اما ماري شوبن و ماك شوبن والدا دانيال فرغم رحيل دانيال الا ان المشاكل لم تنقطع، ماك شوبن يعمل من اجل ان يشبع بطنه خمرا و والدته الى الان تبكي كلما دخلت غرفة ابنها دانيال , كان زوجها قاس او على ما يبدو انه مريض نفسيا بسبب صدمة العيش الصعبة فأن ال شوبن كانوا يملكون ثلث الاراضي الزراعية و امورهم المادية بأحسن وجه الا ان لعنة المقامرة التي ادت بماك شوبن و عائلته الى الهاوية هي سبب الافلاس و لم ينقطع ماك شوبن من التردد على الحانات رغم تغيره في نوعية المشروب فالان نهم بشرب ارخص النبيذ و اوسخ الحانات هي التي يقدم على زيارتها ... لم يكن لماري والدة دانيال اي سلطة على أفراد المنزل، بل كانت تنفذ ما يقوله زوجها خشية عصبيته فلم يكن لها ضهر او عائلة فوالداها قد نالا حتفهما في حادث و قبل زواجها لم يكن لها معين غير ذاتها..
في احد الايام جاء ماك شوبن غاضبا جدا بسبب الدائنون الذين يطلبون أموالهم و حقهم المشروع ، صعد الى غرفة دانيال فوجد ماري شوبن تنظف فقال لها
- اتركي التنظيف الان واجلبي اكياسا كبيرة
- من اجل ماذا يا ماك؟
- اخرسي و اجلبي اكياسا كبيرة و قوية
- حسنا
و بعد جلبها للاكياس طلب منها ان تضع الكتب فيها
فأذا بها تبكي و هي تتخيل وجه ابنها على كل ورقة، ابنها الذي اتخذ من الكتب رفقة و اصدقاء الان لا تعرف ماذا ينوي زوجها فعله بالكتب
بعد انجازهما بتعبئة الكتب سألته بصوت خافت رقيق مرتبكة
- ماذا ستفعل بالكتب؟ ,
ضحكة ضحكة طويلة و قال لها
- يا عزيزتي سأبيعها و ادفع عنا بعض من الديون المتراكمة
_ لكن دانيال سيحزن حين يارى غرفته بلا كتب
- لن يرى شيء فهو لن ياتي الى هنا لا تقلقي
نزلت مسرعة من على الدرج و هي تبكي فأذا بها سقطت من على منتصف الدرج فأنكسرت قدمها و اغمى عليها , اما ماك شوبن حين سمع صوت سقوطها اسرع متجها نحوها جالباً قدح من الماء محاولا ايقاضها لكنه لم يفلح فأسرع الى جاره دانتي فيلبي يطلب منه مذعورا خائفا مساعدته دانتي فليبي هو اقرب جار على بيت ال شوبن و لطالما يتدخل في شؤون عائلة ال شوبن في فك الخناق و تقديم المساعدة لهم و هو يعرف اطباع ماك شوبن جيدا , طرق ماك شوبن الباب فأذا بدانتي فيلبي يفتحه لم يلقي التحية مباشرة قال له
- لقد اغمى على زجتي ارجوك ساعدني فانا لا اعرف ماذا افعل
اخذ دانتي فيلبي زوجته معه الى بيت ال شوبن فوجد ماري ملقاة على الارض
حاولت كاترينا فيلبي زوجة دانتي حملها مع ماك فاخذاها إلى حجرتها اما دانتي فهرع الى الطبيب مسرعا بسيارته
دخل الطبيب الى كهف ال شوبن او الى المنزل جس الطبيب خافقها و فحص قدمها اليمنى و وضع على فمها الاعشاب الخاصة بالعلاج فأذا بها استفاقت و هي تتنهد قائلة
- دانيال يا عزيزي ارجوك لا تتركنا ارجوك عد من اجلي
فسمع الحضور كلامها و اذا بدانتي فليبي ذلك الجار الصالح سأل ماك بصوت هادئ
- اه اين دانيال هل هو بحجرته كالعادة
- لا يا سيد دانتي
لتقاطعه كاترينا زوجة فيلبي
- لقد سمعته يوم امس يتشاجر مع دانيال
اما الطبيب فطلب من الجميع الزام الصمت او الخروج فوضع ماري شوبن ليس على ما يرام و تحتاج الى رعاية و الى طعام صحي فهي ضعيفة البدن و لا تتحمل بذل اي جهد فطلب ماك شوبن من دانتي فيلبي ان تبقى زوجته مع ماري شوبن لبضعة ايام ريثما تتحسن حالتها , اما دانتي فلطيبة قلبه و كرمه قد وافق على طلب جاره دون اي تردد , لم يكن دانيال يعلم بذلك و كيف يعلم و هو سجين بأرادته في ذلك المحل و لم يكن ويسلي يزور بيت ال شوبن فدانيال معه في العمل و لا حاجة لزيارة بيت صديقه..
بقيت كاترينا فيلبي زوجة دناتي تساعد ماري شوبن و تحضر لها الطعام و تصنع لها المشروبات المفيدة و تقوم بواجبات ماري عوضا عنها من غسل و تنظيف
و في اليوم التالي جاء ماك شوبن بملابسه القذرة الوسخة و رائحة الخمر التي تحتل كل زاوية من جسده جاء مخمورا جدا في ساعة متأخرة من الليل قرع الباب و لم تسمعه لا كاترينا زوجة دانتي فيلبي و لا حتى ماري شوبن المريضة
فعبر الباب و دخل يمشي كأنها الخطوات الاولى لطفل بسبب الثمالة التي هو فيها لم يطرق الباب كعادته دخل الغرفة فوجد زوجته على السرير نائمة و اما كاترينا فكانت على مقربة منها فتقدم ببطئ و هو يبتسم ابتسامة غريبة كغرابته في المدينة و اقترب من كاترينا زوجة فيلبي و تدثر جنبها دون ان تشعر محاولا لمسها الا انها استفاقت و انصدمت صدمة كبيرة تكاد دقات قلبها تُسمع مرتجفه خائفة و مذعورة جدا قالت له
- ماذا تفعل ههنا اخرج اخرج بالله عليك
اما هو فكأن الخمر قد انزاح تأثيره من شدة خوفه , فقال لها بصوت خافت
- انا و انا لم اقصد شيء حسنا حسنا سأخرج
بقيت كاترينا خائفة جدا تبكي طوال تلك الليلة لا تستطيع التوقف عن البكاء بصمت خوفا من سماع ماري لصوت بكائها
كاترينا التي حاولت و قدمت المساعدة لبيت ال شوبن لم تلقى جزاء حسن بل انصدمت بذلك السكير الذي لا يخجل و لا يكترث , حائرة ماذا تفعل مترددة تقول لنفسها
( هل اخبر زوجي بما فعله ذلك القذر السكير لا لا و شرفي ؟ و ماري ؟ و عائلتي)
ضلت على هذه الحال حتى اتى الصباح و الشمس الرائعة في مقاطعة لادين
حضرت الفطور لماري و هي تقول لها
- هيا يا جارتي الجميلة استيقضي قبل ان يبرد الطعام هيا.
لتستيقض ماري و هي ترى جارتها و نبل ما تفعله و تقول لها و هي تبتسم
- نحن نعذبك كثيرا لكن تحملينا ارجوك فأنا ليس لي من معين الان , دانيال الذي يتقطع قلبي لذكراه ولدي الذي لا اعرف عنه شيء الى الان و زوجي الذي لا يخاف عاقبة ما يقوم به من طيش
- انسي الامر عزيزتي فقط تناولي طعامك و انا سأذهب لأرى عائلتي..لم تتفوه كاترينا بشيء كتمت ما حدث ليلة امس , و لم تخبر احد لكنها مضطربة جدا يصعب عليها دخول منزل ال شوبن و يصعب عليها ترك ماري شوبن و يصعب عليها ايضا شرح الموضوع لاي احد فهي تخشى الفضيحة رغم انها ليست المذنبة الا انها في مجتمع يحاسب المراة لا الرجل.
أنت تقرأ
بائع القصائد • Seller Of Poems
Romanceسأكتب كتاباً رائع سأكتب قصيدة ثم قصة قصيرة سأصبح كاتباً ناجحاً سأزور العاصمة و اترك الريف الموحش سأقلع عين المستقبل و امكث بمكانها.. - يا لها من قصيدة يا لها من رواية اتبيعها لي يا فتى؟؟ هنا كان المنعطف هنا كانت العثرة أمام ذلك الكاتب الفقير دانيال...