الجزء الخامس والعشرون

1.2K 85 17
                                    

تجول كل من هيذر وتشارلي وجوانا وأوسكار في شوارع مومباي سيرا على الأقدام بعدما أوصلهم السائق الى عتبة باب منزل المترجم راجنيت سينغ... الهندي البشوش الذي راح يشرح كل شيء لهم برحابة صدر ويترجم لهم الحديث مع البائعين... كان رجلا بسيطا متعلما بملامح بنجابية أسمر البشرة أسود الشعر وقصير القامة نحيل الجسد

دخلوا معبدا للآلهة لاكشمي بعد رؤيتهم لتجمع هائل داخل المعبد لتوافق مراسيم وطقوس تقام في هذا اليوم من السنة... ويبدو أن هناك زفاف ما يجري فأحب راجنيت أن يريهم ما يحدث

توقف أربعتهم عند زاوية بعيدة وهم يتابعون باهتمام مراسم زفاف هندي تقليدي تجري في المعبد... أخذ يهمس راجنيت لهم بلكنته الإنجليزية الغريبة

- الزواج في الهند مختلف عن الزواج في الدول الأجنبية... فهنا هو رابط قدسي أبدي... تقام طقوس خاصة له ويتم التحضير لهذا الرابط المقدس لمدة شهور... وحتى بعد انتهاء الزفاف هناك طقوس تقام بين الزوجين لتعزيز هذا الرابط وتقويته

أطلق أوسكار ضحكة خافتة واستطرد

- بالطبع الطقوس بين الزوجين معروفة

أخذ الجميع يضحك بخفوت لفهمهم قصد أوسكار فضربته هيذر على كتفه وهمست مؤنبة

- قليل أدب... تابع سيد سينغ لو سمحت

تابع راجنيت حديثه بنفس درجة صوته وبنفس اللكنة الغريبة

- لم أكن أقصد الجنس سيد ماروكوين... ما قصدته هو طقوس سنوية كإجراء بعض الأعمال ضمن اجواء روحانية في المعبد... أو بعضها يستلزم السفر إلى الأماكن المقدسة هنا في الهند ليكتمل الطقس... المرأة لدينا في الهند تعظم زوجها وهي مستعدة للتضحية في سبيل رضاه وسعادته

استطردت جوانا باستنكار

- أليس هذا استعبادا للمرأة سيد سينغ؟!

هز راجنيت رأسه نافيا وأجاب وتلك الابتسامة اللطيفة تعلو وجهه

- ليس هذا بالاستعباد مطلقا... هي تعظمه باسم الحب... وهو يعظمها كذلك... ولكن لكل منهما طريقته التي تميزه... فهي عندما تعتني به وتهتم به هذا سيزيد من حبه لها بالتأكيد وعندها هو لن يفكر إلا بها وسيغرقها بمحبته وهداياه... هكذا تكسب المرأة حب زوجها يا آنسة جوانا... فالمرأة لها أسلوب خاص بها وتتميز بالرقة والعطف والرجل له أسلوب خاص به حتى وإن تميز بالصلابة والشدة فهناك المرأة الذكية التي ستستطيع أن تلين قلب الرجل وتتحكم به كيفما شاءت... مفاتيح قلوب الرجال بأيدي النساء ولكن الذكية من تجيد استخدام مفتاحها

نظر أوسكار بمكر نحو جوانا واستطرد بابتسامة عريضة بلهاء

- انه محق تماما... اسأليني حتى

أخذت هيذر تضحك بصوت منخفض هي وتشارلي لئلا يفسدا الزفاف... اكتف جوانا بتوجيه نظرات حاقدة لأوسكار وغادرت مسرعة وسط دهشة راجنيت... ربت أوسكار على كتف راجنيت وأردف بابتسامة

إمبراطورية الكوكائين | The Empire Of Cocaine حيث تعيش القصص. اكتشف الآن