و في صبيحة اليوم التالي و اليوم الذي تستعد به اهالي مقاطعة لايدن من اجل سهرة الليلة التي ستقام بالمجان في حانة الامنيات قرب طواحين الذرة
استيقض دانيال من نومه و تحمم ثم رفع باب الورشة و اخرج كرسيا و اوراقا يستعد و لاول مرة في القاء كلماته , بعد ان كان يدفن ما يكتبه و لا يعرض حروفه لاي ضوء و لا يلقيه لاي اذن
جلس يعيد قراءة ما يكتبه , فأذا بسيارة السيد ماركس ديغانت قد اتت
نزل ماركس و معه ابنته الكساندرا القى التحايا على دانيال ثم قال بتلهف و سرعة في الكلام
- هل سمعت الاخبار يا فتى ؟
- ماذا و ماذا حدث
- افتح مذياع ويسلي على المحطة الثانية
- حسنا
اتجه مسرعا نحو المذياع فأذا به الخطاب الرئاسي لحاكم البلاد ( الملك ماسنيون )و جاء فيه
ابناء جلدتي و شعبي الحبيب هذا هو الخطاب الثالث و الاهم في هذه الفترة الحرجة ان الديون قد تفاقمت و الوضع الراهن للبلاد مزري للغاية , فما علينا الان سوى بيع الارض الجنوبية للبلاد و التي تتكون من ( ايندهوفن و ماسترخت و رورموندو ) و عليه ستدفع جميع الديون بدل ان تندلع الحروب , و سينتقل ابناء هذه المدن الى وسط و شمال البلاد
هكذا قال الحاكم كلمته و مع هذا القرار ستكون مقاطعة لايدن التي هي ضمن مدن ايندهوفن الى البيع
كانت هنا الصدمة و الكارثة ارض البلاد باع ن اجل ان تدفع الديون
جلس دانيال على الارض و بات يقول
-انه هراء انها جريمة لن نتخلى عن ريفنا و لا عن بيوتنا هذه ارضنا نعم انها ارضنا
ابدى اهل مقاطعة لايدن استيائهممن قرار الحاكم لكن ما العمل لا يوجد توجيه و لا تضاهر و لا كلمة لا بوجه الحاكم الذي قال نعم للبيع نعم لدفع الديون ببيع الجنوب
و بعد لحظات اتى ويسلي على دراجته مسرعا ثم لهث قائلا
- انه انه الحاكم يا الهي هل سمعتم الاخبار
لقد تلقى ويسلي الاجابة دون ان يتفوه منهم احد كانت وجوههم الشاحبة اجابة كافية على سؤال ويسلي بسماعهم للخطاب من عدمه
ان هذا الخطاب قد دفع دانيال الى الكتابة من اجل ان يعلن ما يقوله في سهرة الليلة
فبدئ بكتابة مقال ثالث و مزجهما لينجب مقالا مطولا مضيفا فيه تعليقا حماسيا على رفضه لبيع الجنوب من البلاد
و لخمول الريف و اهله لم تكن هنالك رقابة على من يكتب اذ انه لا يوجد كاتب في لايدن و افضلهم من اكمل دراسته و انتقل الى المدينة
و بعد ان انجز ما قام بكتابته , طلب من صاحب الورشة السيد ماركوس ديغانت ان يعطه اجازة فحالته النفسية قد استائت كما هو الحال مع كل سكنة لايدنو في حلول الساعة السابعة و النصف مساءا وحيدا في الورشة فماركس ديغانت و ويسلي قد رحلا منذ الرابعة و النصف بقي دانيال وحيدا يجهز نفسه من اجل القاء كلمته في السهرة فأذا بها تدخل الحانة هاندا غوستافو ابنة اصحاب الحانة و بيدها كيسا ابيض لا تعاني من حمله دخلت حتى شاهدها دانيال رحب بها ثم قال
- انا جاهز
- لا لست بجاهز خذ هذه الثياب لقد ارسلها السيد انريكي لك
- كان زيا كلاسيكيا انيقا مدنيا لا يتوافق مع الازياء التي تلبس في مقاطعة لايدن
