اليوم الذي يلي ليلة الثلج الباردة قد كانت شديدة الحرارة ..
كانت ليلة حارة حتى أدت هذه الحرارة إلى ذوبان قطع الثلج
التي تراكمت بنظام أمام كُل منزل .نتيجةً لهذه الحرارة التي لا رحمةً فيها وبينما كنتُم تلعقُون المُثلجات
بكُل مُتعة وكنت أنا لا أزال لم أكتب جُزءًا ؛ كان الأوقص يملك
موعداً لفتى الهاتف العمومي الذي حادثهُ ليلة الثلج آنذاك .سارَ الأوقص حتى أوقفته وجهته ، وقف بكُل استقامة وجمع كُل
قواه في ذلك الأصبع أو كما يُدعى بـ السبابة .. مُركزاً كل الضغط على جرسٍ صغير بجانب منزل فتى الهاتف . ولم يلبَث إلا وقتاً كاد أن يكون أشبه بالثوانِ حتى فُتح الباب على مصرعيه مُرحباً بالأوقص .سارَ الأوقص مُتعجباً نتيجة التطور الذي يُعاصره فتى الهاتف والذي
جعل بابهُ يُفتح دون أن يُشقيّ نفسه عناءَ القدوم وفتحه .
ألقى الفتى من ليلة الثلج التحية بطريقة تجعل المرءُ يقفُ مُتسائلاً
عن نوعها .. وهذا تماماً ما فعله الأوقص حين قال : " أهكذا تُحيِّ ضيوفك؟! "فـرد عليه الفتى بنوعٍ من الهجوم قائلاً : " أنت دخيل يا هذا ولست ضيفاً لي حتى .. ولكَ أن تعلم كم يزعجني بقائك هُنا "
صمت الأوقص قليلاً وكاد أن يكون أخرساً ثُم سرد ابتسامةً
عريضة على شفتاه و قال مُسترسلاً بهدوء : " أوليس وجودي هُنا
هو نتيجة فتحك لـباب منزلك لي ؟ أولست من طلب أن لا أتأخر ؟ "أدى حديث الأوقص لأن يجعل فتى الهاتف يضحك بشيءٍ من
السخرية ثم قال بروية : " أتعجب من طريقتك في حُب نفسك !
فأنت مُحباً لها لدرجةٍ تجعلك لا تُدرك أني أدخلتك منزلي المُقدس
كي أحظى بتلك الذاكرة التي معك ؛ لذلك اسألنِي ما شئت و سلمنِي
هذه الذاكرة ثُم غادِر ، فوجودك هُنا يتناسب طردياً مع رغبتي في
قتلك ! "- يارجل أنت من هو مُغتراً بنفسه ومُحِباً لها هُنا ! فحُبك لنفسك
أعطاك درجة من عدم الإدراك و جعلك تؤمن أني أحضرت
الذاكرة معي !بعد أن صمت الأوقص مباشرةً سحبَ فتى الهاتف ياقة قميص
الأوقص ثُم عادَ به للخلف حتى كاد أن يُحطم فقرات ظهر هذا
المسكِين ؛ ثُم نطق بحده : " ما الذي ترمِي إليه بقولك هذا؟ ألم تُحظرها ؟ "ضحك الأوقص بهدوء ثُم قال ساخرًا : " للأسف لقد أحظرتها
ولكنه وكما يبدو فإنها حُطمت لأشلاء نتيجة دفعك لي ! "
ثُم أخرج الأوقص الذاكرة و بسط ذراعه أمام فتى الهاتف ثُم أردف بنوعٍ من السُخرية : " أتخالُ الذي كرسَ حياته في سبيل حماية روحه وأحب نفسه بفظاعةٍ سيفعل شيئاً يُعرض فيه حياته للخطر؟ "بعد أن هدأ فتى الهاتف أمسك بالذاكرة و استقام ؛ ثُم بهدوء استرسل قائلاً : " وماهو مُبتغاك ؟ "
- لا شيء ؛ كُل ما أردته هو رفع بعضاً من الثقل عنِي !
ولك أن تُدرك أني لازلت راجياً عودة إيڤان الذي أعرفه !
سأنتظرك حتى اليوم الذي تغدُر فيه روحي بجسدي وتُغادِر !
أنت تقرأ
كِـذبةٌ بيّضاء | متوقِفة.
Short Storyإعتذاراتٍ إعتذارات .. لكل قلبٍ مُنكسِر ؛ لكُل شوقٍ غير مُكتمل ؛ لكُل شخصٍ آخر عداك ؛ أُقدم للجميع إعتذاراتي المُترممة على عتبة باب قلبِي . وأعتذر لأني ما عدتُ أملك مقدرةً كافية للإعتذار أمامك و مِنك يا صاحبِي . قيد التعدِيل .