماذا عن الجزيرة هل التقطت العديد من الصور؟"
"انها رائعة الجمال من هذه الناحية , اتعلمين امي, لدي شعور بان هذا اخر عمل لي كمدبرة منزل؟ لا ادري كيف,لكنني ساهتم بالتصوير لفترة, كما وانني ادخرت بعض المال, فمن يعلم, قد اصبح مشهورة جدا وفي الوقت الحل ساعمل على تصوير الازياء.""ساساعدك في البحث عن عمل." ثم بدلت امها لهجتها السعيدة وهي تقول: "وماذا عن دارين؟"
"لا تقلقي بشأنه لا يستطيع ان يسبب لي الاذى الان." قالت دافينا ذلك وتوجهت نحو غرفتها.
ترددت امها لكنها لم تحاول الضغط عليها.
لكن عندما ذهبت دافينا الى سريرها تلك الليلة اغلقت بابها وحدقت حولها في الغرفة وفي كل الصور المعلقة على الجدار, تساءلت ان كانت تستطيع جمع ملف وتحاول الذهاب للحصول على عمل في المكتبات والوكالات, وان كان لديها القدرة للبحث عن عمل كمصورة, ام انها ستبقى هاوية او ستتوقف عن الشعور وكانها ستموت.جلست في سريرها وغطت وجهها بيديها.اكتشفت انه لا يهم كم تقول لنفسها ان ستيف وارويك شخص لا يحتمل فهي لا تشك لحظة كم تحبه وهي لا تصدق انها تستطيع ان تغرم باحد غيره ومهما قالت لنفسها انها تصرفت بجبن, فهي تشعر وكانها خدرة وتساءلت كيف يمكن لغضبها ان ينضب هكذا.
لكن بعد مرور ايام قليلة شكت ان كانت ستتمكن يوما من وضع ستيف وارويك خارج حياتها, ومهما يكن فالالم يزداد, انها تخلت عن رجل صعب ومتفاخر ولكنه ايضا رئع. لكن بسبب انها لا تزال غير قادرة على ان تثق باي رجل لماذا لم تدافع عن نفسها وتخبره عن رسالة دارين؟ لانها كانت تعلم انها ستضع حملا جديدا, او لانها جبانة وتريد اي شيءء لتختبئ وراءه.
فكرت, انها لن تعلم الجواب وربما لن تعرفه مطلقا الا اذا وضعت دارين وراءها الى الابد.
جمدت فجاة مع انها كنت تنظر الى الصور التي التقطتها في لوردهوود وهي تفعل ذلك لان والدتها ترغب بشدة في رؤيتها وتريدها ان تضعها في ملف خاص. فتحت عينيها وتنفست ببطء. هل يمكنها القيام بذلك؟ هل يمكنها العودة الى ستيف لتقول له, جعلتني اكرهك احيانا لكن في معظم الاوقات احبك, ولذا ان كنت لا تزال ترغب في الزواج بي فانا مستعدة للقيام بهذه الخطوة ايضا؟"بعد مرور اسبوع هبطت على المدرج الضيق في لوردهوود وتوسلت لتجد من يقلها من المطار.
رات المنزل يشع تحت اشعة الشمس ولم يكن هناك اي شخص, ترددت قليلا امام الباب الرئيسي ثم دخلت, في الطابق الاعلى, وجدت ان الغرف الثلاثة ما زالت تستعمل لكن احدا لم يكن فيها, كما وان هناك اثارا لتناول الطعام قبل وقت قليل, لذللك ذهبت الى غرفة الجلوس حيث جلست تنتظر. مرت ساعة قبل ان ياتي حيث بدات الشمس بالمغيب, سمعت صوت الشاحنة فشعرت بالتوتر, ثم سمعته يدخل عبر المطبخ. حبست انفاسها ولم تستطع التحرك. تركت حقائبها في القاعة ومع ذلك سمعته يسير نحو الدرج ثم توقف وغير اتجاهه. رفعت نظرها وهي تشعر بقلبها يخفق بقوة ثم راته عند مدخل الباب, فالتقت عيونهما لفترة طويلة.
اخيرا قالت: "اتمنى انك لا تمانع من قيامي بذلك, اقصد لانني سمحت لنفسي بالدخول."
