الجزء الثلاثون

1.1K 72 43
                                        

عاد كارلوس للمنزل مساءا برغيفي خبز كبيرين بعد جولته على المخابز القريبة منه فقد أصبح هذا مصدر رزقهم الآن... دخل للمنزل بمفتاحه فقد ترك له سيباستيان نسخة من المفاتيح على الطاولة صباحا

المنزل يبدو في حالة مذهلة... عكس ما كان عليه البارحة تماما... كل شيء مرتب ونظيف... من الجيد ان ذلك اليائس بدأ يستعيد شتات نفسه شيئا فشيئا ويستأجر خادمة!

استطاع كارلوس تمييز رائحة الطعام المنبعثة من المطبخ... تحرك على مهله نحو المطبخ ليجد والده يتفقد القدر على النار... بدا نظيفا ومهندما أيضا... حلق ذقنه وهذب شعره... ملابسه تبدو نظيفة ومرتبة يذكره بشخصه القديم عدا الشعيرات البيضاء والتجاعيد في وجهه... ما ان رأه سيباستيان حتى أردف وابتسامة طفيفة تعلو وجهه

- من الجيد أنك أتيت... لقد أصبح حساء الخضر جاهزا... توقعت إحضارك لبعض الخبز الطازج

لم يجد كارلوس شيئا ليقوله فالتزم الصمت... خمن أن سيباستيان نفسه هو من نظف المنزل... ترك الخبز على طاولة المطبخ وصعد ليغير ملابسه... كان قد قرر انه سيخلد للنوم ولكنه وجدها فرصة ليتحدث مع والده... او بالأصح ليتحدث والده معه... لعله يقول شيئا مفيدا... او يقترح ان ينتقل من المنزل!

نزل كارلوس وقد حضر سيباستيان المائدة... ما إن جلس كارلوس على المائدة حتى سكب له بعض الحساء وقدمه مع الخبز... جلس سيباستيان على المائدة وسكب لنفسه طبقا كذلك

مع اول لقمة تناولها كارلوس تحشرجت غصة في حلقه... طعم الحساء... تدفقت ذكريات كثيرة من ملعقة واحدة... استطاع حبس دمعة كادت ان تخرج... تحمحم وعاد لتناول حساءه وهو يذكر نفسه بذلك اليوم حتى بردت مشاعره

تحدث سيباستيان بابتسامة طفيفة بعد صراع مع نفسه دام طويلا

- كيف حال أختك وأخيك الصغير؟

أطلق كارلوس ضحكة ساخرة قصيرة ولم يرفع رأسه حتى... ابتلع مافي جوفه وحدق بوالده وهو يمنع نفسه من الانفجار ضاحكا ثم أردف وابتسامة ساخرة تعلو وجهه

- كلاهما بخير

بقي سيباستيان جامدا وشعر بأنه حقير للغاية بسبب ردة فعل كارلوس... بالطبع سيضحك... أربعة عشر سنة لم يسأل عن أحوالهم ولا مرة واحدة والآن يتوقع ردة فعل طبيعية من كارلوس!

حل الصمت لدقائق قبل أن يكسره كارلوس بحديثه

- في الواقع سيأتيان إلى هنا بعد فترة... فقط حتى أضمن سلامة هيذر عندها سينضمان لنا

اقشعر بدن سيباستيان لم سمعه... يضمن سلامتها؟!... تساءل سيباستيان متصنعا عدم المبالاة

- ومن كان ورائكم؟

حلت لحظة صمت وكارلوس يحاور نفسه... أيخبره أم يبقي فمه مغلقا... قرر في النهاية أن يخبره فلن يستطيع فعل أي شيء في كل الأحوال

إمبراطورية الكوكائين | The Empire Of Cocaine حيث تعيش القصص. اكتشف الآن