الساعة السابِعة مساءً
تسلحتُ إستعداداً للمعركة
ركبتُ الشاحنة مع بقية المُجندين
تلقيتُ بضع تعليمات من القائد كالمعتاد
هاقد وصلنا ساحة المعركة
ترجلتُ من الشاحنة بعد أخذ نفس عميق
مضى كل الجنُود في طريقهم، يعلمون ما يفعلون
أما أنا المخلوق الجبان أحاول الأختباء هنا وهناك
أستخدم أسلحتي بكثرة، رغم عدم إقتراب الأعداء كثيراً مني
أنا أتألم، لكني لم أصاب بشدة
لكن هناك بعض الرضوض
أرى الجنُود يقاتلون بشغف ومُتعة
أنى لهم هذه الجراءة!
مضى الوقت ببطىء جحيمي
إنتهت المعركة بلا وجود خاسر أو فائز
الكل قاتل جيداً، كُلهم منتصرون
أنا خسرت في المواجهة، لكن فُزت في التهرب بشكل عبقري
حتّى كاد وجودي معدوم، كشبح يمرُ أمامهم لثواني
ويختفي!
إبتعدنا كثيراً عن ساحة المعركة، أنا في منزلي الآن
حقاً هذا إنتصار آخر لي، لازلتُ على قيد الحياة
ومثل نفسي العميق قبل بدء المعركة
ها أنا أخذُ نفساً عميقاً في منزلي المُحصّن الملىء بالسلام
إقترب القائد مني قائلاً:"ألم أخبرك! لم يكن الأمر سيئاً لتلك الدرجة"
إبتسمت بهدوء فارغ وقلت:"أعلم أمي، لكن وللمرة المليون أخبرك أن المناسبات الإجتماعية تستنزف مني الكثير"
أكملتُ بهمسٍ داخلي -إنها الحرب بالنسبة لي-.