الجزء 06

227 3 1
                                    


- قدر مكتوب –

كل ما نقول خلصنا الليل .. يطلع ليلا باكر أطول

كل ما نقول كملنا الشيل ..يطلع شيلا باكر أكبر

هكذا كان الطلاب يغنون في صيوان إستقبال الطلاب الجدد .. يغنون سعداء بمستقبل مشرق وأيام باسمة قادمة وصوتهم يصلني من بعيد لينهال كالسياط على جسدي وأنا أنظر للوجه الحبيب الذي أفتقدته سبع سنوات .. تصافحتني بدهشة وفرح غير مصدقة :

- علي ؟؟ معقول ده إنت ؟؟

نقل مازن بصره بيننا وهو يتساءل :

- إنتو بتعرفو بعض ؟ كنت فاكرك منغلق من إتولدت يا علي

قالت منى باسمة بطريقتها التي لم تتغير :

- بنعرف بعض وبعض زاتو بيعرفنا من زمان شديد

قلت له وأنا أجاهد لأنتزع إبتسامة فظهر على وجهي كأنني أجاهد لأضع بيضة :

- أنا ومنى أتربينا سوا في الرهد

وأكملت منى :

- والأستاذ ده رحلو قبل سبعة سنة وما كلف خاطرو يتواصل معانا

قال مازن بمرح :

- ده أحلى خبر والله تعالو تحت شجرة ( ربيت ) ، إنتو أتذكرو الماضي السعيد وأنا حأجيب ليكم الفطور .. منى إنتى طبعا ما بتاكلي حاجة فيها لحم وإنت يا علي حتاكلني أنا زاتي لو حشوني في ساندوتش عشان كده حأجيب ليك بمزاجي

وقهقه سعيدا ومضى تاركا إيانا يلفنا صمت متوتر .. كبرت منى وصارت جميلة كما تخيلتها دائما .. نفس الملامح النبيلة ولمعة الذكاء في عينيها .. غمغمت قائلة وهي تنظر إلى حيث أختفى مازن:

- ما أتخيلتو صحبك مع إنو طباعو بتبشبهك كتير لما كنت صغير

قلت لها بشرود :

- وأكتر كمان لأنو مجنون عديل .. بس طيب بالجد وأحسن زول يمكن الواحد يصادقو في حياتو

لم أسألها هل تميل إليه أم هو مجرد تعارف زملاء في بداية عام جديد ؟ نظرات ذلك الأبله كانت وااضحة ولا تحتاج لتفسير .. طوال طفولتنا وهي تحلم بالبطل الذي يشبه ( أدهم صبري ) أو يحمل صفاته .. البطل القوي الذي يستطيع حمايتها وليس البطل الهزيل أسير المقعد المتحرك المكتئب الذي فقد أهم صفة كانت تميزه في طفولته .. المرح .. شعرت بإنقباض شديد في صدري ، زاد عندما ظهرت عزة محمود فجأة وهي تقول :

- وين إنت يا شاعرنا ؟ شنو الحاجات الحلوة دي .. آه أهلا

سلمت على منى وهي تنظر لها متفحصة فقلت لها بإرهاق :

- منى إسماعيل برلومة جديدة معانا .. منى دي عزة محمود زميلتي وعضو الرابطة

قالت عزة بمرح يخالف طبيعتها :

رحلة نملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن