6

4.8K 89 8
                                    



استوقفه منظر الصفحة التي كانت تتفحصها جود على الأيباد خاصتها وهو مار بغرفة الجلوس. كم من مرة رأى ابنته تتفحصها بإندماج يصعب قطعه؟

جلس جانبها وسأل عندما نجح في أخذ انتباهها بعيدا عنها: وش الصفحة هذي؟

اعتاد من جود الصراحة، وأثار ترددها اللحظي فضوله. يعرف أنها لم تكن تتصفح شيئا مخلا، فهو واثق من ابنته وتربيتها. إذا، ما السبب؟

أخيرا أجابته: هذي مدونة خالة زينة.

كان ينظر إلى الصفحة باهتمام طفيف، لكن بعد إجابة جود وجد نفسه يخطف الأيباد منها، يمسح بعيونه على كل تفصيل موجود في الصفحة: مدونة؟

رأى جود تومئ بنعم بطرف عينه: تكتب آرائها وتوصياتها فيها..

لحسن حظه فهو كان سريع الحفظ، بنظرة واحدة حفظ عنوان رابط الصفحة قبل أن يعيد جهاز الأيباد لجود، مقررا أن مدونة زينة ستكون مادة قراءته لهذه الليلة.

/

/

-: من اللي قلتيه، متأكدة مية بالمية إن الرجال ميت فيك.

هذا كان ما استنتجته صديقتها لجين عندما حكت لها عن التطورات التي حصلت بينها وبين ياسر. كانت لجين كالأخت التي لم تحظى بها، حافظة سرها وشكواها.

"ياسر..؟ ميت فيني..؟"

سألت، تبعد نفسها عن التفكير في اضطراب قلبها الفرح لتلك الفكرة: وإذا؟

أجابتها لجين ببساطة: استغلي الفرصة وإبدأي صفحة جديدة.

استنكرت بيان الفكرة للحظة: مو كأن هذا غش؟

لترد لجين بكل أريحية: وسعي صدرك معاه واستانسي، مو هذا اللي كنتي تتمنينه؟ إنه يحبك؟

نعم، تلك كانت أمنيتها. لكن.. هل كان من الصحة بناء بداية جديدة دون ختام للماضي؟

:

رأت في ملامح ياسر التوجس المترقب وهو يجلسها جانبه، الجدية والحزم في نظرته وصوته: بيان، بسألك سؤال وأبغاك تجاوبين عليه بكل صراحة.

بدايته هذه أخافتها.. ما طبيعة السؤال الذي كان يريد طرحه؟: اسأل..

عندها نطق وأسكت أفكارها للحظة: أنا كنت أضربك؟ أعتدي أو أغلط عليك؟

اعترضت باستنكار شبه سخط: لا طبعا..!

لم يمد ياسر يده إليها قط، وحتى في المرات التي كان يقربها كان يستشعر رضاها. لا تستطيع حتى قول أنه كان يجرحها بالكلام..

مشكلة ياسر كانت في صده وفي نفوره، في بعده وأحيانا نزقه المتأفف.

ما الذي قد يبعث فكرة الاعتداء بالضرب لياسر؟

مشكلتي مع كلمة  ...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن