| الفصل الثانى عشر |

1.1K 91 1
                                    


-

' مؤخرًا علمت بأن شعور الإنعزال عن من حولك مُريح للغايه، بعيدًا عن كل تلك الإهتمامات المزيفة. لم أتوقع يومًا أن أصبح جزء من ذلك الظلام. أصبحت لامبالية لما حولى. أصبحت أكثر أنعزالاً، سوادًا وضياعًا. تصرفاتى قاسية وأسلوبى غير مفهوم.. وأعلم جيدًا أنى قد أبدو غريبة الأطوار للأغلبية. لا أحد يعلم بما أمر به. الذكريات تطاردنى ليلًا، لتقوم بإرهاقِ أكثر. الأمر أشبه بأن تنهار ولكن بصمتٍ. لا أحد يعلم كم أعانى كل لحظة. قلة النوم، الصمت، الألم، الكتمان والخوف.. كلها أشياء دفعتنى للتخلى عن هذه الحياة. الأمر برمته يشبه حلقة الدوران. كل ما أمر به يتكرر مرارًا وتكرارًا. نفس النهاية فى كل مرة. أكاد أقسم بأن طعم الفقدان أصبح مذاقِ المفضل الأن. ها قد أوشكت على بلوغ تلك النهاية مجدداً مع إيميليا. قريبًا سأخسرها کالباقى. قريبًا سأعود لأنعزل أكثر عن ما كنت عليه. قريبًا سأعود لما أنا عليه من الداخل. قريبًا سأشعر بالفراغ يحاوط قلبى مجددًا. ولا شئ جديد بشأن ذلك، فالنهاية دومًا واحدة. ويالا سخرية القدر، فهى من تسعى نحو إنهاء ذلك. لا يهم، فالأمر لم يعد يعنينى حتى أن تلك الحياة لم تعد تعنينى أيضًا. هى منذ البداية تكرهنى، ولم يكن بأمرٍ جديد. الإختلاف الوحيد هو أننى لم أعد أُكثر لأى شئ، فكل ما يحدث مجرد هراء.. '

أغلقت كيت دفترها، حينما سمعت صوت والدتها تخبرها بأن تنزل لتناول العشاء. تنهدت بتعب وهى تخرج من غرفتها، لتتجه نحو الأسفل. وجدت والدها يجلس على طاولة الطعام بصمتٍ. جلست أمامه وهى تطالعه ببرود، ليردف
" مرحبًا كيت. "
صوبت نظرها نحو الصحن الفارغ أمامها، لتقول
" مرحبًا. "
لتصمت بعدها، لحظات مرت لتضع والدتها الطعام أمامهما. شكرتها كيت بخفوت، لتبدأ فى تناول عشاءها مُجبرة كى تسعد والدتها فقط. كان الصمت يسود الغرفة، لذا حاولت والدتها تلطيف الأجواء لكن محاولاتها قد فشلت فور أن تحدث والد كيت قائلاً
" حتى الطعام لا تجيدين فعله هيلين. ما هذا الذى أتناوله واللعنة؟ "
تنهدت كيت وهى تغلق عينيها محاولة السيطرة على نفسها، لتتحدث والدتها قائلة
" أنت حتى لم تلمس طبقك جاريد. "
ضرب جاريد بقبضته على الطاولة قائلًا بصراخ
" وهل هذا يسمى طعامًا؟ أنتِ حقًا فاشلة بكل شئ. "
تعالى صوت شجارهما، بينما كيت كانت تضغط بيدها على ملابسها بقوة. ظلت تستمع لشجارهما الذى لا ينتهى حتى طفح كيلها لتنفجر بهما. ضربت الطاولة بيدها بقوة لتصرخ بـ
" يكفى واللعنة. "
نظر الأثنان نحوها، لتكمل
" ألا تشعران بالملل من شجاركما السخيف يومًا؟ ألا يمكن أن نكون عائلة طبيعية ولو للحظات؟ هل الشجار يجرى فى عروقكما؟ بحق الرب أنتما تتشاجران أكثر مما تتنفسان. "
هدأت ملامح والدها، بينما تجمعت الدموع فى عينين والدتها، لتنظر لهما كيت ببرود قائلة
" تشه، مع من أتحدث! هيا أكملا شجاركما، لكن بدونى، فأنا قد أكتفيت بالفعل. "
نهضت كيت من مقعدها بغضب، لتصعد لغرفتها سريعًا. بينما جلس والدها على كرسيه، ليضع رأسه بين يديه. دلفت كيت لداخل غرفتها، لتغلق الباب بقوة بعدها أوصدته بالمفتاح.

أرتمت على سريرها بينما بدأت دموعها تسقط واحدة تلو الأخرى

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

أرتمت على سريرها بينما بدأت دموعها تسقط واحدة تلو الأخرى. شعرت كيت بعصة داخل قلبها، كما زاد شعورها بالإختناق. أصبحت تبكى بحرقة لما يحدث حولها. حياتها تتحول لجحيم أمامها، بينما هى غير قادرة على فعل شئ. عانقت وسادتها وهى تتمنى بداخلها أن ينتهى ذلك الألم قريبًا، لأنها لم تعد قادرة على المواصلة...

𝐌𝐲 𝐍𝐞𝐢𝐠𝐡𝐛𝐨𝐮𝐫 || جاريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن