إمبراطورية الكوكائين | The Empire Of Cocaine

الجزء التاسع عشر

في منتصف الليل دخلت جوانا غرفة أوسكار على رؤوس أصابعها لتطمئن عليه... ما أن أصبحت داخل الغرفة حتى أفزعها صوته المتعب

- كنت بانتظارك... أظن أن حرارتي مرتفعة

اقتربت منه بسرعة وتحسست جبينه المتعرقة... بالرغم من الجو البارد إلا أن جسده كان ينضح حرارة... توجهت نحو الطاولة التي كانت تحمل مرآة قبل أن يكسرها أوسكار ظهر اليوم... عبأت كأسا من الماء وأخرجت حبتين من المسكن وتوجهت نحوه

وضعت ما كانت تحمله على الطاولة التي تجاور سريره وساعدته على الجلوس ومن ثم ناولته الحبتين وكأس الماء وابتلعهما مع رشفة ماء

عاد برأسه للوسادة ببطء... كانت تهم بمغادرة الغرفة فأمسك بيدها فالتفتت نحوه مستغربة فاستطرد لاهثا

- أرجوك... ابقي

حدقت به لوهلة خلال تفكيرها ثم تنهدت وعاودت جلوسها على طرف سريره... سحبت منديلا من العلبة على الطاولة وجففت وجهه... اقتربت من وجهه وأردفت ساخرة

- لو كنت أعرف أنني سأجعلك تصاب بالحمى لم أكن لاقترب منك قط

أطلق أوسكار ضحكة واهنة ثم أردف

- إذا فلتشكري الرب أنك لم تتسببي بتوقف قلبي بعد

اتسعت ابتسامتها أكثر من السابق وهمست بمكر

- يا لك من ضعيف سيد أوسكار... كل حوائطك سقطت عند قدمي امرأة... ياللعار

أطلق ضحكة ساخرة واستطرد

- هذا ليس ضعفا جوانا... أنا من أردت ذلك... وأستطيع أن أجعلك تكرهينني أيضا... ولكنني ببساطة تنازلت... تنازلت لأنني أحببتك... تنازلت لأنني أريدك لي... أريدك معي للأبد جوانا

علا وجهها ابتسامة ساخرة سرعان ما تلاشت وحلت ملامح هادئة وتحدثت بنبرة مثيرة

- ولكنك لا تستطيع... أنت تعلم أن تواجدي مؤقت معك... سأغادر وأختفي ولن تعرف لي مكانا

أخذ يمرر أنامله على وجنتها برقة وتحدث بنبرة يائسة

- لم تريدين تعذيبي جوانا... هل ارتكبت خطأ؟!... ماذا فعلت حتى أستحق هذا العقاب القاسي؟

أشاحت بنظرها بعيدا عنه وحل عبوس طفيف على محياها ثم أجابته بنبرة جامدة

- الذنب ليس ذنبك أوسكار... يجب على كلينا أن نبدأ حياة جديدة... أن نبتعد عن كل جريمة وفعل سيء... بقاءنا معا لن ينفعنا في هذا

حل الصمت بينهما للحظات إلى أن تحدث وعلى وجهه ابتسامة جانبية

- وإن التقيت فيك فيما بعد... هل ست...؟

لم يكد يكمل كلامه حتى قاطعته بقبلة على شفتيه... ما إن ابتعدت عن وجهه قليلا حتى استطاع رؤية دموعها وتحدثت وهي لا زالت قريبة من وجهه