الجزء الرابع عشر

1.6K 109 8
                                    

وصلت جوانا بقيادتها لأحد أرياف موسكو... أوسكار بجانبها يتقطع ألما بصمت بسبب الرصاصة في ساقه وأخذ يتعرق بسبب ارتفاع حرارته... لا تستطيع الذهاب به الى المستشفى فستثور السلطات الروسية وتكثر الاسئلة... لن يستطعا الخروج من المستشفى اذا دخلاها

رأت كوخا مهجورا فقررت التوقف عنده... هما الآن بمفردهما... بدون دعم وبدون ذخيرة للسلاح... لا يوجد أي خبر من أخيها تشارلي بعد

ساعدت أوسكار في الدخول للكوخ... كان الكوخ عبارة غرفة واحدة... سرير فردي مع طاولة طعام خشبية وكرسيان... غرفة صغيرة تتوقع جوانا أنها حمام... هناك حوض المطبخ في نفس الغرفة مع السرير والطاولة... وكأن من عاش هنا شخص منفي وحيد

نفضت السرير من الغبار والأتربة بشكل سريع ووضعت أوسكار على السرير بعدما خلعت له معطفه... عادت للسيارة بحثا عن حقيبة اسعافات أولية ولكن لم تجدها... عادت للكوخ وأخذت تبحث في الخزانة الخشبية المهترئة عن شيء يفيدها

أدوات مطبخ عادية لا أكثر... نظرت بقلق نحو أوسكار المتألم... لا تستطيع تركه هكذا والرصاصة مستقرة في ساقه... تحققت من وجود ماء من صنبور الحوض... نزلت المياه مليئة بالتراب والصدأ... انتظرت حتى خمس دقائق حتى صفى لون الماء وأصبح شفافا أخيرا

أخرجت قدرا من الخزانة الخشبية وملأته بالماء ووضعت سكينا مدببة وجدتها في الخزانة... وضعتها داخل الماء بعدما غسلتها لتعقيمها... أخذت تحاول تشغيل الموقد بأعواد ثقاب وجدتها في الخزانة... ما إن تفقدته حتى أدركت أنه يعمل بالحطب... خرجت مسرعة لترى صندوق الأخشاب الذي رأته حين دخولهما... وجدت بعض الأعواد الصغيرة وقد تنفعها... جمعتها وعادت لتشعل الموقد وتضع قدر الماء ليسخن

توجهت نحو أوسكار لتجده لا زال بوعيه فتحسست جبينه لتشعر بحرارة عالية ينضحها جسده... ساعدته على خلع قميصه الكحلي ثم أردفت بجمود

- سأضطر لإخراج الرصاصة من ساقك بالطريقة التقليدية

شحب جلد أوسكار وانتابه الخوف فسألها قلقا وقد رفع رأسه عن الوسادة وهي تخلع معطفها وتشمر عن ساعديها

- وهل تجيدين ذلك؟

تنهدت ثم تحدثت بتردد وتوتر

- المرة الأولى... أقسم لك أني خائفة مثلك ولكن يجب إخراج تلك الرصاصة... حرارتك مرتفعة ولن تبدأ بالانخفاض حتى نخرج تلك اللعينة

عاد برأسه على الوسادة وهو يفكر بكمية الألم التي سيشعر بها... ستخرج رصاصة وهو واع لكل ما يحدث... يكفي ألم تواجد الرصاصة في ساقه... وما أسوأ من هذا الألم إلا ألم إخراجها! وبطريقة تقليدية! سيموت ألما لا محالة!

بحثت جوانا في خزانة موجود داخل الحمام عن بعض الأقمشة التي قد تفيدها... لحسن حظها وجدت ابرة وبكرة خيط ومقص... بادرت سريعا بوضع الإبرة والخيوط والمقص في القدر مع السكين

إمبراطورية الكوكائين | The Empire Of Cocaine حيث تعيش القصص. اكتشف الآن