اما هاندا فهي كذلك لبست فستنا احمر و قبعة بيضاء و حذاءا ذات كعب عالي كانت كما هي العادة و مهما لبست تبدو جميلة فقوامها و رشاقتها و لون بشرتها الاسمر يجعل منها جميلة جدا
ذهب دانيال لتغيير ملابسه لكنه واجه صعوبا في لبس الرباط فهو لم يرتده قط , فأذا به ينادي هاندا
- هل تعرفين كيف يرتدى هذا الرباط انني اواجه مشكلة في ارتدائه
لتبتسم و تأخذ الرباط منه و تتقرب نحوه اكثر واضعة طرف الرباط على كتفه اما هو فوضع يديه على خصرها ثم قال
- الان اريد ان اخبرك شيء
فبتسمت و قالت تفضل
- تبدين جميلة جدا كما هي العادة فالرب قد اتقنك صنعا و احسن في خلقك كثيرا
لتبتعد ثم تقول
- أ أواه لقد تاخرنا عن السهرة فما تبقى سوى دقائق قليلة حتى تنطلق
- اه نعم و نعم هي اربطيه بسرعة
فردت مرتبكة
- حسننا حسننا لكن كيف كيف يربط
لقد نسيت كيف يربط الرباط لارتباكها الشديد
ليعاود دانيال
- لا حاجة لنا به هيا لنسرع
فانطلقا من الورشة متجهين نحو الحانة و بعد الوصول كان السيد انريكي بلند ينتظرهما مع مارغيت و غوستافو والدا هاندا جلس كل من دانيال و السيد انريكي في داخل الحانة فأستبق دانيال انريكي و قال
- هل سمعت الخطاب
- نعم و هذا متوقع يا دانيال
- لن نسمح بذلك , انها ارضنا يا سيد انريكي
- و هذا ما اريد قوله يا بني نحن الان امام المحك ان الحاكم يريد بيع الجنوب للدول التي ندين لها و بلدنا مغرقا بالديون الان
- لكن يا سيد داتي يراودني سؤال و اريد ان اسألك اياه
- تفضل يا بني
- الريف عدد سكانه قليل و قلما تجد المتعلمين هنا بسبب قلة المدارس و الاموال فلماذا جأت الى هنا بدل من ان تقول ما تريد قوله امام اهل المدينة و اقصد في ذلك العاصمة امستردام
- يا بني ان الحاكم و اصحاب البلاط و طبقة النبلاء هي المسيطرة هناك بالاضافة الى القمع المباشر لاي حركة اما هنا فالريف مكان بعيد و لا تخطر ببال اي احد ان تنطلق كلمة منه
- كانت اجابة شافية , و الان هيا فالحضور قد اتو
و بعد ربع ساعة اتت العوائل من مقاظعة لايدن الى الحانة العوائل البسيطة التي تود ان تشرب و تأكل بالمجان , امتلئت المئة و اربعون طاولة بالحشود و ابتدئت السهرة بتوزيع المشروب على الحضور
كان من ضمن الحضور الذين يعرفهم دانيال , والده و جاه دانتي فيلبي و زوجته كاترينا فيلبي و صديقه ويسلي و الكساندرا و والدها ماركس ديغانت
لم يكن يعلم ان والده سوف يأتي و لم يخطر بباله قط
كانت السهرة خارج الحانة في الهواء الطلق و كانتلمنصة امام باب الحانة
فصعد دانيال الى المنصة ماسكا المايكروفون ليتلو مقاله اما الجمهور الغفير الذي لبى الدعوة لا من اجل ان يصغوا لدانيال بل من اجل المجانيات المقدمة من طعام و شراب
![](https://img.wattpad.com/cover/119577815-288-k412995.jpg)
أنت تقرأ
بائع القصائد • Seller Of Poems
Romanceسأكتب كتاباً رائع سأكتب قصيدة ثم قصة قصيرة سأصبح كاتباً ناجحاً سأزور العاصمة و اترك الريف الموحش سأقلع عين المستقبل و امكث بمكانها.. - يا لها من قصيدة يا لها من رواية اتبيعها لي يا فتى؟؟ هنا كان المنعطف هنا كانت العثرة أمام ذلك الكاتب الفقير دانيال...