Part 4

2.9K 61 2
                                    

و في هذه الاثناء و الاحداث التي عصفت بمنزل
ال شوبن كان دانيال لا يعلم شيء , بل انه لا يزور المنزل و لا يعرف شيء عن احوال امه او ما فعله والده كان كل همه غرفته كتبه البيانو المهترء ,,
في يوم الاربعاء قام فرناندو ابن عم دانيال البالغ من العمر 24 سنة اشقر الشعر باهت الوجه قصير القامة بليد قام  بالبحث عن دانيال بطلب من ماري شوبن والدة دانيال المريضة , لم يبحث طويلا لان القرية صغيرة و كأنها علبة , اتجه فرناندو بسيارته الى بيت ويسلي و الى المدرسة التي تبعد عن المنزل كيلو متر واحد , حتى عرف من حديث والدة دانيال انه يعمل في محل لتصليح الاطارات فوجد دانيال منشغل بتغيير غطاء سيارة ’ اقترب منه ثم قال
- الكاتب الفاشل الذي يرى نفسه بتهوفن و تولستوي في ان واحد كيف حالك مع العجلات يا دانيال هه
لينظر له بعين واحدة مجيباً
- كومة النفايات كومة النفايات يا الهي
صرخ فرناندو بصوت عال
- اخرس ايها الغبي , امك قد اغمى عليها و منذ يوم حتى استفاقت و قدمها اليمنى قد تورمت بسبب سقوطها من على الدرج
لينصدم دانيال لسماعه ذلك  , الحزن قد اتخذ منه ثكنةً صار هرماً قام محدبا ضهره فأمه التي لا تكف عن الدفاع عنه حالتها الصحية مزرية جدا .. لم يتفوه بحرف فقط قام من على الارض
حتى جاء ماركس ديغانت صاحب العمل مزمجراً  
- من انت يا هذا و ما بالك تصرخ
- انا ادعى فرناندو يا سيدي ابن عم هذا الاحمق ,
- و ما المطلوب
- ام هذا المراهق بحاجة له فهي عليلة و تتمنى رؤيته
فأذا بدانيال يعود الى داخل المحل تاركا فرناندو و ماركس ديغانت معا و اتجه الى السرير الذي صنعه بنفسه و مد يده تحت السرير مخرجا قرطاسا و قلم كاتبا رسالة مضمونها ما يلي
(( الى امي التي كل ما احاول الكتابة عنها انصدم بأنني امي , ريحانة قلبي اخبرني ابن عمي فرناندو بانك تتمنين رؤيتي و اوجز لي ما حدث بينك و بين ذلك المعتوه السيد والدي , في بعض الاحيان ينبغي على الانسان ان يترك الجنة من اجل ان يثبت للرب ان ذنبه ليس ذنب و انه على حق و اما في الوضع الذي انا فيه ساترك كل شيء حتى الكتب و لن اعود للمنزل ابدا ساراك يا عزيزتي عن قريب سأستمر في العمل و الكتابة و لا تقولي لنفسك ان ابني الصغير تحت تأثير كاتب ما او شخصية من شخصيات التي يكتبها الروائي ون..  لا يا امي ارجوك لا تحكمي علي هكذا فأنا سأقاتل من اجل احلامي سأشتري الكتب و ساجمع لك بعض المال من اجل ان تشتري لنفسك هنداما كهندام الكونتيسات في المدن و سأكتب و لن اتوقف , انا على ما يرام سأحاول ان اكتب لك من وقت لاخر
ابنك المخلص... دانيال و بدون ال شوبن. ))
سلم الرسالة الى فرناندو و عاد لأكمال العمل منكسرا على ما حدث لوالدته .. حتى ان ماركس راعا ذلك و لم يأمره بشيء و لم يثقل عليه في العمل اما ويسلي كان يشعر الى حد ما بما يشعر به صديقه فهو صديق طفولته و معه في كل مكان
ترجل دانيال نحو ويسلي و قال له بهدوء تام و كأنه لا يشعر بالحزن الذي كان يعتريه بل وكأنه قد شفي من الحزن
- هل توجد حانة قريبة ؟
- مم ماذا؟
- مابك هل توجد حانة قرية على هذا المحل ؟
- نعم يا دانيال لكنك الذي كنت ترفض الذهاب لهكذا اماكن
- حسنا سأذهب وحدي
تقدم انيال نحو الدراجة حتى ناداه ويسلي قائلا
- انتظر خذني معك
- هيا اذن
وصلا الى الحانة، حانة غوستفو و زوجته مارغيت
كانت الحانة التي دخلاها صغيرة مظلمة لكنها نظيفة و هادئة قلما يزورها أهل القرية و هذا اهم شيء بالنسبة لدانيال
ذهب ويسلي الى صاحب الحانة السمين الاصلع غوستافو فأذا بزوجة غوستافو مدام مارغيت و قبل ان يطلب ويسلي مشروبا سألته قائلة
- اوليس هذا دانيال نعم انه ابن ذلك العجوز السكير ماك شوبن
ليرد ويسلي بنبرة غضب
- نعم هل نذهب ام نشرب ام نروي لك الرواية يا مدام مارغيت ؟
- حسنا حسنا يا صغير ماذا تنويان ان تشربا ؟
- زجاجة ويسكي و فقط
لينادي غوستافو زوج مارغيت على ابنته
- هاندا يا عزيزتي زجاجة ويسكي لهذا الشاب
لترد هاندا من على كرسيها
- حسنا يا والدي
رجع ويسلي الى الطاولة التي يجلس عليها دانيال و قال
- انتظر سيجلبون المشروب
حتى اتت هاندا بنت اصحاب الحانة طويلة سمراء كانت  زرقة عيناها  دليل الى البحر  و النمش كحبات ذرة على الوجه و حين وصولها الى طاولة الصديقين قالت بكل ضرافة كما هي العادة مع جميع الزبائن
- اهلا و سهلا بكم في حانة الامنيات اسعدنا توجدكما
فتحت زجاجة الويسكي و معها كأسان لامعان نظيفان و قامت بسكب الخمر بطريقة بسيطة ليطلب منها دانيال ان تملئ كاسه فنظرت له و قالت
- في هذه القرية لا توجد غير حانتنا و حانة بعيدة منا لكن لم اشاهدك ابدا هل انت ظيف هنا ؟ ام انها زيارتك الاولى للحانة؟
لينظر لها دانيال و يجيبها بكل هدواء
- نعم انها زيارتي الاولى الى هنا
ثم نظر لملامحها و جمالها و اكمل
- و ستكون لي زيارات عديدة
- هل استطيع ان اجلس معكما بما انني املك بعض من الوقت
ليرد ويسلي
- تفضلي لا مانع لدينا
فأذا بها تجلب كرسي و بدأت بالكلام و تناولت كأس دانيال و حين انتهت طلب دانيال الكأس الذي بيدها فمسكه بيده و سكب لنفسه ثم شرب و قال ثملا و هو ينظر لها تارة و للكأس تارة

