في جوف الليّل الأسود و داخل العُمق ذاته من الظلام ..
وبينما الجميع يتنافسون حول من يجب أن يملك أعلى شخير ؛
أكادُ أقسِم بأنه كان بمُفرده يقظاً راجياً عودة من لا يعود ويسأل
الله مالا يُسأل . وكانت كُل ليالي العالم الجميلة ليلة تحمل له من السوادِ ما يكفي له و لوجدانِ صاحبه الذي كان يُدركه صاحباً فيما مضى!لم يكُن له منزلاً دافئاً ليُحارب به قسوة البرد التي حلت آنذاك بشهر ديسمبر ؛ ولم يكُن ذو مالاً أو نفوذ لـيتلطَف بها على نفسِه .
كُل ما كان يملكه جنباً لهذا السواد ؛ هُو ذلك الصديق الذي لطالما
ظنهُ لن يتغير .. كُل ما بقي له هُو وجدانِ صاحبه المدفون بعيداً والذي يكادُ يكون غير موجود .وكان كل ليلة حيثُ يخلد العالم أجمع إلى الفِراش غرقين بعيداً
عن الواقِع ؛ يضطجع الأوقص على سريرهُ الذي يُصدر صريراً مُزعجاً كُلما أعتليتهُ ؛ كان يضطجع برجاء و يُعيد سؤال الله الشيء
ذاته بلا كللٍ أو ملل . وكانت تلك الليّلة هي ليلتهُ الأخيرة للرجاء فقد أقسم عندئذٍ أنه سيسأل الله للمرة الأخيرة ذات السؤال وإن رفضه أو رده صاحِب الجلالة فلن يلتفت لهذا الموضوع بعدها أبداً ؛
وهذا أشبه ما يُقال عنه باليأس و القنوط !نطقَ الأوقص برجاءٍ ويأس : " يا الله . من أنا بدونك؟ يالله ، لقد
جربتُ كُل الأديانِ وكُل المذاهِب ؛ كي تُجبني يالله ! . " أوقف شهقة حادة قبل أن ينهمر بالبُكاء ثم أردف مُجدداً قائلاً : " لقد ذهبتُ إلى الكنيسة مرة ، وذهبتُ مرة أخرى غيرها إلى المسجد . وأنت أعلم يا الله بمدى تعلقي بصديقي قبل أن يتحوّل لهذا المسخ يا الله ! يا مَن خلقت العالم : إذا ألقيت عليّ قليلاً من لُطفك و أسألك أن ترشدني إلى الطريق الصحيح الذي به أستطيع مساعدة نفسي و إنقاذ صاحبي . و أنا مؤمن بقدرتك يا الله فلا تُعيد لي خيبات الأيام القليلة الماضية ! "بعد أن صارح الأوقص صاحِب القُدرة و الجلالة قرر أن يُريح نفسه
من ليالي الرجاء وأن يمنح نفسه ليلة واحدة على الأقل ؛ ينام فيها بدون أن يقلق بشأن شيء ليس له . قرر الأوقص أن يريح جسده وروحه بليلة عادية يُمارسها كـ إنسان ذا لحمٍ وجلد .. كـ إنسان طبيعي .
أنت تقرأ
كِـذبةٌ بيّضاء | متوقِفة.
Short Storyإعتذاراتٍ إعتذارات .. لكل قلبٍ مُنكسِر ؛ لكُل شوقٍ غير مُكتمل ؛ لكُل شخصٍ آخر عداك ؛ أُقدم للجميع إعتذاراتي المُترممة على عتبة باب قلبِي . وأعتذر لأني ما عدتُ أملك مقدرةً كافية للإعتذار أمامك و مِنك يا صاحبِي . قيد التعدِيل .