هل أقول وداعاً الآن؟
من جحرٍ صغير تسللتُ لمخبىء السريّ، مشيتُ أتفقد أحوال عالمي
حُورية البحر ذهبت للمحيط وغاصت في سُباتٍ عميق، لقد عادت لموطنها
الرجل العجوز المُبتسم دائماً توقف عن العزف أمام الحديقة التي تحولت لشتاءٍ وحيد، لقد ذهب بعيداً
الأطفال المُبتهجون أطفئوا أضواء خيمة السيرك المُلونة، أصبحت باهته، لقد نضجوا ومضى كلٌ منهم في طريقه
السماء القُطنية توقفت عن مواساتي بأنزال قطراتها، لم تعُد هناك شمس دافئه تبتسم لي و تبعثُ السّلام
لم يعد هُناك شيء، الجميع رحل، عاد كما كان من قبل عالمٌ رماديّ
وداعاً يا عالمي، وداعاً يا ملجيء، وداعاً يا من عشتُ فيه أنا، يا من ضحكتُ فيه بصدق، من أحببتُ أُناسه، من كانوا عائلتي السعيدة وأصدقائي الأوفياء
وداعاً يا وهماً جميلاً أبتكرته، لقد أسرفتُ فيك وتلاشيتُ من واقعي لك، ها أنا حُطام وجسد متهالك في مواجهة الواقع
وداعاً لشيء غير موجود، كُنتَ حقيقتي الوحيدة.