الجزء الرابع والأربعون

1.5K 90 113
                                    

راح دانيال يجوب الصالة جيئة وذهابًا بانفعال وجميع من يعملون لديه من حرس يقفون استعدادًا أمامه مرتجفين!

فمضى أكثر من أربع وعشرين ساعة على فقدان هيذر ولا أثر لها حتى الآن.

ما لبث طويلًا حتى صاح بهم غاضبًا:

- اشرحوا لي كيف لفتاة صغيرة لعينة أن تهرب من قبضة رجال عمالقة؟!!

لم ينبس أحدهم ببنت شفة، لأن أليكسيفيتش في قمة غضبه ولن يرتاح إلا إذا وجدوها... وهذا مستبعد حاليًا، أو سيقتل أحدهم!

أمسك دانيال برئيس الحرس من ياقته وصرخ بوجهه:

- كيف هربت منكم أيها الحمقى الأغبياء!!! أجبني!!!

تلعثم رئيس الحرس قائلًا :

- سس.. سيدي أقسم لك لقد كنا في أماكننا... ولكنك سيدي لم تقم بتعيين حارسٍ شخصي بدلًا من أدريان.

فدعم أحد الحراس كلامه :

- أجل سيدي فبالرغم من أن أدريان مختطف إلا أنه كان يلازمها دائما فلم تكن لتهرب قط، وعندما عزلناه عنها لم تختر بديلًا له.

أغلق دانيال عيناه لبرهة ثم فتحهما وملؤهما الغضب وأردف بهدوءٍ قاتل :

- وهل أنتم كالزر لا تعملون إلا حينما أضغطكم أيها الحمقى؟! هل من الواجب علي أن ألقنكم الأوامر لقمة تلو الأخرى؟!

همس رئيس الحراس بخوف:

- أعدك سيدي أن هذا لن يتكرر مطلقًا.

أردف دانيال بنبرة مهددة :

- إذًا جدوها حالًا وإلا قمت بإعدامكم جميعًا! أريد أن يقلب كل غرض في هذا القصر حتى لو كانت ذرة غبار مفهوم!!!

ما إن أفلت دانيال ياقة رئيس الحراس حتى انطلقوا جميعهم يهرولون سريعًا باحثين عن هيذر.

مسح دانيال وجهه بكفه بغضب وهو لا يصدق ما يحدث!

----------------------------------------------

صوت أنفاس متسارعة، ظلام دامس، يداها ترتعشان ولكنها يقظة تمامًا!

أضاءت المصباح الصغير وكشفت عن فخذها الأيمن، نظرت للقُطَب التي تكاد تكون ظاهرة تحيطها كدمة بنفسجية، جرح بطول سبعة سنتميترات.

أمسكت بالمشرط وسحبت شفراته للخارج، نزعت سترتها ووضعتها بين أسنانها، أغمضت عينيها بعزم ثم فتحتهما بتركيز، وجهت ضوء المصباح نحو الجرح وأخذت تعيد القطع بنفس مكان الجرح وهي تكتم ألمها وتتابع القطع بيد مرتعشة حتى اخترقت طبقة الجلد كاملة.

ألقت بالمشرط بيد مرتجفة وخرج منها صوت أنين طفيف، مسحت دموعها وعرقها بظاهر كفها واستجمعت قوتها، أدخلت اصبعيها داخل الجرح وراحت تسحب كيسًا صغيرًا من داخل الجرح، لم يكد الكيس يصبح خارج فخذها حتى أطلقت تنهيدة وألقت برأسها لتسنده على الحائط خلفها وهي تلهث.

عاود النظر للجرح وتناولت لصقة طبية للجروح العميقة كانت تحملها في ملابسها في حمالتها، ضغطت على الجرح وقربت طرفيه ووضعت اللصقة وثبتتها جيدًّا.

لم تكد تمسك بالكيس حتى سمعت صوت غلق باب بقوة فسكنت في مكانها، ما لبثت أن سمعت صوتًا متذمرًا يصرخ:

- ثلةٌ من الحمقى! مراهق وفتاة صغيرة لم يستطيعوا السيطرة عليهما! أيجب علي القيام بكل شيء! على الأقل ذاك الصعلوك موجود لدي ولن يجرؤ على التنفس حتى!

وتبعها بضحكة ساخرة، بقيت ساكنة في محلها بدون حركة، وخفضت من تنفسها قدر ما استطاعت حتى لا يصدر اي صوت منها، أغمضت عينيها بارتياح ثم عادت لتنظر للكيس في يدها، ستخرج من هنا قريبًا ولن يعود هناك وجود لأليكسيفيتش البتة.

----------------------------------------------

ترجل سيباستيان من سيارة كيا رمادية، يرتدي ملابسًا عاديةً جدًّا، بنطال جينز أزرق وقميص مخطط ذو أكمام قصيرة وقبعة رياضية، يبدو كرجل أمريكي بائس يعمل في مجال قيادة الشاحنات.

نزلت رايتشل سولوفيف نظارتها عن عينيها في تعجب حاولت إخفاءه وهي تضع يدها الأخرى في جيبها، اقترب سباستيان ومد يده ليصافحها فلم ترفض هي الأخرى.

- مرحبًا بك سيد ماروكوين، أخبرني كارلوس أن لديك بعض المعلومات المهمة عن المدعو أليكسيفيتش.

تابعت رايتشل رمقه بنظرات الاستغراب، لولا الشبه الطفيف بينهما لكادت تنكر علاقة كارلوس بسيباستيان بتاتًا!

- أجل آنسة سولوفيف، ولكن أرجو أخذ الحيطة والحذر برد الفعل الذي سيؤخذ منكم لأن هناك رهائن وضحايا اختطاف.

هزت رايتشل رأسها بتفهم وهي تقلب حديثه في رأسها ثم استطردت :

- إذا هناك فعلًا معلومات مهمة، أرجو أن تتفضل معنا سيد ماروكوين للإدلاء بها في المركز.

ابتسم سيباستيان متنهدًا وأردف :

- لا أذكر أن اتفاقنا كان على هذا النحو، فقد أخبرني كارلوس أن الإدلاء بالمعلومات سيكون هنا وحالًا، بل أصرّ أن تكون هنا فمن يعلم من سيكون في المركز مخبرًا لأليكسيفيتش!

استدارت رايتشل برأسها متذمرة ثم أطلقت تنهيدة، حدقت بوجه سيباستيان البشوش بضيق ثم أطلقت نظرها للأفق، أخرجت من جيبها دفترًا وقلمًا وفتحت الدفتر، اتسعت ابتسامة سيباستيان وبدأ بالحديث متمهلًا ورايتشل اخذت بالكتابة.

----------------------------------------------

" معلومة حقيقية : تمكن اسكوبار من الفرار عدة مرات بأعجوبة، ولكن عصره كملك الكوكايين قد بلغ نهايته.

فازت عصابة الأخوين رودريغو أرغوييس في كالي بمواقع هامة في صناعة تهريب الكوكايين، فأصبحا يحتلان المكانة الأولى في هذه التجارة المربحة والخطيرة في آن معا.

يقول البروفيسور بروس: ظهر الأخوين رودريغيس أرغوييس كشخصيات رئيسية في كالي، بسرعة فائقة في نهاية أعوام الثمانينات وبداية أعوام التسعينات، ليصبحوا الممولين الأهم للكوكايين في كولومبيا، فحلوا محل مدلين وبابلو اسكوبار، ذلك أن هذا الأخير كان منهمك جدا في البقاء على قيد الحياة، وفي حربه المعلنة ضد الحكومة الكولومبية. "

لا تنسوا التصويت والتعليق ونشر هذه الرواية :)

وشكرا ❤

إمبراطورية الكوكائين | The Empire Of Cocaine حيث تعيش القصص. اكتشف الآن