7

20.7K 587 28
                                    

الفصل السابع

توقفت السيارة أمام منزل ((حسن القاضي)) ونزلت منه (ريم) دخلت في هدوء بل علي أطراف أصابعها البيت مظلم رغم الصباح , زفير يعني الأمان حتى أضاء نور في زاوية المكان ليظهر أبيها في هذه الزاوية
وقفت كالصنم وتحدث نفسها وهي تمض شفتيها : أهلا بقا الليلة دي ورها حاجة ما يأمه هيرفع الشبشب يأمه الخرهزانة
_ أحم أحم أزك يا بابا
_ أهلا .. هو فين ؟
_ هو مين
_ أخوكي
_ بره
_ لا بجد !! قولي والله ما أنا عارف بره فين يعني ؟
_ يا بابا وأنا أيش عرفني
_ و أزاي يخرج من غير أزني أصلا
_ أوف يا بابا كريم مبقاش صغير يعني طبيعي يخرج ويروح ويجي دهـ بقا راجل وكده مش هينفع
بابا مش كل أجازه يبقي خناق خلي ولو أجازة واحدة بس تعدي علي خير
وحياتي ورحمه ماما
_ طيب يا ريم لما يشرف البيه الأول

دخل أثناء حديثهم "كريم" توقف بهدوء كأنه كان يتابع ويسمع كل شيء
_ أنا جيت من غير زعيق الجيران كلها ملهمش زنب يسمعوا مشوح كل مره لما انزل أجازة
_ من واضح يا بيه أنك بتزعق وصوتك عالي
_ ( لا والله أيه المعلومات دي ) لا يا بابا مش قصدي بس
_ مبسش ولا حاجة أنا جايه جعانة وعاوزة أكل

فضت "ريم" الموقف بهدوء وانصرفت لأعداد الطعام ووضعته علي السفرة حتى يأكلوا وأجتمع الجميع للطعام ظل يأكلوا في صمت
حتى كسر حاجز الصمت

_ شغلك عامل أيه يا حضرة الظابط
_ ( بيت دهـ لقب منيل بستين نيلة ) الحمد لله يا بابا بخير
_ وأنتي يا ريم
_ ( ريم !!! أنا يقولي ريم .. هو أكمن كريم هنا هيرضي عني ربنا يطول مدة أجازتك يارب ) أنا زي الفل شغلي كويس
_ هايل أنك تشتغلي شغل بتحبيه يا ريم
_ ليه يا حضرة الظابط شايف نفسك شغال شغل مش بتحبه
_ مش القصد دهـ يفرق في أيه بس بحمسها
_ هيفرق في حياتك ومستقبلك يا أستاذ لازم تكون فاهم أن حياتك أتحددت
_ بس مش أنا اللي حددتها
_ أنا عاوزة أشوف ماما .... تعالوا معايا

كادت عيونها تبكي كلماتها تخرج من بين شفتيها مثل خروج كلمة الرجاء من الطفل الذي يريد العفو من أمه , التي رحلت وتركتها كل مساء تنتظرها ولا تجيب تركت لها أخ حاني عليها وأب متعلق بهم لكنه لا يعبر بذلك خوفا من نظرة الأب القوي الشديد تتغير في عيون أبنائه

_ أنا هاجي معاكي
_ و أنت يا بابا
_ طبعا .... حضروا العربية

صعدوا الجميع إلي السيارة من ثم إلي القبور الصمت سائد بينهم كل شخص يتحدث بقلبه حديث القلب إلي القلب أسرع

ريم : ماما , وحشتني أوي بابا وكريم تعبني أوي دايما خناق وأنا مش بعرف أهون علي كريم لوحدي زيك ومش بعرف أصبر بابا لوحدي زيك كنتى بتعملى كل حاجة كنا فاكرينها سهله طلعت صعبة أوي أنا عمري ما عرفت معني الوحدة غير لما مشيتي ,, شغلي كويس الحمد لله
بدور علي الفرحة في عيون كل عروسة أمها بتحضنها أخر الفرح وتعيط وأنا بعيط معاهم مش متأثرة من الموقف بس عشان يوم فرحي مش هلاقيكي تحضنيني ,,, حضنك وحشني يا ماما

الانسه ظابطحيث تعيش القصص. اكتشف الآن