10

4.7K 87 8
                                    


دوام الحال من المُحال.. لكن..

لم يتصور للحظة أن حاله سيصير هكذا..

:

لا يدري كم تطلب الأمر ليستوعب..

سعد.. أخوه الكبير، أعز أصدقائه، قدوته.. مات.

قالوا أن حادث سيارة كان السبب. قالوا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة قبل أن تصل سيارة الإسعاف.

الجميع حوله انهاروا لسماع الخبر، أمه كانت في حالة يرثى لها، بشاير لم تتوقف عن البكاء، حتى أبوه لم يستطع التجلد بصلابته المعتادة. كم من مرة رآه جواد يرتجف شجنا، ولمعة الدموع واضحة للكل في عيونه.

أما عنه هو، فقد جرد نفسه من الاحساس من أجلهم، أصبح صخرتهم الداعمة، لأنه يعرف أنه أصبح في محل سعد الآن، ويجب عليه ألا يظهر ضعفا وهم يتطلعون إليه سندا.

كانت ميساء هي الوحيدة التي رأت ما يختبئ وراء قناع صلابته، من كان يذكره بالاعتناء بنفسه عندما ينسى. كانت ميساء هي الوحيدة التي عرفت حرقة أحزانه، من مسحت على شعره حتى يداهمه النعاس، مستكينا في حضنها.

دائما ما همست له: لا تتظاهر وإنت معاي..

:

بدأت بعد شهور من وفاة سعد، ملاحظات ونغزات أمه.

في بادئ الأمر استغربت أمه اختياره ميساء كزوجة، لكنها لم تبد ذاك الاعتراض، بل حتى بدت سعيدة في العرس..

لكن حديثا، موقف أمه نحو ميساء تغير، وأصبحت تعلق شيئا فشيئا عنها، تنتقد كل مالا يرضيها في تصرفاتها.

كل مرة دافع جواد عنها، مصرحا أنه راض بها في كل شيء، لكن دفاعه ذاك لم يجد نفعا، بل زاد أمه اصرارا.

مضت سنة قبل أن تطرح أمه أمر الأطفال، وماطلها هو لسنتين أخرى عن الإجابة، خصوصا عندما عرف مدى مرارتها، كيف أن أمه ستستخدمها كذخيرة في حقدها الوليد ضد ميساء.

تمنى لو كان العيب منه عندما ذهب ليفحص نفسه، تمنى ذلك ليحمي ميساء من حقيقة موجعة. هي، من كانت دوما تريد طفلا .. كانت لا تستطيع إنجابه.

لكن فحصه أخبره أنه كان سليما لا خطب فيه.

لم يخبر أمه، ولم يخبر ميساء أيضا.

وكان ليستمر بهذا الوضع لولا استفزاز أمه لميساء أمامه، تخرجها من طورها حتى أصبحت تعترف بالأكاذيب.

جادلها، حاول إيقافها، لأن أكاذيبها ومكابرتها لم تؤذ شخصا غيرها هي.

:

القضية ضد جاسم الجسار كانت من أضخم القضايا التي تولاها. إثبات تعاملات شركته الغير قانونية لم يكن بالأمر السهل.

مشكلتي مع كلمة  ...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن