-هل هناك خطب ما في هذه الحياة يا صديقي؟
-مالذي تقصده؟
-لم نبلغ سِن العشرين حتى ونحنُ بهذا البؤس والمزاج الغائم بهذا الكم الفلسفي والإستياء، برفض الواقع والتمسك بعوالمنا الخاصة، هذا الوباء لا يشبه أعراض المُراهقه، إنه أعمق وكأنه لعنه، أشعر كما لو أننا قد عشنا سابقاً لمدة مئة عام وتم خلقنا من جديد مع كُل تلك التراكمات والترسبات من الماضي
مع كل الذكريات والتجارب المؤلمه، أشعر كما لو أننا مُجرد قوالب وتم حشونا بالحياه رغماً عنّا، أرانا بخير جسدياً
لكن الأمر بداخلنا، أعلم أننا لم نطلب حياةً أكثر من الحياة نفسها، أشعر كما لو أننا طيور نُريد التحليق في بيئةٍ الكل يزحفُ فيها إجباراً، نرى الحياة كما لو أنها لحنٌ حزين
نُحاول تجاهل الحزن والتمايل مع اللحن؛ أخبرني يا صديقي هل كل هذه أوهام أم أنها حقيقة؟-يا صديقي ما يُرهقنا حقاً هو هذا العُمق التفكيري، هذا الوعي الفلسفي، توقف عن التفكير لأنها حقيقة وواقع ثابت مُحال التغير.