-' مرحبًا.. أنها الواحدة صباحًا الأن، مازلت غير قادرة على النوم. لا أعلم لما، لكن الأرق يرفض أن يغادر ويترکنى أعيش بسلامٍ وكأنه قد وقع فى حبى. أشعر وكأن رأسى سينفجر فى أى لحظة.. أو كأن هناك أحدٍ يقوم بتحطيم رأسى. عقلى يأبى التوقف عن التفكير به. فقط هو ولا شئ أخر غيره. أظن بأنِ قد نسيت معنى الراحة. أود لو يهدأ عقلى قليلاً کهدوء هذا الليل تمامًا.. أليس من الغريب أن يكون الليل هادئًا، وعقلى هو الممتلئ بالضجيج؟
حقًا الأمر يرهقنى بشدة. أصبح الأمر يقودنى إلى حافة الجنون وأنا غير قادرة على تغيير ذلك. لطالما تساءلت بداخلى لما هو تحديدًا؟ لما جاستن بحد ذاته هو من يقلب حياتى هكذا؟ لما يكون أخر ما أفكر به ليلًا وأول ما أفكر به صباحًا؟
مؤخرًا أصبحت أومن بوجود الحُب الذى بين صفحات الروايات وتعمقت أكثر بما يسمى التخاطر الروحى، لكني لم أرد هذا الحُب. أنا لم أختر ذلك الطريق، أشعر به يجذبنى نحوه دون إرادة منى، لكني لا أريد أن أتحطم مرةً أخرى. عائلتى فعلت ما يكفى، لتجعلنى أكره حياتى، وهو فى المقابل يُصعب الأمور أكثر. سأجعلك تكرهنى جاستن سواء أن أحببت ذلك أم لا.. أنا حقًا لا أريد أن أؤذيك، لكن هذا هو الحل الوحيد. أسفة جاستن.. '-
أغلقت كيت دفتر مذكراتها وهى تتنهد بعمق. ظلت جالسة أمام نافذة غرفتها حتى الساعة الخامسة فجرًا. لم تشعر كيت بالنعاس، لكنها أجبرت نفسها على النوم، فجسدها بحاجةٍ ماسة للراحة. توجهت ببطء نحو سريرها، لتستلقى عليه بتعب. ظلت تفكر بجاستن لوقتٍ لم تحسبه، حتى غفت دون أن تشعر...
-
{ الساعة السابعة مساءً... }
وقفت كيت أمام المرآة تطالع نفسها. أبتسمت بحُزن وهى تصفف شعرها، لتتركه ينسدل على كتفيها.
أرتدت حذائها سريعًا، لأن إيميليا كانت تهاتفها كثيرًا. وضعت هاتفها ونقودها داخل حقيبتها ثم خرجت من منزلها لتتجه لمنزل إيميليا.
وصلت كيت بعد دقائق، لتجد إيميليا تقبل حبيبها أمام منزلها. قلبت كيت عينيها بضجر، لتتحمحم معلنة عن وصولها. أبتعدت إيميليا عن حبيبها، لتتجه نحوها قائلة
" أخيرًا سنخرج سويًـا. "
أومئت لها كيت، ليتقدم حبيب إيميليا قائلاً
" مرحبًا كيت. "
طالعته كيت ببرود قائلة
" مرحبًا. "
أمسكت إيميليا بيد حبيبها أوستن، ليسيرا معًا بينما سارت كيت بجانب إيميليا وهى لا تعلم وجهتهم. ساروا قليلاً حتى توقفوا أمام المطعم الخاص بجاستن. نظرت كيت لإيميليا وهى ترفع أحد حاجبيها قائلة
" لما أتينا إلى هنا إيميليا؟ "
كانت إيميليا على وشك التحدث، لكن قاطعها أوستن
" سنتناول العشاء هنا بما أن لا أحد منا قد ذهب إليه من قبل. "
زفرت كيت بغضب من هذا الأحمق، ثم تقدمت معهم لداخل المطعم.
حينما دلفت كيت لداخل المطعم، لم تستطع أن تبعد نظرها عن ذلك الجمال الذى تراه. كان المطعم يبدو وكأنه تٌحفة فنية قادمة من زمنٍ أخر. كان مطعمًا كلاسيكيًا من تراز العصور الوسطى، يمتلك طابعًـا هادئًـا وراقيًـا. كان المطعم ممتلئًا نوعًا ما، البعض ثنائيات والبعض الأخر عائلات أو أصدقاء.
