الجزء الواحد والعشرون

1.3K 100 77
                                    

كان أوسكار مستلقيا على الأريكة وجوانا تقوم بتغيير ضمادة ساقه... جلس وهو يحدق بها متجاهلا ساقه وجرحه... علت ابتسامة ساخرة على وجهه واستطرد مستنكرا

- ياللعجب جوانا! كيف ليديك أن ترتجف لدى تغيير ضماد وتكون في أقصى حالات ثباتها حين تطلقين النار على شخص ما وتردينه قتيلا؟!

ضحكت ثم وجهت نظرها نحوه بابتسامة

- قتل شخص لا يكون بسهولة علاجه... فعند القتل أنا لا آبه بالشخص ولا أفكر فيه البتة... حتى بعد إطلاق النار عليه لا أمعن النظر فيه مطلقا فهو لا يهمني... أما في حالة علاج شخص فيشغل الشخص جل تفكيري... وأيضا يجب أن أكون حذرة في التعامل مع الجرح وبالتأكيد سأنظر له بإمعان... لطالما كان القتل أصعب من العلاج... ففي القتل أنت لا تحتاج لقلبك أبدا لتقتل أحدهم بينما للعلاج أنت ستعالج المرء لأن قلبك يدفعك لذلك

هز أوسكار رأسه متفهما ثم أردف ساخرا

- إذا بالنسبة لك هي كذلك... أنا أراها سخرية القدر منك

تابعت عملها وقد أطلقت ضحكة صغيرة ثم أردفت وعلى وجهها ابتسامة طفيفة

- كما تشاء سيد أوسكار... لكنني إجمالا سئمت من سخرية القدر لذا سأتوقف عن العمل هذا وأتابع عملي العادي... حتى لا أكون محط سخرية للقدر كما قلت

ختمت حديثها بابتسامة عريضة فحدق بها أوسكار بإعجاب ثم أردف

- لم أرى في حياتي امرأة في صلابتك عدا أختي... ذكية وسريعة البديهة... ردودك دائما حذقة وتدعو للتمعن في التفكير... لن أستطيع نسيانك بسهولة جوانا

مع نهاية حديثه كانت قد انتهت من ضمادته... أغلقت حقيبة الإسعافات الأولية وحملتها بيد وبالأخرى حملت الضماد القديم... تحدثت وهي واقفة ببشاشة قبل أن تغادر غرفة المعيشة

- في نهاية هذه المهمة سأبتعد عن الأمريكيتين باسرهما... لربما سأجبرك على تركي ولكنني حتما لن أرغمك على النسيان فهذا الأمر يعود لك... لكن كن واثقا أنني استمتعت برفقتك ولن أنسى شيئا مما حدث أوسكار

غادرت بخطوات ثابتة ورشيقة وهو يحدق بها... يريدها له ولكنها سترفض بالتأكيد... لو كانت امرأة غيرها لاستطاع الحصول عليها وخداعها بسهولة... لو كانت كاسندرا وليست جوانا لأصبحت له منذ زمن.. ولكن جوانا تفرض احترامها عليه... قوتها وثبات شخصيتها جعلتاه يزداد اعجابا بها... لا يستطيع القيام بأي شيء يتعارض مع رغبتها وتفكيرها

لا ينفك عن التوقف عن الاعجاب بها يوما بعد يوم... ذاك الإعجاب الذي أخذ ينمو بداخله ليصبح حبا... مع أنه لم يحظى بفرصة للمسها بالطريقة التي يريد كأي شاب آخر... ومع شدة توقه ليكون بقربها، وأن يضمها بين ذراعيه دائما... ولكنه يستمتع بمشاهدتها من بعيد

إمبراطورية الكوكائين | The Empire Of Cocaine حيث تعيش القصص. اكتشف الآن