"بالطبع لا." قال ذلك بهدوء مع انه بدا وكانه يرغب في قول المزيد,لكنه لم يفعل.
ستيف اتيت لاخبرك بشيء ما. هل ترغب في سماعه؟ لا ادري ان كان ما ساقوله سيشرح لك ما حدث, لكني اريد المحاولة."
"بالطبع, لم لا تجلسين؟"
هذا ما فعلته, فاقترب وجلس قبالتها بدا لها انه متعب ومتوتر وهناك خطوط واضحة حول فمه, لكنها ابعدت افكارها عن هذه الامور متعمدة, قالت: "ستيف.. اه, هل تقرا الرسالة اولا؟" اخرجت رسالة دارين من جيب بنطالها وقدمتها له.
قطب جبينه وهو يقرا, ثم رفع عينيه اليها وقال: "تابعي؟"
اه يا للهول, قالت: "هذه الرسالة وصلتني في اليوم الذي غادرت فيه وهي السبب, لهذا فكرت في الرحيل بتلك الطريقة. ولم انكر انني استطيع القيام بشيء ما لحل هذه المسالة الا في وقت لاحق, وانني لن اعلم كيف ستجري الامور بيننا الا بعد الانتهاء من مشكلة دارين."
توقفت عن الكلام للحظة قبل ان تتابع: "لذلك اتخذت الخطوات الكفيلة بالا يشكل دارين اي تهديد لك, ذهبت لرؤيته واخذت معي كل المواضيع التي تتعلق بتفاصيل حياتنا معا. بما فيها الضغط الذي مارسه علي هو والدي, كذلك كيف عمل على نقل كثير من ممتلكاته الى اسمي ليتمكن من التهرب ممن دفع الاموال وكثير من الامور الاخرى , بما فيها اسماء كل امراة تقرب اليها امامي.
قال ستيف: "وهل لديك براهين؟" لم يكن ذلك سؤالا بل اهتماما منه.
"اجل لدي براهين, فقد كنت اكتب مذكراتي, وليسس من اجل اي شيء من هذا القبيل, بل بدا لي عملي ذاك امر يخفف الضغط عني, في البداية لم يصدقني ولم يصدق انني سافعل ذلك, بأن اذهب الى برامج بول غرانجر وقول كل ما لدي ثم حاول ان يقول لي ان احدا لن يهتم بما ساقوله,وعندما اكدت له ان بعض تلك النساء هن متزوجات من رجال من الحكومة, عندها بدل لهجته, قال لي عندها انني لست بافضل منه, حسنا لانهي هذه القصة الطويلة المملة, عقدنا اتفاقا بالمقابل لصمتي سيبقى بعيدا عن حياتي الان والى الابد."
"دافينا."
"لا دعني انهي كلامي, كنت دائما اشعر انن ساصبح سيئة ان قمت بمثل هذه الاعمال, لان الوحول ستلتصق بي بطريقة ما, لكنني وجدت ان ذلك لم يحدث. وربما يعود الامر الى ما قلته, ان يكون المرء ضحية فهذا يعني انه بخطر ليصبح ضحية بارادته.
والان لاني تمكنت من التخلص من الخوف منه ومما حدث معي, فقد كنت اشعر اني غير قادرة على التجربة مع اي شخص اخر, لكن.."
نظرت الى يديها قبل ان ترفع نظرها الى عينيه وتتابع: "لم اعد كذلك."
اعتقدت انه يهتم, ففكرت انها علمت السبب وشعرت بسهم من الالم يصييبها في قلبها وهي تقول: "لكن اذا كان على الرغم من توضيحي للامور او مهماا يكن, انت لا تريدني, فانني سارحل."
قال بلهجته السابقة المتفاخرة: "لا لن تفعلي, لن ترحلي مطلقا بعد الان."
أنت تقرأ
المستبد
Romanceالمقدمة "لم اقابل امراة لا استطيع العيش من دونها." لكن هذا لا يعني ان ستيف وارويك لا يهتم بالنساء على العكس تماما, لقد اوضح لدافينا ومنذ اللقاء الاول انه معجب جدا بها. اما دافيناا فقد كاننت منشغلة بامور اخرى, واخر ما تحتاج اليه هو التعرف على رجل قاس...