الجزء السابع عشر

1.4K 95 19
                                    

أمضت هيذر ثلاثة أيام وهي على نفس الروتين... يناولها كتابا بعد وصوله فتصعد لتقرأه... وفي المساء يتناقشان بأفكار الكتاب والأحداث التي وردت فيه... بالرغم من أن هذا الوقت الوحيد الذي كانت تحادثه به ولكنها راضية فعلى الأقل هناك من تحادثه

خلال الثلاثة أيام أنهت الخيميائي لباولو كويللو ودافيد كوبرفيلد لتشارلز ديكنز وروبنسون كروزو لدانييل ديفو... اليوم كان كتابها أحدب نوتردام لفيكتور هوجو... أنهته مبكرا وخرجت من غرفتها لتنزل لغرفة المعيشة فلم تجده هناك... لم يحن وقت الشاي بعد!

توجهت نحو غرفته وطرقت الباب ففتحت الخادمة ويبدو أنها كانت تنظف الغرفة فهو ليس هناك أيضا... وقفت حائرة وهي لا تعلم الى أي غرفة تذهب... جميع الغرف مغلقة الابواب ولا تعلم ما بداخل الغرف حتى!

وضعت كتابها تحت ذراعها واتخذت قرارا جريئا... ستطرق باب كل غرفة ومن ثم تفتحه... لربما سيوبخها على ذلك... ولكنها على الأقل ستعرف مكانه عندما لا يتواجد في غرفته!

مرت على ثلاث غرف كل ما وجدته بداخلهن مجرد اثاث لغرفة نوم عادية... لم لديه غرف نوم كثيرة وهو يعيش وحيدا في منزله؟!

عندما أصبحت أمام باب الغرفة الرابعة أنصتت لعلها تسمع شيئا... فتحت الباب ببطء وبهدوء تام وعيناها تجولان في الغرفة... شعرت بالدهشة مما تراه

عبق الألوان الزيتية ملأ رئتيها... الألوان المتوزعة على اللوحات في تناسق تام... كل جميلة تستعرض مفاتنها في لوحتها... تكاد كل فتاة تكون حقيقة... لم تلبث إلا وترى تشارلي خارجا من دورة المياه في الغرفة نفسها وهو يجفف يديه بمنشفة ففزع لوجودها... خطت خطوة داخل الغرفة ووجهها مليء بالدهشة

ثوان وصعقت بصوت تشارلي الغاضب

- من سمح لك بالدخول يا آنسة؟!

تمالكت نفسها وتحدثت متلعثمة

- لقد كنت...

لم تكد تكمل كلامها حتى صاح بها

- لو سمحت تفضلي خارج الغرفة... وممنوع عليك التجول في الغرف داخل هذا المنزل مفهوم!

حدقت به بلا مبالاة ثم أردفت بجمود

- كما تريد... الموضوع لا يستحق كل هذا الغضب حسنا؟!

غادرت الغرفة مسرعة بعدما صفعت الباب بعنف... ألقى بالمنشفة التي كانت بين يديه غاضبا ومسح وجهه بكفه وهو يتنفس بعمق... برودها في النهاية زاده غضبا... أخذ يحدق باللوحات من حوله... لربما لم ترى هذه اللوحة التي على يساره فهي في داخل الغرفة... لو رأتها لكانت غضبت بالتأكيد! أو ستندهش فقط لا أكثر

عادت هيذر لغرفتها متململة وأغلقت الباب.. وضعت الكتاب على الطاولة وألقت بنفسها على السرير بإهمال... لم غضب بسرعة؟! بالتأكيد لم تتناول إحدى لوحاته عن طريق الخطأ! كل ما فعلته هو التحديق بها لا أكثر... يا هل ترى هو من رسمها؟!

إمبراطورية الكوكائين | The Empire Of Cocaine حيث تعيش القصص. اكتشف الآن