- وضعت كأسها و قالت تأمل
هي ذي حُمرتي على الكأس حيرى
فَتناولتُها اقبلُ منها
موضع الثغرِ قُبّلةً بعدَ أخرى
فَتَثنت نشوى وقالت أتدري؟
حُمرتي صِيّرت شفاهُكَ حمرا
قلتُ ماذا على أن فاتني الثغرُ
تَخيلتُ موضعَ الثغرِ ثغرا

فبتسمت و قالت بخجل
- يجب ان اذهب نعم علي ان اكمل عملي فرصة سعيدة و اتمنى رؤيتك مجددا
اما ويسلي فقد اعجب بالقصيدة التي تلاها دانيال
فأذا بدانيال يهمس لصديقه
- الويسكي و انت و الوجه الحسن
- لقد كانت قصيدة رائعة يا صاحبي
- كانت هي الإلهام عيناها الزرقاوتان و سمارها و طول قامتها هي نعم هي رب هذه القصيدة..
و بعد الخروج من الحانة ركبا الدراجة فأذا بويسلي يسأل دانيال
- هل ستزور الحانة غداً؟
- لا يا صاحبي
- هل اعجبتك الفتاة التي تدعا هاندا
- سحقاً حتى اسمها جميل نعم الجميع يعجبه الجمال و انها جميلة..

   

بائع القصائد • Seller Of Poems حيث تعيش القصص. اكتشف الآن