لاحظت كيت أيضًا وجود مكان خاص للعازفين، والتى كانت تعزف موسيقى تآسر القلوب. تساءلت كايت بداخلها كيف أنها لم تلاحظ كل ذلك الجمال من قبل؟
وبينما كانت كيت تطالع المطعم بإنبهار، كان أوستن قد أكد الحجز الخاص بهم. لفت نظر كيت ذلك البار الموجود فى أحد زوايا المطعم، لكن ما جعل قلبها ينبض بشدة هى أحد الأعمال الفنية الجميلة والتى أستطاعت جذب إنتباهها. كان يجلس بجانب شخصٍ أخر، يتحدثان سويًـا حتى وقعت عينيه عليها ليبتسم بهدوء. لاحظ صديقه أن جاستن ينظر تجاه شئ ما، لينظر لنفس الأتجاه. علمت كيت بأن صديقه ذلك هو نفس الشخص الذى كان يراقبها أثناء غيابه.
حاولت كيت تجاهله، لتتقدم مع إيميليا وأوستن مع النادل نحو طاولتهم. جلست كيت بجانب إيميليا، بينما مازالت تحت تأثير ذلك المكان. مرت دقيقة، ليعود النادل مجددًا ليدون طلباتهم. رحل النادل بعدما شكرته كيت، بينما كانت إيميليا منشغلة مع حبيبها. تجولت كيت بعينيها تلقائيًا نحو البار، لكنها لم تجد جاستن. شعرت بالحٌزن قليلاً، لكن كل ذلك قد تلاشى حينما هدأت الأضواء تدريجيًا، لتصبح أنظار الجميع نحو مكان العازفين. تقدم جاستن وهو يحمل غيتارًا بين يديه، ليجلس على الكرسى. نظر مطولاً نحو كيت قبل أن يتحدث
" مرحبًا جميعًا أدعى جاستن. أظن بأنكم تعلمون ذلك.. حسنًا منذ مدة كتبت أغنية صغيرة لشخصٍ خاص بالنسبة لى وأردت أن تستمعوا إليها اليوم وتشاركونِ مشاعرِ. أتمنى أن تنال أعجابكم. "
تنهد ببطء قبل أن تبدأ الموسيقى لتنغمس بين الحضور تدريجيًا. ودون سابق إنذار عم صوته الملائکى المكان. شعرت كيت وكأنها قد فصلت عن عالمها، لتبقى هى وهو فقط. الكلمات كانت تخرج بإنسيابية من فمه، لتجعلها تغرق أكثر به.
أنهى جاستن الأغنية، ليصفق الجميع له. عادت أجواء الهدوء مجددًا، ليأتى النادل بطلبهم. تناولوا العشاء بهدوء مع قليلًا من المحادثات بين كيت وإيميليا.
مرت ساعة تقريبًا، ليقرروا الرحيل. أمسك أوستن بيد إيميليا بعدما دفع الحساب، وهما يتقدمان للخارج بينما سارت كيت خلفهما وهى شاردة. كانت على وشك الخروج، لكنها شعرت بيد أحدهم تمسك بخاصتها. ألتفت كيت لتجده جاستن. ظل يمسك بيدها، بينما شعرت كيت بالتوتر ليخبرها
" أسف حقًا على ذلك كيت لكن.. أمم لقد نسيتِ
هاتفكِ. "
نظرت له للحظات ثم أخذت الهاتف منه وهى تخبره بخفوت
" شكرًا. "
أبتسم لها وهو يحك رقبته بطريقة لطيفة، لتتجه هى لخارج المطعم وهى تشعر بقلبها يكاد يخرج من جسدها...
أنت تقرأ
𝐌𝐲 𝐍𝐞𝐢𝐠𝐡𝐛𝐨𝐮𝐫 || جاري
Romance"هى لم تكون يومًا شخصًا يُحب الشمس، بل تكاد تشعر بأنها عدوها الوحيد فى هذا العالم. لطالما كانت كائنًا ليليًا، حين ينتهى يوم الجميع، يبدأ يومها داخل عالمها الخاص. لكن بطريقةً ما، شاهدت غروب الشمس لأول مرة منذ وقتٍ طويل. لم تعلم لما قامت بذلك، لكنها ش...