فُتح باب مكتبته، وتلقائيا نظر ليث لجهته يرى من الداخل، متوقعا إما جود أو زينة، ليرفع حاجبا بتفاجؤ عندما تبين أن الداخل كانت نوف.
بدت متوجسة بعض الشيء وهي تمسح بنظرها على جوانب المكتبة، قبل أن تسأل: جود كانت هنا؟
ذكرت زينة أن ابنتها نوف كانت من النوع المنفتح، الذي يأخذ ويعطي مع الناس بسهولة، لكنها لم تعامله هكذا، بل شابها نوع من التوتر. لم يرد الضغط عليها فتركها براحتها تتعود عليه.
أجابها أخيرا بابتسامة: توها كانت عندي بس راحت لما شمت ريحة الأكل من المطبخ./ أردف بتسلية: طبخ أمك جاب راسها..
ضحكت نوف بخفة: صديقاتي كل أسبوع كانوا يسنترون عندي.. كنت أظن إنهم يبغون خشتي بس تبين أنهم ملهوفات على طبيخ أمي. ما أتعجب من حالة جود..
ضحك هو بدوره من تعليقها، ليبتسم عندما توقف لملاحظته أن نوف كانت تشبه أمها في ضحكها.
استأذنت نوف لتخرج فاستوقفها: تعالي، أبغى أعطيك شي قبل ما تطلعين..
أخرج نسخة موقعة من آخر رواية نزلت له، يعطيها لها عندما اقتربت: أمك قالتلي إنك متابعة لسلسلة رواياتي وما قدرتي تشترين روايتي الأخيرة لأن النسخ كلها انباعت.. عشان كذا..
بدت نوف مذهولة وأكمل: إذا ربي كتب إني أنشر رواية بعدها، أول نسخة بتكون لك.
قالت والفرح ظاهر في نبرة صوتها المرح: يعني صرت في أي بي؟
أومأ بموافقة: في أي بي ونص..!
تذكر ما اعترفت له زينة في ذات أمسية..
(بنتي نوف.. ما عمرها حست إنه كان لها أب..)
قد قال لزينة أنه سيعامل ابنتها بحسبان ابنة له، وهذا ما سيفعل.
:
كانت تعد قهوة لنفسها عندما أحست بأحد يحتضنها من الخلف، بيد دافئة تقيد خصرها، وأخرى تمتد لتنزع ملقط شعرها بعيدا، تاركا لشعرها ينسدل إلى كتفيها بطبيعته المموجة.
سألته بابتسامة: وش العداوة القائمة بينك وبين كليب شعري؟ كل ما تشوفه علي تنزله..
أدارها ليث بخفة جهته، لترى ابتسامته المتسلية، والافتتان الفاضح في عيونه: وش نسوي لو يمنعني أشوف المنظر الجميل هذا؟/ استطرد بتفكير: تدرين إن شكلك يتغير على حسب حالة شعرك..؟
ضحكت برقة، لا تدري ما يهدف إليه لكنها مستمتعة بقربه على أية حال: طيب..؟
أكمل: لما يكون مرفوع لفوق يعطيك صرامة حلوة وهادية..
سألته بفضول: ولما أخليه حر؟
أجابها بهمس حار: يخليك فتنة، ويخليني أنسى عقلي..