| الفصل الخامس عشر |

1.1K 98 4
                                    


-

دلفت هيلين لداخل غرفة أبنتها، لتطمئن عليها. وجدت صغيرتها على نفس حالتها.. مستلقية على السرير، تعانق وسادتها بصمتٍ. أزداد وجهها شحوبًا، ونقص وزنها. هى هكذا منذ أكثر من أسبوعٍ. أقتربت منها هيلين وهى تحاول أن تجعلها تنزل لتناول العشاء معها. رفضت كيت تناول العشاء كالعادة، ليقاطعها صوت والدها وهو يخبرها
" ألن أستطيع أمضاء بعض الوقت مع أبنتى
الوحيدة؟ "
نظرت له كيت بلا تعابير، ليكمل جاريد بترجٍ
" فقط من أجلي صغيرتى. "
أومئت له كيت، لتنهض وتتجه نحو الحمام. غسلت وجهها بالماء البارد، لتطالع نفسها فى المرآة بحٌزن. نشفت وجهها بالمنشفة سريعًا حينما سمعت صوت والدها. خرجت من الحمام لتجد والدها ينتظرها، أمسك بيدها ثم نزلا معًا لتناول العشاء..
أنتهى العشاء بشكلٍ جيد ولأول مرة منذ مدة طويلة، فقد شعرت كيت بأنها تجلس مع عائلتها بالفعل. فقط عشاء هادئ يخلو من الشجار..

فى صباح اليوم التالى قررت كيت الذهاب للمدرسة لأنها قد غابت كثيرًا مؤخرًا. لم يكن يومًا جيدًا، فـإيميليا لم تأتى اليوم أضافة إلى أنها لم تسأل عن كيت أثناء غيابها. لم تكثر كيت لذلك، فهى أصبح لديها ما هو أهم منها الأن..
عادت سيرًا نحو منزلها، وهى تشعر ببعض التعب. وكلما أقتربت من المنزل، كانت تدعو بداخلها ألا ترى جاستن لكن الحظ لم يكن حليفها يومًا. وجدته يقف فى حديقة منزلها، ينتظر حضورها.
تقدمت كيت نحو منزلها بتردد، لتقترب منه. كانت ستتجاوزه لكنه أوقفها قائلاً
" أريد التحدث معكِ. "
" لا أظن أن هناك حديث بيننا. "
ردت كيت ببرود لتكمل سيرها، لكنه أمسك بذراعها قائلاً ببعض الحدة
" صدقينى هناك الكثير يجب أن نتحدث عنه كيت. "
ليجذبها خلفه نحو منزله دون إرادتها. دلف لداخل المنزل بينما أدخلها خلفه ثم أغلق الباب، ليحصرها تجاه الباب.
" ستسمعين ما أود قوله شأتى أم أبيتى كيت. "
نبث بها جاستن بهدوء مريب. حاولت كيت الإفلات منه لكنه قام بسحبها خلفه لغرفة المعيشة. جعلها تجلس على الأريكة، بينما وقف هو أمامها يطالعها بهدوء.
" لما تفعل ذلك؟ "
تحدثت كيت بعد صمتٍ دام لدقائق. أقترب نحوها مبتسمًا بسخرية ليقول
" أنا من يجب أن يسألك ذلك السؤال كيت. "
" لما رحلتِ دون أن تخبرينى سبب رفضكِ لي كيت؟ لما لن تنجح تلك العلاقة ها! "
أكمل وهو يطالعها بهدوء، لتشيح ببصرها بعيدًا عنه.
" أنا لن أدعكِ ترحيلن كيت، لذا يجب عليكِ أجابتي على أسئلتي. "
تحدث ببرود قبل أن يجلس بجانبها. أغمضت كيت عينيها، لتضع وجهها بين يديها وهى تشعر بإرتجاف جسدها.
" لن أستطيع. تفهم ذلك أرجوك. "
تمتمت بها كيت وهى على نفس وضعها.
" ماذا! لم أسمعكِ جيدًا. "
تحدث جاستن ساخرًا، لتنظر له كيت بغضب قائلة
" لن أستطيع جاستن. لن أستطيع خوض تلك العلاقة حسنًا. "
" ولما واللعنة لن تستطيعين كيت؟ هل أنا سئ بالنسبة لكِ؟ "
تحدث جاستن بغضب، لتصرخ كيت بـ
" أنت لست السبب، بل أنا جاستن. "
طالعها جاستن بتشوش من حديثها، لتتنهد كيت
" لن أستطيع خوض تلك العلاقة، لأنِ لا أريد أن أؤذيك جاستن. أنت لا تستحق ذلك. لما واللعنة تقع لفتاة حياتها معقدة مثلي. أنت تستحق الأفضل وليس شخصًا غريب الأطوار. "
زفرت كيت بضيق وهى تشعر ببعض الإختناق يجتاح صدرها، لتحاول السيطرة على تنفسها. أقترب منها جاستن ليصبح أمامها. أمسك بيدها بلطف قبل أن يجعلها تنظر له ليخبرها
" سواء أحببتِ ذلك أم لا، فأنا واقعكِ. سواء توقعتِ ذلك أم لا، فأنا حبيبكِ. سواء تقبلتِ ذلك أم لا، أنتِ لي كيت. هذه هى الحقيقة وهذا هو الواقع. وأنا أحب ذلك الواقع، لا بل أنا واقعٌ له وبشدة يا حبة الفراولة خاصتى. "

𝐌𝐲 𝐍𝐞𝐢𝐠𝐡𝐛𝐨𝐮𝐫 || جاريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن