في صباح يوم الاثنين من شهر كانون الثاني 1906 ، الجو صحو و الفصل ربيع الا ان السماء تغزو الشمس بغيومٍ بيضاء.. في هولندا بمقاطعة لايدن الريفية الهادئة جنوب الأرض الهولندية التي يسود على عمل سكانها بين الفلاحة و غزل الصوف و صناعة الجلود تلك المقاطعة الصغيرة التي يسيطر عليها الاقطاع الذي يحلب أرضها ثمارها شبابها كما هو الحال مع باقي المناطق الهولندية التي يسود عليها الجوع و الفقر .. في منزل شبه متروك لا يصلح الا للاشباح ، فيه أُسرةٌ على شكل أسرةْ بعد أن كانوا يملكون ثلث الأراضي الزراعية في بلدتهم الان رفعوا الأفلاس راية، آل شوبن التي تتكون من دانيال و والديه بعد أن كانوا من الأثرياء حتى ولد دانيال و أبتدئت المتاعب و كأنه نذير شؤم الا ان والدهُ ماك شوبن أضاع املاكه و أملاك العائلة بالمقامرة و الخمر و الآن يعمل في احد حقول الاقطاعيين و من هذه المهنة يأتي رزق العائلة ، اما الوالدة ماري شوبن لم يكن لها دور أو أي تأثير يذكر بخصوص أمور العائلة عدا الطهو و التنظيف. دانيال الفتى الطموح وسيمٌ إلى حدٍ ما طويل القامة ذا عينان خضراوتان و حاجبان كثيفان اسمر البشرةِ ، عاطلٌ عن العمل بسبب دراسته التي تُكلف العائلة مبالغ كبيرة بالنسبة للدخل الذي تجنيه العائلة شهرياً من عمل والده.
لدى دانيال صديقٌ وفيٌ جداً يشاركهُ فقره و عطالة عمله و دراسته فهو ملاصقٌ له في كل صوب و مكان .صباح يوم الثلاثاء ...
ماري شوبن والدته تخاطبه
- انهض يا دانيال، هيا قم من على سريرك هيا يا حبيبي انهض
- نعم اه، و كم الساعة الآن
- الساعة لا تهم بل نصف الساعة التي قضاها ويسلي في انتظارك تحت الدرج هي ألأحرى بالأهمية
- اواه اخبريه أنني قادمو بعد دقائق استفاق دانيال ملقياً صباح الخير على والدتهِ و ويسلي
- لي نصف ساعة انتظرك هل عمل النوم مشق لهذه الدرجة؟
- يا صديقي بل هو مميت خصوصاً إذا كان الفراش مغزول من الصوف
- ههه هيا و بدون إفطار لقد حصلت لك و لي على عملٍ
- اجننت؟ ماذا عن الدراسة؟
- يا صاحبي العمل الذي حصلت عليه يواسينا في ذلك أنه بعد الدوام
- هذا رائع لكن اشرح لي بالتفصيل ما هو العمل و كم نستلم و من هو صاحب العمل؟
- لا وقت للحديث فهو ينتظرنا
- من؟
- ماركس دي غانت صاحب العمل، هيا هيا لنخرج الان
خرجا سويتاً و ودع أمه راكباً مع صديقه دراجة هوائية متجهاً نحو العمل الذي يجهله إلى حد الآن
و بعد الوصول نزلا من على الدراجة نحو محل تصليح إطارات السيارات
و بعد الدخول واجها ماركس دي غانت
ويسلي يلقي التحية ثم يقول
- هذا هو صديقي يا سيدي انه محترفٌ بعمله و نشيطٌ جدا علاوة على ذلك أنه محتاج و محب لهذه المهنة دانيال ماك شوبن.علمً أن دانيال لا يفقه شيء عن السيارة أو إطارها و لا يميز بين العجلة و غطائها فتمتم و جحجح مرتبكا لا يريد أن يكُذب صديقه أمام ماركس صاحب العمل فقال
- اه نعم بعض الشيء أجل احبها و اتقنها بعض الشيء
ليرد ماركس دي غانت
- اهلا يا فتى هل انت محب للمتاعب ام ماذا؟ انها مهنة شاقة و متعبة..
ليقاطعه ويسلي قائلا بحماسة و فرحة
- نعم انه يعلم ذلك نعم لكن أخبرنا كم سنستلم و كم هي ساعات العمل؟.
- ستعملان في آن و زمان واحد و سيستلم كل منكما ٢٠٠ يورو شهرياً بالإضافة إلى النثرية من طعام و شراب و مكافئات أيضاً.
كان ماركس كريماً مهنياً لا يعرف الكسل و لا الرحمة في أوقات العمل، و بعد الموافقة و السلام خرجا من العمل و قبل أن يتفوه دانيال بكلمة سبقه ويسلي قائلاً
- اترجاك اسكت و لا تتكلم دعني اشرح لك
- تشرح لي ماذا؟ انا لا اعرف اي شيء عن السيارة أو الإطار غداً لن اذهب لن اذهب يا ويسلي سأقع في موقف إذا ذهبت معك للعمل و سيوبخنا نحن الاثنين بسبب حماقة ما قمتَ به انت للتو
- يا حبيبي يا صديقي لدي صديق سيعلمنا هذه المهنة على شكل دروس انه في شمال مدينة كلارن
- هه و سنذهب إليه الآن و على هذه الدراجة كل هذه المسافة! أشعر أن دراجتك ستتقيئنا في منتصف الطريق
- لا تقل هذا ما رأيك أن تغني لي اغنية
- دعك من مزاحك السخيف و انتبه للطريق و اصمت
- حسنا حسنا لكنها ٢٠٠ يورو يا سلام
- لكنها مهنة لا نتقنها يا سلام
- سحقا لك تفائل قليلاً سنصل للصديق الذي سيكون دليلا على تعلمنا للمهنة انه كان يمارسها سابقاً
- حسناً لنرى إذن.
و بعد الوصول إلى مدينة كلارن و بالتحديد إلى منزل صديق ويسلي
- هيا اطرق الجرس و انا اتحدث
- ما بك يا ويسلي أوليس صديقك
- نعم اه حسنا حسنا.
- سحقاً هيا يا ويسلي اضرب الجرس اجعل صوت عصفوره صداحاً ههه.
و بعد دقات الجرس المتتالية أصبح المنزل يرن كصفارة إنذار مدوية به، خرج صديق ويسلي
- نعم أنني آتٍ حسنا حسناً
ويسلي يخاطبه
- اهو منزل ام كهف الا تسمع حتى أن عصفور الجرس زهق و ها هو ينهق لفرطه من التعب
- هههه كنت نائما، اه من هذا الذي معك يا ويسلي
- حسنا دعوني اعرفكم على بعض، ماندي دانيال دانيال ماندي و الآن مباشرةً إلى العمل،
ليرد ماندي قائلا
- أي عمل؟.
- يا صاحبي جأتك انا و دانيال من لارين على هذه الدراجة الهوائية التي كادت أن تتقيء بسبب المسافة كل هذا من أجل أن تشرح لنا و تعلمنا مهنة إطارات السيارات
- ههه يا لها من مهنة سحقاً حتى أنني احاول ان انساها و لشدة كرهي لها لا أستطيع رغم فرقي معها منذ ٣ سنوات
ليرد دانيال قائلاً
- هلا نبدئ العمل الان
- لكما ذلك لكن لا أملك إطار اشرح لكما عليه
ليرد ويسلي
- هل يفي بالغرض إطار الدراجة الخاصة بي
- اواه نعم الا ان الحجم يختلف و بعض الأشياء سأوضحها لكما.( نهاية البارت الأول)
![](https://img.wattpad.com/cover/119577815-288-k412995.jpg)
أنت تقرأ
بائع القصائد • Seller Of Poems
Romanceسأكتب كتاباً رائع سأكتب قصيدة ثم قصة قصيرة سأصبح كاتباً ناجحاً سأزور العاصمة و اترك الريف الموحش سأقلع عين المستقبل و امكث بمكانها.. - يا لها من قصيدة يا لها من رواية اتبيعها لي يا فتى؟؟ هنا كان المنعطف هنا كانت العثرة أمام ذلك الكاتب الفقير دانيال...