الورقة الثانية

485 56 1
                                    


قالت لانا وهي تتظاهر التدريب بجانب ران: مرحبا ران.
قالت ران دون الالتفات لها: أهلا ما الامر؟ نادرا ما تتحدثي أثناء التدريب.
قالت لانا ساخرة: حسنا اليوم استثناء.
قالت ران بنفاذ صبر: ما الامر لانا؟
قالت لانا: ران أنا أشك في هذه الرحلة وأنتِ الشخص الوحيد الذي يمكنني أن أقول له هذا.
قالت ران دون التوقف عن التدريب: لماذا تعتقدين أنه يمكنني تقبل كلامك؟
قالت لأنا متابعة حديثها: أنتِ مجرد فتاة تربت في عائلة مريضة بمرض أسمه العلم، أردتِ أن تدرسي الفن لكن عائلتك رفضت الامر واصبحتِ طبيبة، أنتِ مجرد طبيب لا يحب الطب أبدا.
قالت ران متعجبة: كيف عرفتِ عن هذا؟
قالت لانا ساخرة: لدي مصادري.
قالت ران بلا مبالاة: إذا ماذا تعرفين أيضا؟
قالت لأنا وهي تفكر: أشياء ليس من المهم ذكرها مثل الرجل الذي أردتِ الزواج منه لكن عائلتكِ رفضت، المهم أسمعي جيدا أريد منك خدمة.
قالت ران بعد أن توقفت عن التدريب: ماهي؟
قالت لانا: لا يمكنني الإيقاع بسارا مثل الجميع هي لن تتكلم معي لكن أنتِ تعرفين طريقة ستجعلها تتكلم أليس كذلك؟
قالت ران: هل تعنين عقار أو شيء مثل هذا؟
قالت لانا بحذر: كلا إذا استخدمت عقار سيصنف على أنه عنف وتسبب بضرر، أريد شيء سيجعلها تتكلم بدون أن أضربها او أذيها.
قالت ران ساخرة: حسنا أنت قلت كل الطرق التي ستجعلها تتكلم.
قالت لانا: تكلمي بجدية ران.
تنهدت ران وقالت: حسنا فقط قولي سأخبر أباكِ أنكِ فتاة سيئة قبل أن تكملي كلامك هي ستجيب عن أي شيء تريدين معرفته.
قالت لأنا مسرعة: حسنا شكرا لكِ.
لم تنتظر لتسمع الجواب من ران واتجهت لأنا بسرعة الى سارا وقالت بابتسامة: سارا دعينا نتحدث في الخارج.
قالت سارا وهي مرتابة من لانا: إنه وقت التدريب لانا لا يمكننا الخروج.
قالت لانا بوجه حزين: ألا يمكنكِ فعل شيء سارا؟
شعرت سارا بالقلق وقالت: حسنا سأتكلم مع جان.
ذهبت سارا مسرعة إلى جان وهي قلقة لكن بالنسبة للانا ارتسمت على وجهها ابتسامة خبث، تكلمت سارا مع جان لفترة ثم اتجهت نحو لانا وقالت: حسنا يمكننا المغادرة.
قالت لأنا بنبرة حزن: أنا أسفة.
قالت سارا بلطف: لا عليكِ لنذهب.
اتجهت لأنا وسارا إلى غرفة الفتيات ثم قالت سارا: ما الذي يجري لانا أخبريني؟
قالت لانا بنبرة مختلفة جدا مزيج بين الحزن والخبث: سارا أعذريني لكنها الطريقة الوحيدة، إذا أجبتني أنا لن أخبر والدكِ أنكِ فتاة سيئة.
تغير لون وجه سارا وأصبح شاحب تسلل الخوف الى قبلها، صرخت سارا بقوة: كلا لا تخبري أبي، أنا سأخبركِ كل شيء لكن لا تخبري أبي.
بدأت سارا بالبكاء والنحيب قالت لانا وهي تحتضن سارا: سارا أخبريني ماذا حدث في حادثة ليلة القمر الكامل.
قالت سارا وهي تبكي: في تلك الحادثة أنا... أنا خسرت كل شيء عائلتي ومنزلنا وحتى نفسي لقد خسرت نفسي...
ثم تابعت كلامها بصوت خالي من الروح: والدي الطبيب النفسي المشهور، الذي ظن الجميع أنه عبقري ويستطيع علاج أي مريض، قام بقتل عشرة أشخاص في ساعة كاملة، لقد كانوا أمي وأخوتي والخدم، مهما حاولوا إيقافه هو لم يتوقف، وكان يقول أنه سيقتل الأشخاص السيئين، عندما وصل لي قال لي كوني فتاة جيدة، وقومي بقتل أخاكِ الصغير، لقد كان طفل في المهد لقد قال أنه لن يقتلني إذا فعلت...
نظرت سارا إلى لانا وأمسكت يديها وقالت بصوتها المرتجف: لقد كنت طفلة ترغب بالحياة هذا ليس ذنبي...
قالت لانا بتعجب: هل قتلتِ أخاكِ الصغير؟
صمتت سارا لكنها تابعت البكاء بهيجان
قالت لانا: بعدها ماذا حدث؟
قالت سارا بصوت مبحوح: بعدها أبي تركنا وخرج، قال لي غادري فالمنزل سيحترق، لذا غادرت خلفه لقد راقبت منزلنا وهو يحترق وراقبت والدي وهو يغادر..
قالت لانا: والدكِ اختفى بعد هذا وأنتِ ذهبتِ الى دار الايتام وعشتي هناك، الكبار تدبروا حمايتكِ هل يمكنني أن أعرف لماذا أصبحتِ مثل والدكِ؟
قالت سارا بعد أن مسحت دموعها وارتسمت ملامح الجد على وجهها والتمع نور الاصرار في عينيها: لكي أعلاج أبي إذا قابلته.
ابتسمت لأنا وقالت: هكذا إذا، أنا احترم قراركِ أنا اسفة مجددا على ما فعلته.
قالت سارا بصوت غاضب: أنا ما زلت غاضبة منكِ لكن لا مشكلة هذه طرقكِ.
غادرت سارا من الغرفة متجهة إلى الحمام، قالت لانا بداخلها 'تريد علاج أبيها وهي تخاف من ذكره ماذا ستفعل إذا رأته؟ بعيداً عن هذا سارا تضاف إلى الطاقم عديم الفائدة، طبيب نفسي لكنه مريض نفسي لا يمكنه علاج نفسه فكيف يستطيع علاج أحد'...

ما بعد الكارثة كارثة اخرىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن