- ديون السنين –
من شجرة أعمارنا تتناثر أوراق السنوات ..
نوفمبر 2009 في نادي الضباط كان تخريجنا .. من مواليد من الرهد الخضراء .. درس بها مرحلة الأساس .. وأكمل مرحلة الثانوي بالخرطوم .. شاعرنا الفذ .. الذي نظم لكم هذا الإهداء :
فاتت أجمل لحظات عدت
زي ساعات محسوبة يسيرا
بين أحضان دفعتنا الدافية
شفت نعيم الدنيا وخيرا
دفعة عزة ومازن وأحمد
العرفوها كبير وصغيرا
بفخر دايما إني معاكم
وبيكم فتنا أعز مسيرة
وعقبال دايما إني أشوفكم
بي دكتوراة وماجستيرا
الخريج من قسم الكيمياء : علي حسين عبد الكريم ... لم أرى دموع الفرحة في عيني أمي منذ وقت طويل كما رأيتها في ذلك اليوم وأنا أتدحرج بمقعدي وسط التصفيق والصفير ومازن يدفع مقعدي مهللا .. يصيح بجنون ويعانق أمي فرحا كأنها أمه هو وكأن إسمه هو من تم نداءه ، وفي الخلفية يغني محمود الأغنية التي أخترتها ..
من أعماقي جوة أهديتك عواطف
عنوان للمحبة ياريتك بيها عارف
كان بتعود تصافي
تتودد تلاطف
لكن في المحبة
مين البلقى راحة ؟
أتقدم بوقار ليحييني العميد على خشبة المسرح بحماس وحرارة وهو يقول :
- حنفقدك كتير يا شاعرنا .. مبروك التخرج والتفوق.
ثم .. من مواليد مدينة الحصاحيصا الجميلة .. درس الأساس والثانوي بمكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية .. تخرج من قسم الكيمياء ويهدي تخريجه لأمه نازك عبد الوهاب ووالده الأستاذ سليمان أبوبكر وأختيه وأمه الأخرى الأستاذة فائزة بشير وصديق عمره علي حسين .. الخريج مازن سليمان ...تدوي موسيقى ( أبوي إن شاء الله
لي تسلم ) ويختال مازن كالحصان البري على البساط الأحمر الطويل الممتد من مكان جلوس الخريجين إلى المسرح .. يصافح الأساتذة بطريقة خالية من البروتوكول تماما حتى إنه إحتضن العميد وراح يرقص معه وسط ضحكات الناس .. تخصصنا سوية وقطعنا رحلة الجامعة سوية .. منى كانت خلفنا ولا يزال أمامها عام لتتخرج .. وضعت أقفال صلبة على ذكرياتها ورحت جاهدا أحاول أن أخرجها من حياتي .. ذلك اليوم في الجامعة ومازن قد ذهب لجلب الفطور حاصرتني تحت شجرة (ربيت ) .. حاولت أن أهرب منها ولكن كيف تهرب ونظراتها تقيدك تقييدا ؟ قالت لي :
- لسه يا على ؟
- لسه شنو ؟
قالت وهي تنظر لعيني :